مع الوقت كل شيء يمضي

لم تظهر الجريدة منذ أسبوعين بسبب عطلة عيد المولد النبوي. وهي استراحة جيدة لأن الأحداث وتوابعها تجعلنا نصاب بالدوار، حتى بالنسبة لمن اعتادوا جيدا على مثل هذه الأمور. فهل هذا يعني أننا تأخرنا كثيرا؟

لقد فاحت رائحة الاختلاس من صفقة توسعة محطة الطاقة الرئيسية في نواكشوط، التي امتنع البنك الإسلامي للتنمية عن تمويلها. جاء ذلك بفضل المنظمة الفرنسية المتخصصة في متابعة الأموال المشبوهة ‘شربا’ ببلادنا منذ فترة. وبعد أن كنا على قناعة بأنه لم تسرق أوقية من المال العام بعد انقلاب أغسطس 2008 بفضل توجيهات رئيسنا المصلح. لكن لماذا البنك الإسلامي للتنمية لوحده؟ ولماذا لم يقم بهذا غيره من المانحين الذين هم على علم بتفاصيل الصفقة، ويعلمون أن بلدنا يأتي دائما في مرتبة متأخرة جدا على قائمة الشفافية الدولية السنوية. لكن امتناع البنك الإسلامي للتنمية عن تمويل الصفقة سوف يثير الكثير من الشكوك. خبر آخر تأخرنا عن مواكبته وهو مهرجان ولاته. فكما يقع كل شتاء؛ تتنقل موريتانيا مع رئيسها إلى إحدى المدن التى توصف بالقديمة لمتابعة كرنفال هناك. أو كما قال المرحوم حبيب: يسير البلد حيث سار رئيسه. موسيقى، مشاهد مسرحية، معرض للمنتجات التقليدية، وألعاب تقليدية وسباقات.. لهذه المسرحية التي تدوم أياما قليلة تعبأ العشرات من ملايين الأوقية، وفي هذه النسخة وسابقتها في وادان تؤجر الدولة طائرة على حسابها الخاص –بل تدفع رسوم مشاركة– لمجموعة من الرعايا الفرنسيين لإقناع أصحاب الراليات أن بلدنا آمن. هذه المرة أيضا شارك قائدنا المحبوب في أمسية فنية وشعرية؛ شهدت قيام أحد مادحيه بإلقاء بيت من الشعر الهندي لتمجيد مناقبه التي يعجز الناس عن الإحاطة بها. الرئيس ضحك من قلبه. رغم أنه يرفض مجرد النظر إلى المتملقين. معاوية أيضا كان قد حظر تمجيده في بداية حكمه بشكل صارم، لكنه استسلم في النهاية لطلاوة الشعر وكذلك تلك الخطب التي تعدد أمجاده. وكانت زياراته مناسبة لتباري الشعراء في نظم الأشعار في مدحه. ويبدو أن تلميذه يسير على نفس الطريق. نحن على بعد أشهر قليلة من الرئاسيات وبحاجة إلى بعض الأبيات، من أجل زيادة الحماس لدخول المعركة. الشعراء إذن من كل أنحاء البلاد لديهم الآن ما يفعلونه، وذلك بعد ما انتابنا القلق على مستقبل المليون شاعر من الحداثة المادية. على أن التملق ليس في نهاية المطاف شعرا، لكن على الأقل سوف تكون لدينا مادة نقارنها بما كان لدينا في العصر السابق، فقد يتغلب عليه في الكمية، لكن لن يتغلب عليه من حيث الجودة. Le calame N° 914

ترجمة مركز الصحراء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى