متى تفك الأجهزة الأمنية شفرة هذه الجرائم الموجهة !؟/ سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _ تَمكُّن الأجهزة الأمنية من القبض على مرتكب جريمة الأغتصاب في دار السلامة ، عمل نوعي بكل تأكيد ، يستحق الإشادة و التشجيع ..

و سنذكِّر قضاءنا هنا ، أن جرائم الاغتصاب ، لا سيما اغتصاب القُصَّر ، تتراوح عقوبتُه بين القتل و المؤبد مع الأعمال الشاقة ، في كل دول العالم . و لو كان ما وقع على ضحية أو ضحايا هذه الجريمة ، واقعًا في بيت من سيُحاكمه لما رضي قطعًا بأقل من قتله ..

جريمة دار السلامة ليست جريمة عادية ؛ فما تلَفَّظ به مُرتكبُها من ألفاظ كراهية ، يجب أن يَفتحَ بابَ تحقيق آخر ، لا سيما أنه يرتبط بخطاب الكراهية المنتشر في البلد أو متأثر به بكل وضوح .

و سواء كان عملا منظما أو مُستلهَما من خطاب إيرا و افلام ، يجب أن تَقَفَ السلطات الأمنية قبل القضائية ، على كل أبعاده غير المادية !!

لقد سبق ما تلفَّظَ به هذا المجرم اللعين ، ما صَدَر عن آخَرٍ قبله ، حين أخطأ العنوان و داهم بيتا في دار النعيم (على ما أعتقد) . و بالتعرف على انتماء ساكنيه العرقي ، بعد طعن ابنهم ، اعتذر لهم عن “خطئه” و سَلَّمَهم ستة آلاف أوقية ، هي كل ما كان بحوزته ، ليستأجروا سيارة تَنقُل ابنَهُم إلى المتستشفى !!

كل ما يقع اليوم من جرائم غامضة أو واضحة في البلد ، أصبحت وحدة ضحاياه تَنُمُّ عن عمل منظم أو شبه منظم . و شبه المنظم يعني أن يكون وليد إجماعٍ ناتجٍ عن أحاديث أجيالِ تَمَرُّد ، مؤدلجة أو متأثرة بخطاب عنف و كراهية .

لقد كانت حادثة كيهيدي عملا إجراميا واضحا ، دفعت فيه إيرا و افلام أطفالا بلا قضية إلى الاصطدام بالأمن بعنف مجنون ، أرغم الأجهزة الأمنية على الدفاع عن نفسها ، ليصنع مرتكبو الجريمة (إيرا و افلام)، سردية مكذوبة لاتهام النظام ، في غياب تحقيق أمني معمق ، كان سيكشف كل ملابسات الجريمة !!

إن استعمال العنف الزائد على غاية الجريمة ، كالطعن و الاغتصاب و الألفاظ البذيئة ، ينمُّ عن درجة كراهية ، لا يمكن أن تكون غير منظمة و مؤدلجة ، بما يُحوِّل مرتكبيها إلى أبطال قضية !!

و حين تأخذ القضايا مثل هذا المنحى و بهذا الحجم ، اتجاه مكون محدد ، يكون القضاء هو أسوأ ما ينظر فيها : هذه قضية أمنية بالدرجة الأولى ، لا يمكن أن تظل تقارير الأمن فيها لمجرد الاستئناس غير الملزم : يجب أن تعاملهم الشرطة بأبشع وسائل انتزاع الإقرار التقليدية لأنهم لا يستحقون أي رحمة ..
يجب إعادة التحقيق مع كل مرتكبي جرائم الاغتصاب و القتل و الطعن من المحكومين ، لمعرفة العوامل المشتركة بينها ، لفهم أسباب هذه الدرجة المرعبة و المعلنة ، من الكراهية ..

الأمن وحده هو القادر على فك شفرة هذه الجرائم الموجهة ، المتزايدة مع الوقت بشكل مريب :

يجب أن تكون العقوبات رادعة ..
يجب أن تكون العقوبات رادعة .. رادعة .. رادعة .. رادعة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى