دعك من هرج السياسة و اغترب
إلى كل صحفي “يجوع… و لا يأكل قلمه”
أمواطن أنت… تلهو بك الهَامَاتُ من فوق الترابْ
و تغدرْ بك الوعود الزاهيات بكل طيف السرابْ
لا تنخدعْ بما لا تُمسِكْ أمانيك و ترجو بالطِلابْ
****
دعك من هرج السياسة و ادعُ روحك للاغترابْ
إلى أقصى سفوح نفسك التائهة في بحر الضبابْ
ثم احتس أنخاب المرارة حتى قذَى قدح السرابْ
و افرغ كل نِبالك، بعدما صدئت، من قعر الجرابْ
لا تلهيك نشوة الغياب عن “مدايات” عمق الترابْ
لَأنت المغترب رغما عنه في أصداء موج العبابْ
****
تنهد بعمق و شد رجليك على أطراف الركابْ
ثم استنشق عبق “العَوْدِ” المنزوع من أعماق السٌهَادْ
يا مقهور “أمل” صِنْوٌ لذاته في أزل العنادْ
أنت المغلوب المنتصر بـ”هرم” على سراب الشبابْ
لا تلهيك نشوة الحضور المُضمخ بِعَفْنِ الإيابْ
ابقَ في عين الزمن الدوار و اكتحل بأبيض الرمادْ
***
لا سياسة أجدى “لِسُلوك” عن ضياع “حَشْوِ” الوسادْ
مِنْ.. أَنْ لا تَستعِيض عن بطن رَاحِك و لو طال البِعَادْ
***
وطنك ظالم نفسَه بجلد أفئدة العبادْ
يُفرِغْ غَرفًا بحور الدموع من طعم ملح اليَبابْ
و من كُل مَتْنِ الأَفْوَاه “صَدْرَ” الحُروف و “عَجْزَ” الأنْيابْ
يُشيد في كل أفق أسواقَ بيْع لحوم الجِيًادْ
و لِنِخَاسَة ذُرى المجد التًلِيد و عِفًة الأجدادْ
و يفرشْ لِلْعَهْرِ حَيَاءَ الأبكَار و طُهر الأنسابْ
يرفع لِلْعَلْيَاء برَاغيث الظلام في فَرْوِ الذٍئابْ
***
لا تجزعن يا حامِلا في ذاته كل هموم البلادْ
و يا مغنيا على عود الألم أنشودة الميعادْ
هل أنت إلا ضاربا كفا على كف في واد الجهادْ
و مصليا على وطن تقمصته منذ الميلادْ
***
ستعيده و إن علا النباح وطن عز المرادْ
لينجلي غيم الأحزان عن غيمة غيث تسقي البلادْ
الولي ولد سيدي هيبه