قصص القرية التي حاصرها الجفاف

altلعل هذه الزاوية موجهة لمن تابعوني بكل صدق وكانوا حاضرين ونحن نحكي فجر كل يوم قصص قريتنا في الشرق الموريتاني، وقصص مدينة كيفة الجميلة التي نحملها في قلوبنا كما لم نحمل حبا لأي مدينة أخرى في العالم.

واذا كان لنا ان نقول شيئا، فاننا نعبر بكل ود واحترام ونحن ننهي الجزء الاول من تلك الرواية ونودع قريتنا، لكل من تابعونا وقت السحور، ومن كل مدينة في العالم، ونحن نكتب تلك القصص التي ما كان لها ان تحكى لولا شغفم الكبير وحبهم الذي غمرونا به، وعشقهم للقصص القديمة، وهو ما سهل ان تكون قريتنا القديمة حاضرة اليوم على اكبر موقع تفاعلي في موريتانيا.

ونحن ننهي الثلث الاول من رمضان، نودع قريتنا الجميلة الى المدينة، بكل تناقضات المدينة، وكل عشق المدينة، وكل تجارب المدينة.. 

انني اتقاسم مع جمهور هذه القصص ذلك الحب الكبير لتفاصيل حياة ابرز شخصيات هذه القصص: “الشيخ عبد الرحمن” والتشكيل منت سالم” و”عزة من التراد” و”الريم منت أهل أفاه” وأمها “لمانة منت الغوث” وقبل ذلك “لخصارة منت الخوماني” و”دافيد”.

الشيخ عبد الرحمن لم يعد مجرد شخصية في قصة، لقد بات رمزا، ورمزيته منهكة في الكتابة، وهيبته تستحق الكثير من العمل لبنائها والحفاظ عليها، انه ذلك الانسان الفاعل الذي يتكئ على المعرفة الدينية وسرعان ما يتفهم كل ظرف ويعرف خلجات النفوس فيضع أصبعه على الجرح دون إيلام البشر.. لكنه في كل الاحول انسان غير مقدس، يخطئ ويصيب وله مصالح في اصقاع الارض.

وابرز الشخصيات ذلك الراوي الذي يروي الحكاية ويكون عينا لمن لم يحضر وينقل تفاصيل تلك الحياة التي ربما تبدو غريبة لأجيال جديدة تربت في المدينة ولم تخض صراعا مع الطبيعة يوما، وهو في ذات الوقت صديق لابناء جيلنا من الشباب يذكرهم بطفولتهم البريئة في القرى والمدن الهادئة.. وهو شخصية اخرى تعلمت ان ترصد ولها رايها المتواضع في قضايا كثير.. لكنه يتميز بالصراحة والقطعية في كل شيئ.

انهم اشخاص غير معروفين كانوا حاضرين اكثر من اي شخص آخر في حياتنا.. وستمتد قصصهم الى المدينة بتناقضات ونجاحات واخفاقات جديدة، واننا ندعو اصحاب الثقافة وسدنة الفكر والادب لنقد تلك المحاولة السردية وتقديم قراءة حولها لعل تلك القراءة وذلك النقد يكشف الكثير من زوايا ما تحكيه تلك القصص، وما تبرز من جوانب حياة الناس، ويبرز حتى عثراتها الادبية.

واننا اذ نمتن لشخص على نجاح تلك المحاولة السردية في الوصول الى عدد كبير من الناس، فاننا نمتن لاصدقاء صفحتنا على الفيسبوك الذين تقاسموا معنا هذه القصص بتعليقاتهم وملاحظاتهم ومشاركاتهم وابدائهم للرأي وحتى تصحيحهم لبعض الاخطاء الصغيرة التي نقع فيها، فشكرا لهم جميعا واحدا واحد وواحدة واحدة، على ما كان منهم من صبر وتعاطف وتشجيع، وشكرا لملاحظاتهم وتنبيهاتهم التي جعلتنا ننسج خيوط تلك القصة التي هي قصة كل واحد منا.

وشكرا للذين لا يعلقون على الصفحة لكنهم يتابعوننا في صمت ويكتبون الينا الرسائل للتشجيع على ان نواصل حديثنا حول هءلاء الناس الذين تعرفهم كل قرية وكل مدينة.

انها رواية تكتب كل يوم وتتواصل، بفضل حب الناس وليس بشيئ آخر.. وستكتب صباحا كما انتظروها دائما، وستمتد ما امتدت حيات ابطالها الرائعين.                                                                 رئيس تحرير آفاق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى