رحم الله هواري بومدين ، ما أعظمه !! / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _ اليوم تحتل أمريكا و كلبتها إسرائيل كل من مصر و سوريا و الأردن و المغرب و السعودية و الإمارات و قطر و الكويت و البحرين : تتحكم في اقتصاداتهم و تحاصرهم قواعدها و تدير قرارهم السيادي بالريموت كونترول ..
هذه دول فاقدة السيادة ، مسلوبة الإرادة ، مهانة الكرامة ، مُستنزَفة الاقتصاد ، منبوذة من قبل شعوبها ، منبوذة من قبل أمتها العربية ، مُهدِّدَة لاستقرار جيرانها ، مهددة لاستقرار العالم بسبب مصادرة و اضطراب قرارها ، الموجه منذ عقدين من الزمن لاستفزاز كل عدو لأمريكا و تمويل طيشها و عربدتها في كل مكان ..
لا تحتاج إيران اليوم أكثر من موقف عربي رافض لهذه الحرب (رافض فقط ، للمساهمة فيها و لتمويلها) من قبل الدول العربية ، لتصبح إسرائيل قصة من الماضي و تتفكك أمريكا إلى نيف و خمسين دولة ..
لقد أصبح مثل هذا الكلام مسؤولية كبرى بعدما فهم العالم أن التاريخ لا يقال لما كان فقط و إنما لما كان يمكن أن يكون أيضا ..
لا أحد اليوم ، يجهل خارطة العدوان على الأمة : أمريكا و إسرائيل في الخط الأمامي ، الدول “العربية” (آنفة الذكر) ، في الصف الثاني و الدول الأوروبية في الصف الثالث : يتولى الصف الأول مهمة الحرق و التدمير و الصف الثاني التحسس و التمويل و يتولى الصف الثالث مهمة الدعاية و التوجيه الديني و الأخلاقي ..
أصبحت المقاومة في غزة جريمة ضد الإنسانية و في أوكرانيا حربا مقدسة !!
أصبح العدوان الغاشم على إيران حقا شرعيا لإسرائيل و الرد الإيراني اعتداء سافرا ينتهك كل القيم و الأخلاق البشرية !!
هذا المنطق المقلوب هو أصبح بالضبط المعادل الموضوعي لعروبة السعودية و مصر و الأمارات و المغرب و البحرين و الأردن و قطر و الكويت :
ـ في ماذا تتجسد عروبتكم اليوم ؟
ـ في ماذا يتجسد إسلامكم اليوم ؟
ـ في ماذا تتجسد سيادتكم اليوم ؟
ـ من أجل ماذا تعيشون اليوم ، غير نزواتكم النفسية المريضة ؟
في حادثة تاريخية (تُعد أقصر محادثة سياسية و أطولها عمرا و أخلدها مجدا) ، نعيش اليوم أفضل لحظة لذكرها و تذكرها ، حدث الآتي : بعد تدمير إسرائيل للطيران المصري في حرب (1967) ، طلب السفير الأمريكي لقاء مستعجلا مع الرئيس الجزائري .. ألقى تحية خاطفة على بومدين فور دخوله و قال بتبجح “الحكومة الأمريكية تستهجن إرسالكم طائرات عسكرية لمصر”
فرد عليه بومدين بجفاء و برودة :
ـ “أولا هذه قضية بين العرب ، زمن إصدار أمريكا الأوامر قد انتهى”
ـ “ثانيا ، انتهت المحادثة” ..
و قف بومدين و أدار ظهره ، مشيرا إلى رئيس بروتوكوله “أوصلوا سعادته إلى سيارته”
اليوم ينشر لنا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على صفحته الخاصة صورا لمروحية مصرية تساهم في إطفاء الحرائق في إسرائيل بسبب الصواريخ الإيرانية ، معلقا بأنها قادمة من مصر و “مساهمة من بلد صديق”
ذلك هو الفرق بالضبط ، الذي يظل كل تعليق عليه ناقصا ؛ رحم الله الشهيد هواري بومدين و حفظ الجزائر العظيمة ..
“من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم” و الشعوب المعبدة لا تصنع التاريخ ..
أنتم أحقر العرب و أجبن المسلمين ..
على الجامعة العربية (الجزائر و تونس و موريتانيا و اليمن و سلطنة عمان و السودان و ليبيا و جيبوتي و الصومال) ، أن تجتمع اليوم لطرد هذه الدول الخائنة و إصدار بيان موجه إلى المؤتمر الإسلامي ببراءة العرب من بني قريظة ..
على هذه الدول أن تفهم أن عظمتها و شجاعة شعوبها و كل أسباب جراحها ، هي أكبر أدلة على عنادها و وفائها لدينها و أمتها ..
على هذه الدول أن تعلن اليوم اتحادها و وقوفها الكامل و غير المشروط مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية المجيدة و المنتصرة بإذن الله في هذه الحرب الصليبية الجائرة بقيادة أمريكا و بريطانيا و فرنسا ..
كل ملامح العالم الجديد أصبحت تظهر إفريقيا أهم من الاتحاد الأوروبي و الناتو ..
كل ملامح العالم الجديد أصبحت تظهر كوريا الشمالية و البرازيل أهم من أمريكا ، فما بالكم بالصين و روسيا و اليابان !؟
الأمة العربية لن تموت لكنها لن تنهض قبل أن تتخلص من خونتها و هذه أفضل فرصة لتصحيح التاريخ ..
الخونة في إيران هم من تسببوا لها في ما تعيشه اليوم من دمار و استهداف علمائها و قادتها تماما مثل ما تفعل الدول “العربية” الخائنة لأمتنا المجيدة ..
و تماما كما تفعل إيران للتخلص من خونتها ، يجب أن نفعله نحن للتخلص من خونتنا الأسوأ ..
فلا نامت أعين الجبناء