في ذكرى رحيل الصحفي أعمر ولد بوحبيني

لن ننساك../محمد عبدالله ولد ممين

الزمان أنفو _ كان الوقت منتصف النهار في مثل هذا اليوم من العام 2016.،
المكان مصحة المنار بتونس …
كنت أهم بدخول غرفة الإنعاش لعيادة العميد محمد المختارولد إياهي -أطال الله عمره – ساعات قليلة بعد خضوعه لعملية قلب مفتوح …
وفجأة رن الهاتف، قال محدثي ومن دون تمهيد أومقدمة : “رَحّمْ على صديقك اعمر ولد بوحبيني لقد توفي رحمه الله قبل قليل “…. وقع الخبر على رأسي كالصاعقة … جلست على مقعد مجاور حتى أستعيد توازني بعض الشيء …كم هو مؤلم ومحزن فراق الاصدقاء…
صدمت ،بالخبر المفجع وإن كان قد راودنى شعور مؤلم – وأنا أودعه قبيل ساعات من سفري إلى تونس -إنه اللقاء الأخير …
صديقي العزيز :
أربعة أعوام مرت على رحيلك عن دنيانا دون استئذان…
لكن ثق أيها الغالي أنني لن أنساك ماحييت… بكرمك ووفائك وحنانك، وأريحيتك ودماثة خلق. حفرت لنفسك في قلبي مكانا يجعلك حاضرا على الدوام ،ذكرا وذكرى.
إن غيبتك المنون ،فستبقي عصيا على النسيان ..
نعم أتذكر كل قصصك المفيدة والممتعة …اتذكر أسفارنا في كل أنحاء البلاد- وقديما قالوا: هل سافرت معه؟ – ..أدركت لاحقا بعد استحضار بعض التفاصيل أنك كنت تخطط بصمت وهدوء لرحلتك الأخيرة نحو مقبرة حاضرة العلم والعلماء “تندكسمي ” إصرارك المبكر على أخذ الزاد لرحلتك الأهم ،قد لايفاجئ من يعرف بعد نظرك ،ورجاحة عقلك (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)..
ثلاثون عاما مرت …ومازلت أذكر حرصك ،ونحن في الطريق بين مدينتي تمبدغة والنعمة، على أن نعرج في ذلك اليوم الشديد الحرارة على ذلك الشيخ المسن الذي يستظل شجرة لا تبدو وارفة لتحمله معنا الى وجهته …ترجلت رغم القيظ لتضع معزاته ومتاعه الخشن في مؤخرة السيارة …
ولا أنسى كذلك ونحن نهم بالخروج من مدينة كيهدي في هزيع الليل الأخير بداية العام 1992حين قلت للسائق :توقف بي قليلا هنا أمام المستشفي …
ودلفت نحو الداخل وأنت ترخي لثامك على وجهك بهدف التنكر …توجستُ من أن يكون قد أصابك مكروه طارئ ….سرت على خطاك ..إسترقت لك السمع ،و أنت تقول لذلك الممرض الفارع القامة: هل يمكن أن تدلنى على مريض عاجز عن تسديد وصفته؟
أدركت حينها أنك تبتغي فضل صدقة السر …ورجعت أدراجي بسرعة …
أتذكر كذلك ،كم كنت برا بوالدتك ديدي رحمها الله ..كيف كانت الابتسامة تعلو محياك وانت تمازحها وتنظر في وجهها نطرة المتبتل الخاشع الخاصع .
صديقي العزيز:
إخلاصك وتفانيك في خدمة الوطن أمر شهد عليه الموريتانيون كافة … والشاشة هي الحكم..
لكن لم تنل في حياتك أي تكريم يذكر رغم نجوميتك وتميزك..
فهل ينصفك وطنك بعد رحيلك …؟
ولو بإطلاق اسمك على شارع في المدينة ..
أو على أحد استوديوهات الإذاعة والتلفزيون …وذلك أضعف الإيمان…
رحمك الله تعالى وأسكنك فسيح جناته …
وإنا على فراقك يا اعمر لمحزونون…
وإنا لله وإنااليه واجعون …
وجزى الله أحسن الجزاء كل من دعا لك ولنا بالخير …

واختمها انا ب “والله ال وخيرت حككككك “
الله يرحم ان شاء الله ويغفرلُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى