عن وساطة “ولد بايه”

إن تم توقيع اتفاق بين إدارة “اسنيم” والعمال المضربين بوساطة من عمدة “ازويرات” فإننا سنهنئ العمال على ذلك الاتفاق، ولكن ذلك لن يمنعنا من المطالبة بالحضور هذا المساء، وبكثافة، إلى مسيرة المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة،  والتي تحمل شعار “لا للنهب والتفليس الممنهج لسنيم”.

إن شركة “اسنيم” بحاجة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، لرفع مثل هذا الشعار، فهذه الشركة التي وصلت إلى حافة الإفلاس بعد سنوات عرفت فيها أسعار الحديد ارتفاعا عالميا غير مسبوق مما مكن الشركة من تحقيق أرباح صافية خيالية  بلغت 800 مليار أوقية فيما بين 2009 ـ 20014 ، لابد وأنها ستكون مهددة بالانهيار في الأشهر القادمة، ولا أقول السنوات القادمة، إذا ما ظلت هذه الشركة تُسَير بنفس الأسلوب السابق، خاصة بعد أن عرفت إضرابا غير مسبوق لابد وأنه قد ترك آثارا سلبية عليها، وذلك بالإضافة إلى الآثار السلبية الناتجة عن الانخفاض في أسعار الحديد في الأسواق العالمية. إن حل مشكلة الإضراب لن تنقذ الشركة من الانهيار ما دامت تسير بنفس الأساليب التي كانت تسير بها في السنوات الماضية.

وفي انتظار أن يُحْسَم أمر وساطة العمدة، والتي لا أعرف إن كان  الغرض من الإعلان عنها في مثل هذا الوقت هو مجرد التشويش على مسيرة المنتدى، أم أنها تهدف بجد إلى إيجاد حل نهائي لأزمة “اسنيم”، أقول، وفي انتظار أن يُحسم أمر تلك الوساطة، فإنه قد يكون من الضروري جدا تسجيل بعض الملاحظات السريعة، وذلك بمناسبة اكتمال شهرين على إضراب  عمال “اسنيم” سمعنا خلالهما اتهامات كثيرة من السلطة للمعارضة بتسييس الإضراب. 1 ـ لم تحاول السلطة القائمة أن تحل الأزمة إلا في اليوم الذي يسبق مسيرة المنتدى، ألا يشكل هذا تسييسا للأزمة من طرف السلطة؟ ألا يذكركم ما تفعله السلطة الآن، وما كانت تتهم به المعارضة في الشهرين الماضيين، بالمثل العربي القديم الذي يقول: “رمتني بدائها وانسلت”؟ 2 ـ أليس في اختيار العمدة المدلل دون غيره لرعاية الاتفاق الكثير من تسييس هذه الأزمة، خاصة وأننا نعلم بأن  السيد العمدة لم يكن في أي يوم من الأيام محبا ولا منصفا للعمال، واسألوا إن شئتم “حراس ازويرات” الذي جاؤوا إلى العاصمة، سيرا على الأقدام، ذات مسيرة مشهودة، هربا من ظلم العمدة الذي كان، ولا يزال، يرأس مجلس إدارة الموريتانية للأمن الخصوصي. 3 ـ من حقنا أن نلوم المنتدى على تأخر مسيرته لشهرين كاملين، فلو أن المنتدى سارع بتنظيم هذه المسيرة، لكانت السلطة قد سارعت إلى إطلاق وساطة لحل هذه الأزمة التي استمرت لشهرين كاملين. 4ـ أطلب من المنتدى أن يعلن، وعلى وجه السرعة، عن نيته في تنظيم مسيرة تضامنية مع عمال “بيزورنو” والذين تصر السلطة على تجاهل معاناتهم، فربما يؤدي مثل ذلك الإعلان إلى أن تتذكر السلطة القائمة أزمة عمال “بيزورنو” فتبادر إلى حلها في اليوم الذي سيحدده المنتدى للتظاهر تضامنا مع أولئك العمال.

حفظ الله موريتانيا..

محمد الأمين ولد الفاضل

[email protected]

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى