رحم الله الوالد سيد احمد ولد ابينجاره فقد رحل بهدوء و سكينة تعودهما/محمد “شنوف”مالكيف(تأبين)

تقليت صباح أمس الأربعاء رسالة صوتية من أختي و….. عزة منت سيد احمد ولد ابنيجاره تخبرني فيها بأسلوب الصابر لله مصيبته الكبيرة بوفاة الوالد المغفور له بإذن الله سيد احمد ولد ابينجارة .

رسالة أختي كانت تحمل الكثير من المشاعر فقد أخبرتني أنها تعرف درجة معزتي عند الفقيد الكبير و أنها أرادت أن أكون من أول من يتم إبلاغهم بوفاته و اردفت بان علينا جميعا صبر المصيبة .

الرسالة كانت تحمل شحنة كبيرة من الألم بالنسبة لها و هو الألم الذي لم يفارقني منذ سماعي لتلك الرسالة .

اذكر انه اتصل علي بداية علاجه الأخير عن طريق احد المرافقين و كنت في نواكشوط قادما يومها من الإمارات العربية المتحدة و كان الهدف من اتصال المرحوم هو السؤال عن وضع الرئيس مسعود ولد بلخير شفاه الله و طلب مني أن أعطيه رقم احد المرافقين له للإطمنان عليه و استغربت من ان الرجل رغم مرضه فهو مهتم كثيرا بأن يقوم دائما بما يجب علي مثله القيام به في الحالة العادية .

و زرته خلال رحلته العلاجية الأخيرة مرات في المستشفي بمدينة لاس بال ماس و كنت اخرج من كل زيارة بشعور أن الرجل فقط في غرفة نومه فهو لا يشتكي و هو لا يريد أن يظهر المعاناة أمام اقرب المقربين منه و كان نقاشه معي دائما عن قضايا الوطن .

أتذكر لقائي الأخير معه قبل أيام و كانت معنا كريمته و ابنة خالتي مريم ناقشنا كل شي و كان مهتما بأن يكون لها دور في بناء بلدها, أوصاني و لم أكن اعرف أنها وصيته الأخيرة لي بأن أكون دائما سندا لها فيما تقوم به .

المرحوم سيد احمد لمن لا يعرفه يعتبر من الرجال الموريتانيين القلائل الآن الذين يحترمون أنفسهم في كل ما يقومون به في الحياة فهو معتد بنفسه درجة التصوف و يتمتع بشخصية من الحديد , قنوع, منفتح التفكير و موضوعي في طرحه , امين في تفكيره و تعامله لذلك فقد عاش مستقيما في حياته العائلية و العامة , وهب نفسه لعائلته بمفهومها الضيق و الواسع اولا ثم للخشب الحاضرة كثيرا في تفكيره و وجدانه ثم لوطنه الذي لم يغادره يوما الا مضطرا . لقد كان رحمة الله عليه بسيطا و متواضعا و عاشقا للبعد من الأضواء و محبا للهدوء .

برحيله فقدت موريتانيا أحد أبنائها البررة و الذي ساهم كثيرا في بناء الكيان .

تعزيتي لخالتي “السالمة” التي أحس بدرجة الخسارة عندها فقد فقدت زوجا و فقدت صديقا و أخا و فقدت أشياء كثيرة و كلها جميلة في حياتها . و التعازي لباقي العائلة التي فقدت الحصن المنيع الذي يلوذ اليه الجميع عند المحن .

اللهم ان عبدك سيد احمد ولد ابنيجاره قد امسي بين يديك .

اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مُدخله، واغسله بالماء، والثّلج، والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلا خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، أو من عذاب النّار.

أمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى