ولد بلعمش ينتقد المعارضة وجنرال “ياي بوي”

يتحدث المنتدى كثيرا في بياناته خشبية اللغة و المحتوى عن “المساس بمكتسباتنا الوطنية” ، مستخدما تعابير جاهزة و كليشيهات بارعة التصميم ، تفيد عكس ما يقصدون تماما : “صدم الرأي العام الوطني بقرار السلطات الإدارية في تفرغ زينة منع الترخيص لندوة حقوقية…” من يسمع مثل هذا الكلام “صدم الرأي العام” يعتقد أننا في بلد ديمقراطي ، يعتبر مثل هذا التصرف من قبل السلطة فيه ، من الموبقات؟ فهل يعني المنتدى ما يقوله ؟ هل يعي ما تعنيه كلمات بياناته؟

عن أي مكتسبات تتحدثون، في بلد يعتبر جنرال ياي بوي كل من يخالفه الرأي فيه خائنا ؟ عن أي مكتسبات تتحدثون، في بلد يحرم جنرال ياي بوي كل من يخالفه الرأي فيه من أبسط حقوق المواطنة؟ عن أي مكتسبات تتحدثون، في بلد لا يوجد معارض واحد في كل هيكلته الإدارية ؟ عن أي مكتسبات تتحدثون، في بلد يقول ولد باي فيه إن من حقه وحده أن يحصل على 48% من دخل مؤسسة وطنية؟

عن أي مكتسبات تتحدثون، في بلد تبرر جريمة دكاكين أمل و روائح ياي بوي فيه خنق الحريات و إذلال الشعب و التمادي في رفع أسعار المحروقات؟ عن أي مكتسبات تتحدثون، في بلد يجاهر فيه وزير العدل أمام البرلمان بالتحريض على تجاوز الدستور و لا تخرج إلى الشارع مظاهرة لا تقبل بأقل من إقالته؟

عن أي مكتسبات تتحدثون، في بلد يحتقر ولد أجاي شعبه بوقاحة تصريحاته المتملقة الصارخة بالإساءة إلى الدستور، من دون أن تنزل إلى الشارع جماهير لا تعود إلى بيوتها  قبل إيداعه في السجن؟ و جاء في بيان آخر للمنتدى : “وأكد المنتدى أنه يعتبر أي تصريح أو تلميح يستهدف المكتسبات الدستورية المتعلقة بضمان التناوب السلمي على السلطة، عمل تخريبي تجب معاقبته ” .

من يسمع هذا الكلام يعتقد أن جنرال ياي بوي يحتل كرسي الرئاسة عن طريق صناديق الاقتراع و إيمانه بالتناوب السلمي على السلطة (؟) هل ينسى المنتدى أنه قاطع الانتخابات الرئاسية ؟

هل ينسى أسباب مقاطعته للانتخابات؟ فأين التناوب السلمي على السلطة حتى يكرم أو يساء إليه؟ في ماذا تتجسد “المكتسبات الدستورية في التناوب السلمي على السلطة” التي تتحدثون عنها؟ لم يسئ ولد أجاي إلى أي مكتسبات دستورية بل أكد تبول عصابة ياي بوي على الدستور و القوانين و احتقارها للشعب و تنكرها لأي التزام تجاهه غير احتقاره و إذلاله و الدوس على كرامته.. من يسيء أكثر إلى الدستور ، عصابة ياي بوي باعتبارها في حل منه أو المنتدى بمثل هذه الكليشيهات الجاهزة؟

يقول “بوالو” (Boileau)  “ما يُتصور جيدا يتبادر إلى الذهن بوضوح و الكلمات للتعبير عنه تأتي بسهولة” مع المعذرة إن كان حصل قصور في ترجمة المقولة (1) . فهل يعاني المنتدى من مشكلة في التصور أو مشكلة في التعبير أو منهما معا؟ دفاع المعارضة عن ما تسميه “مكتسبات” مثل دفاع “الأغلبية” عن “الإنجازات”، لا يمكن أن تجد له معنى على الأرض ، غير ما كان منه من تلقاء نفسه ؛ فهل كان جنرال ياي بوي يستطيع أن يسكت الناس في زمن تحول فيه هاتف كل شخص إلى محطة إرسال بالصورة و الصوت ليمن علينا بحرية تعبير هو أكثر من يكفر بها؟ أما آن للمعارضة الموريتانية (بمعناها الواسع و المفتوح) أن تفكر في بلورة خطاب جديد يتماشى مع خصوصية عصابة ياي بوي التي حولت بلدنا إلى أضحوكة بين الأمم و شعبه إلى متسولين يتسكعون على أرصفة التشرد.

 

ماذا بعد مأساة مواطنينا في آنغولا و ساحل العاج و طلابنا في الجزائر و تونس و المغرب و السنغال؟ ماذا يمكن أن ننتظر من بعثات مفلسة يتم اختيار رؤسائها على أساس التزلف و التملق و الانحطاط؟

ماذا يمكن أن ننتظر من وزير تعليم بلا صلاحيات و لا رأي و لا ميزانية ؟ ماذا يمكن أن ننتظر من عصابة حقيرة تسرق رواتب و مخصصات جنودنا في إفريقيا الوسطى و ساحل العاج  و السودان ليكون حالهم الأسوأ بين نظرائهم من بقية دول العالم؟ ليس لبشاعة عصابة ياي بوي حدود .. ليس لجشعهم حدود .. ليس لاحتقارهم لهذا الشعب حدود ..

لقد كانت حركة الطلاب الموريتانية تقلب الدنيا حين تتخذ الحكومة أي قرار ناقص السيادة أو زائد التعنت، في زمن لم تكن فيه جامعة و لا معاهد عالية، فكيف أصبحت عاجزة عن الدفاع عن نفسها بعدما تجاوز عدد المنتسبين إليها عشرات الآلاف من كل المستويات ؟ مع كل هذا، لا نملك سوى الرهان على شعبنا و الصبر عليه و العمل الدؤوب على تحريكه لانتزاع حقوقه المغتصبة و كرامته المهانة من أيادي عصابة شريرة وصلت حقارتها إلى توزيع الياي بوي كلما دعت المعارضة إلى مهرجان إمعانا في احتقار هذا الشعب الذي قررت تجويعه ليتبعها كالكلب.

لم يبق اليوم من المدافعين عن جنرال ياي بوي و حكومة باكوتي و برلمان شبيكو غير المهرج الخليل ولد الطيب و بنه ولد الشنوف و الحاج زيدان و المتملق ولد أجاي و وزير فضائح المخدرات ولد داداه و الطرطور ولد الهيبه ، بعدما فهم الجميع أن ولد عبد العزيز  يسير في طريق مسدود و أن الشعب الموريتاني لن ينسى أبدا أبدا زمرة العار و الخيانة التي جندتها هذه العصابة الحقيرة للتغطية على جرائمها و الإساءة إلى كل الأوفياء من أبنائها.

و إذا كان بنه ولد الشنوف و الخليل ولد الطيب و الطرطور هم الأقدم في هذه الحرفة و لهم أعذارهم الوجيهة فإن ولد داداه و الحاج زيدان و المتملق ولد أجاي هم الأسوأ و لهم أسبابهم المفهومة.  

 

سيدعلي بلعمش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى