محامي موريتاني يكشف سرا عن مغربي مستفيد من العفو الرئاسي

الزمان انفو ـ قبل شهرين اتصل بي أحد معارفي بإلحاح فلما التقيته قال موضوع المقابلة هو تهنئتك بانتسابك لمهنة المحاماة ومع التهنئة هدية لمكتبك بقضية إن كسبتها ستساعدك في بداية مشوارك المهني فشكرت له المبادرة وأصغيت له ليتا ،

وأومأت هيتا ، لك جهدي فقدم ما عندك وأفض بما يدور في خلدك .

حينها تربع علي الأريكة وقال سأكون أنا وأنت شريكة، لي منها نصيب معلوم ملوحا بأصابع ثلاثة مرددا مفهوم مفهوم ، فتملكتني الحيرة واستغربت الميرة .

ولولا سابق معرفة لي به ، لخرجت مهرولا من بابه ، ونطقت شفتاي وهي ترتجف عساه خير ؟ .

وأنا بعد ما زلت لا أعرف ما يريد بالضبط بعد هذا القبض والبسط .

عندها تبسم مهدئا روعي ، متفهما خوفي ونزوعي ، .

قائلا بالفعل أنت جديد في المهنة أو أنك من تلك الفئة وسكت ، وغير حديثه بمزاح ونكت، قائلا براءتك الفطرية مازالت تلاحقك حتي ولو ملكت بئرا نفطية .

فلما اطمأننت إليه وتوسلت إليه، أن أرحني بما عندك، واشترط ما بدا لك ، فأنا أعرف مسبقا أني لست صالحا للمهمة ولم تتجه لي همة ، إلا للناصع الواضح لا المريب الفاضح ، ولو بقيت علي حرماني ، فهذا إمكاني ومكاني .

قال يا صديقي الأمر بسيط فلا تأخذه بهذه الجدية ، ولا تسلك به السهول ولا الأودية فبطله ربيب الحضارة ، عاش في عز ونضارة ، .

مبتكرا لنفسه وسيلة عيش ، تعتمد التحايل والطيش، فجمع أموالا ، وتقلب أحوالا حتي رمي به سوء الطالع ، في حضن شبكة أصحاب المطامع ، استدرجته ،واستجلبته ، أيام حديث السلطان عن العملة ، وخوف العملة ، من ضيق أرزاقهم ، بنقص قيمة أوراقهم.

فما كان من المسكين غير القدوم للعاصمة ، ولم تكن الشبكة عاصمة ، من العملاء ، فأردوه بين النزلاء ، في السجن ، وقلبوا له رأس المجن ، فانظر أباستطاعتك انقاذه من المحن ؟.

قال الصديق ، ثم أردف وما سيقدم لك سيخرجك من الضيق ، إن حصلت له علي حرية مشروطة بإجراءاتها المضبوطة .

فقابله في السجن ، وخذ توكيله واجن .عند سماعك منه القصة .

فقابلت الرجل دقائق، وكأني أسمع لما عند ابن عطاء الله من رقائق، وشتان ما بين السماعين : روحي ودنيوي .

ومن أول كلمة اكتشفت أنه متحايل متخصص، فبدأ ينتقد وينصص ، علي أخوتي ، في المهنة مستثيرا شفقتي ، مسقطا عليهم ما به من داء ، في السر والخفاء، فقلت له يأخي ما ينسحب علي ينسحب عليهم فما أنا إلا من غزية ، وودعته وانصرفت ، معتذرا لزميلي الوسيط إن قصرت . فقال لم يخب فيك ظني، فاسترني ولا تخني .

بعد فترة قرأت اسم المغربي اليوم ، من بين المشمولين بالعفو الرئاسي ففهمت العتب واللوم ، من طرف صديقي الذي فوت عليه فرصة المليون المرصود .

لكن ما عند ربي لا ينفد وهو الواحد المعبود .

د.محمد الحسن اعبيدي

موقع الصدي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى