مؤلف كتاب مثير للجدل في تصريح ل”الزمان”

altالزمان ـ قال الكاتب والباحث سيدي محمد ولد جعفر في حديث ل”الزمان” إن كتابه : (أجراس الرعب من التكفير إلى التفجير) هو محاولة للعودة بالقارئ الكريم إلى جذور الخلافات بين المسلمين منذ فجر تاريخهم، والتي جعلت منها الفرق المتصارعة دينا وجندت كل مجموعة مفكريها وقادتها لإقناع الاتباع بحججها، ويرى أن أصل الخلاف يعود في جزء كبير منه إلى الموقف من حديث الغدير ” من كنت مولاه فاعليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه”،والذي حيدته أحداث سقيفة بني ساعدة حيث استطاع وفد قريش بزعامة ابي بكر رضي الله عنه تحييد الانصار، أكثر القبائل تضحية من أجل الاسلام، باستغلال الخلاف الدفين بين الخزرج الطامحين إلى السلطة بزعامة سعد بن عباد رضي الله عنه ، وبني عمومتهم الأوس الذين خذلوهم، ليمهد ذلك لأقصاء الهاشميين عترة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، وأنصارهم من طبقة المستضعفين من المهاجرين الذين تحملوا أعباء الدعوة في أحلك أيامها في مكة.

 

altوأضاف الكاتب سيدي محمد ولد جعفر،الذي عرف بمناهضته للفكر المتطرف منذ ظهوره في بلده، في تصريحه ل”الزمان” حول أرائه المثيرة للجدل والتي ضمنها كتاب أجراس الرعب بأن الكتاب لم يناقش هذه القضية كثيراً وإنما أشار إليها باقتضاب وركز على عدة قضايا أعتبرها جوهرية أصلت للعنف والاستبداد منها موضوع الصحابة حيث اعتبر السياسية وراء تضخيمه رغم انه لا يحظى بأي بعد عقدي، ورتبت عليه أمور مخالفة للقرءان مثل عدالة جميعهم، وكونهم جميعا في الجنة ، وجاء هذا التعريف عند أهل الحديث خاصة لحماية جماعة الطلقاء التي صارت لها الغلبة بعد هزيمة أصحاب الصحبة الشرعية في معركة صفين ،وقال إن الصحابة حسب المفهوم القراءني هم المهاجرون والانصار ومن في حكمهم ويبدؤون من العهد المكي وينتهون ببيعة الرضوان، وهم المجموعة الممدوحة في القرءان والمشهود لها بالخير مع وجود استثناءات أخرج الوحي أصحابها، والطبقة الثانية عرفها الوحي بالذين اتبعوهم بإحسان وهي فئة غير محصورة بزمان ولا مكان ، والمجموعة الثالثة الذين أدركوا الرسول الاعظم واسلموا وساءت سيرهم وغالبيتهم من الطلقاء (قريش وحلفائهم ) وهم الذين صارت لهم الغلبة والسيطرة على السلطة بعد هزيمتهم للصحابة في معركة صفين، و قد أصلت هذه الجماعة لقمع وقتل المعارضين وانحرفت بالإسلام عن غاياته الكبرى ، وصبغت الكثير من التقاليد الجاهلية والفارسية والرمانية بصبغة دينة.

 

ثم ظهرت الفرقة كردة فعل على ذلك المسار الاستبدادي الذي رسخته السلطة بعلمائها، معتمدة كثيراً على التراث اليهودي في موضوع عقيدة الجبر، والقضاء والقدر وبث أحاديث مكذوبة تدعم الحاكم وتدعوا إلى الخضوع له وحصر مفهوم السنة في اتباعه مهما كان استبداده، وزورت أحاديث كثيرة لترسيخ هذه الفكرة التي ما تزال حاضرة بقوة في حياة المسلمين.

وقال ولد جعفر إنه تناول في الكتاب فكر الجهاد واعتبر أن جهاد القرءان مخالف لجهاد السلطان الذي ساد، فالأول من أجل رد الظلم عن المستضعفين، أو منع عدوان على المسلمين وهو الذي طبقه الرسول ،والآيات صريحة في هذا المعنى، والثاني من أجل المال وتوسيع رقعة الإمبراطورية وهو الذي ساد وبه تمت عسكرة الاسلام وافرغ دين الرحمة من مضمونه، ويكفي أن نقرأ سير مشاهير من يسمون بالفاتحين للتعرف على مدى عدم التزامهم الديني، ونقرأ عن فترة تمدد الامبراطورية العسكري وسنجد أن المومنين الخلص كانوا يعيشون مأساة، منها حرق محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهما في جثة حمار، وقطع رأس الحسين عليه السلام وترك جثته في العراء دون دفن، وصلب بن الزبير مع جثة كلب، وما لحق بكبار العلماء بعد ذلك من قتل وتنكيل، مثل الطريقة البشعة التي قتل بها داعية العدل وأن يكون الأمر شورى بين المسلمين، غيلان الدمشقي الذي مازال الغلاة يلعنونه استجابة لرغبة قاتله و قاتل سيدنا زيد بن علي عليهما السلام الطاغية هشام بن عبد الملك،وكذلك مقتل سيدنا أبي حنيفة مسموما في سجن الطاغية المنصور العباسي واللائحة طويلة جداً. ويضيف الكاتب بأنه تناول استحبالات المنزلق الحديث الذي بدأ مع التيارات المصرية المتشددة التي تغافل عنها الرئيس السادات عمدا ونكاية بخصومه اليساريين والناصرين، ثم تصادمهم مع أجهزة القمع المصرية تزامنا مع حرب افغانستان، والهجرة إلى بشاور، والمال والفتوى السعودية، ومجازر الجزائر، ثم حروب الافغان البينية وعودة الافغان العرب وتطور مفهوم ” الجهاد” ليتحول إلى فتن بينية حيث اصبحت الصحراء الكبرى مسرحا لبعض فصولها تحدث باقتضاب عن اسلاميي موريتانيا من المهد المهادن للسلط، إلى النضج المصادم لهم والمنعطف الخطير الذي دخلته موريتانيا.. ويرى ولد جعفر ان الكتاب محاولة فقط للفت الانتباه إلى خطورة الغلو، وأن على الكل البحث عن المشتركات التي تجمع الأمة ، وأن السلف كان فيه غلو شديد، غلو معرفي بالدرجة الأولى استند إليه ودافع عنه الحكام المستبدين للتخلص من معارضيهم باسم الدين، واستغل مفهوم التكفير وسنت له عقوبة الاعدام استنادا على أثرين مكذوبين على الرسول الأعظم مخالفين لعشرات الآيات التي تنص على حرية المعتقد، ويرى أن داعش نبتة طبيعية في الكثير من جوانب التراث السياسي والإفتائي،و يدعوو لد جعفر إلى دراسة الموروث دراسة نقدية تفصل بين المقدس “أي الدين” والنجس “أي السياسة” ويرى أن ما صدر عن العلماء بمن فيهم الخلفاء الراشدون لا يعدوا كونه اجتهادا بشريا قابلا للخطأ والصواب وليس دينا علينا تطبيقه أو التحاكم إليه.، وأن الأمة ما لم تنقد تاريخها ستظل في محنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى