ماذا يحدث في قرو ؟

بقلم الكاتب الأديب عبدالله ولد بونا

الزمان أنفو- مدينة قرو قطب سياسي مركزي عريق من أقطاب ولاية لعصابه ؛تنتمي إليه نخب اقتصادية وسياسية عريضة من أبناء الوطن في الداخل والخارج.

أعلام علماء ورجال أعمال أثرياء وأطر دولةمن كل مستوى ؛ وزراء حاليون وسابقون وضباط أمن وغيرهم.

لكن اللعبة الايديلجوجية والسياسية عبثت بلحمة أهل قرو، فانقسموا يميناوشمالا .
نخب اقتصادية تمول كل حزب أو حركة دون مقابل ؛ وتتولى تمويل حملاتها دون مقابل غالبا!

ويتداول الحزب الحاكم وتواصل واجهة قرو بطريقة أو أخرى ؛ ولم يكن ذلك تعبيرا عن قوة الطرفين في المدينة؛ وإنما كان بسبب المغالبة السلبية بين أهل قرو أنفسهم ؛ وردود أفعال رجال الأعمال المتنافسين على مايعتبرونه تهميشا لبعضهم.

يحضر المال غالبا وتغيب الرؤية ؛ ولاشك أن عمدة قرو الحالي يستحق لقب أفضل عمدة ؛ فقد تطورت الخدمات البلدية في عهده رغم شح الميزانية ؛ وفتح آفاقا أوسع للزراعة.

لكن المدينة تبقى غارقة في معاناة ضعف خدمات الماء والكهرباء والخدمات الصحية والتعليمية؛ كما أن حزم التنمية الموجهة إلى المقاطعات في الداخل تعتبر حصة قرو منها محدودة.
ويضطر سكان قرو إلى رحلة الشتاء والصيف باتجاه انواكشوط ؛ فيتركون بيوتهم الكبيرة وما يملكون من ثروة حيوانية ومزارعهم لحراس منازل من أي هوية هربا من الحر ؛ فلا كهرباء تمكن المدينة من تشغيل المكيفات والثلاجات بالمدينة.

الأحلاف العتيدة في قرو تتفكك الآن بمشرط الإنصاف الذي سلمه لولد اجاي ؛ فحلف “زيلوفه ” تمزق شذر مذر ؛ وأعلن قائده التحالف مع الفضيلة وتواصل ؛ وبقيته المرتبكة تشن حملة ضد “رفاق النضال” وحلف الأطر الآخر الذي تزدحم رأسيته بالوزراء السابقين وضباط الأمن يخفي خيبته من ترشيحات أقصت شخصيات منه وازنة وذات مصداقية راسخة كالشخصية الوطنية المرموقة محمد الأمين ولد أحمد الذي كان جاهزا لمنصب رئيس جهة لعصابة

وتحاول شخصيات ذات بريق حكومي تتصف بالتوازن انتشال مايمكن انتشاله من أشلاء حزب الإنصاف المتطايرة في نقيع معارك قرو السياسية المعقدة.

في وقت قررت فيه شخصيات مهمة من قرو الترشح من أحزاب عديدة من الأغلبية الموالية التي تلاحقها سهام ولد اجاي ومن المعارضة.

قرو نموذج لتداخل ماهو ايديلجوي بما هو قبلي وعشائري ؛ لذلك يعلن أثرياء قرو استنفار كامل قدرتهم المالية من أجل هزيمة ابن عم منافس لاغير.

لا برامج لدى المنقسمين بين تواصل والإنصاف وبقية الأحزاب إلا المغالبة السلبية!
ويراهن بعض المراقبين لشأن قرو السياسي على حكمة ومصداقية شخصيات قليلة في قرو لها رؤية سياسية أعمق تولي اهتماما لما هو أهم من ردات الفعل السياسية المرتجلة.

ومن عمق قرو يشق التحالف الوطني الديمقراطي طريقه عبر الوطن حاملا مشروعا وطنيا شاملا لا مشروع قبيلة أو عشيرة أو جهة؛بقيادة الدكتور والنائب السابق يعقوب ولد امين.
من حاضن اجتماعي يعتنق عقيدة “ظل النخلة”ويطبق قاعدة قديمة عرف بها العرب كما وصفهم بها أحد الحكماء
(هم قوم أشداء مع بعضهم رحماء مع غيرهم ؛ يولى عليهم ولايولى منهم.

بقلم: الخبير السياسي
عبد الله ولدبونا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى