موجة الفتاوى فى نازلة “القط البرى”‎ /عبد الله ولد محمدو ولد بيه(راى حر)

alt

قال الله تعالى في كتابه العظيم: “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” وقال عز من قائل: “وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه”. هاتان الآيتان نزلتا قبل أكثر من 1400 سنة قبل أن تتسرب قوى الشر والظلام إلى منطقتنا, وتتمركز فى شمال مالى وجنوب الجزائر, وتتسسلل أعمالهم الإجرامية إلى دول الجوار.

وبما أن شعبنا شعب مسلم , فقد كانت هاتان الآيتان كفيلتان بالحفاظ على معنوياته ورباطة جأشه , فى مواجهة أعداء الإسلام الماكرين , الذين فاقت أذيتهم ,أذية المنافقين وعلى رأسهم عبدالله بن أبي بن سلول والذى كانت أذيته لفظية , فلم يرق دم مسلم واحد, ولم يبتر عضوا من جسد مسلم ,ولم يغرر بفتيان المسلمين لقتال آباءهم وأهلهم، بينما قام السلفيون الجدد متأثرين بمدرسة المحافظين الجدد فى احتقار دم الإنسان وجسده مع اختلاف فى مقادير القوى المتاحة للطرفين.

فمذهب المحافظين الجدد كان يعلن عن أعماله قبل قيامه بها محاولا تبريرها وتسويقهاللحفاظ على صورته أمام البشرية. أما السافلون الجدد فكانت أقوى أسلحتهم هي الغدر والخديعة وبها هجموا على محمية لمغيطى العسكرية , مدعين أنهم ضلوا عن الطريق , والله على ماقالوا شهيد فقد ضلوا عن طريق الحق. فبأي شرع وأي أخلاق يغدر الضيف بمضيفه بفلاة من الأرض , مرتديا عباءة الدين , وثياب الجوار , ليتسنى له الإقتراب من محمية عسكرية , يشهد جميع أفرادها أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله , هم والشعب الذى يرابطون لحمايته , ولم يكن لقتلهم أي هدف سوى أن المافيا عصابة الجماعة السلفية للدعوة والقتال , أرادت أن تسجل أنها وسعت نشاط القتل , اتجاه موريتانيا بعد أن كان نشطاطها مقتصرا على قطع الطريق وتهريب المخدرات والهجرة السرية.

ولم يكن أسلوب عملياتهم فى تورين والغلاوية يختلف عن أساليب الذئاب فى العدوان على تنقلات بعض الجنود, وكانت أعمالهم الدنيئة التى انحط فيها الإنسان إلى أساليب الذئاب , برهانا على عجزهم عن تسيير هجوم على قاعدة أو وحدة عسكرية , كماكان تصورهم المنافى للإسلام بالتمثيل فى أجساد شهداء المسلمين الطاهرة ليبثوا الرعب فى قوات الأمن والمواطنين الموريتانيين.

إنه الرعب الذى يسكنهم , وأسكنهم جحور الفئران فى الصحارى وعلى مراكب القرصنة فلم تغير قواتنا من مواقعها المعلومة للجميع , ولم يهجر شعبنا لامدينة ولاقرية ولاريفا , خوفا منهم. ولو أن لهم ذرة من شجاعة لأعلنوا عن مواقعهم التى ينطلقون منها لللإثم والعدوان.

وصدق الرسول المصطفى الذى لاينطق عن الهوى :” الإثم ماحاك فى نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس “. إن جحورهم جحور إثم وعدوان, ولم يكن تغريرهم بالفتيان وطريقة اصطيادهم فى مراكزالعلم و الدعوة إلا لأن الله ” ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ” لقد اعتادوا على اصطياد ضحاياهم فى المساجد وحلقات العلم والذكر , وهذا دليل على بعدهم عن الحق.

فكيف يمنعون فتيان أمة إقرأ من القراءة ويغرونهم بقشور الدنيا واغماسهم فى معتقداتهم الحقيقية وهي الإكثار من الزيجات واسكانهم فى فلل وشقق فخمة وهو نهج أسلافهم من أمثال حسن الصباح وجماعته الحشاشين , وقصة الفيلا الشهيرة فى تفرغ زينة المستأجرة بثلاثمائة ألف أوقية دون تأثيثها وسيارة من نوع تويوتا [ طاش] بأربعة ملايين أوقية سنة 2007 هذه الفيلا سقط أمامها شهداء وجرحى من قوات أمننا والذين تألمنا لهم ولغيرهم ممن سبقوهم أو أعقبوهم كإستشهاد دركي وإصابة آخر فى مطاردة فئران العدوان والظلام وإصابة بعض الجنود فى تفجير سيارات مفخخة فى نواكشوط

والنعمة أعدت بأوامر من جبناء كانوا بعيدين كل البعد وقت تفخيخها , خوفا على أنفسهم لأن التقنيات التى أعدت بها كانت بدائية , ولاتخضع لأي عملية تقنية , ويمكن أن تنفجر فى أي وقت وفى أي مكان , أعدها وتنقل بها بين المدن والأرياف شباب غرربهم

لكن الله حفظ أطفالنا وشيوخنا ونساءنا الذين مرت بهم , بفضل يقظة قوات أمننا الذين وضعوا الخطط المناسبة للتصدى لهذه الظاهرة بعد أن كانت الرؤيا الإستراتيجية المعتمدة هي التصدى لعدوان من دولة أجنبية أوأن قوات الأمن الداخلى تتعامل مع لصوص ومجرمين وبفضل من الله ثم بعزيمة شعبنـــــا , عشنا وسنعيش على هذه الأرض , لانخاف إلا فى الله لومة لائم,وليس لوم الذين يبكون ويتاباكون بفتاويهم وكتاباتهم للدفاع عن هذه العصابات التى أرسل الله عليها صنفها ليسومها سوء العذاب.

فقد غابوا عن إدانة هذه الأحداث التى سرد بعضها , وتنكروا لدماء زكية طاهرة سالت على ربوع هذه الأرض , وارتوت بها , لتنبت لنا الأمن والأمان وهو مامكنهم من الحديث فى شأن لايعنيهم بين عصابات إجرامية بجميع المفاهيم الدينية والدنيوية وبين دول أجنبية وعلى أرض أجنبية , كان الأجدر بهم أن يتحدثوا عن حقوق دماء شهداءنا وإدانة محاولة من كانوا يريدون إرهابنا وإخضاعنا ولنا ثأرمع هذه العصابات التى لايربطنا معهم سوى أنهم يتموا ورملوا بعض أبناء شعبنا.

ونذكر بعض أصحاب هذه الفتاوى والإستنكارات , أن الأموال التى اشتروا بها السيارات ذات الدفع الرباعي وتزوجوا بها الزواج الرباعي وتحولت أشكالهم إلى مربعات نتيجة لزيادة أوزانهم , ليختلفوا عن سحنة وأشكال مشايئخنا ومواطنينا وأصبحوا يتنقلون فى مواكب أشبه ماتكون بمواكب الزفاف.

إن الأموال هي فى الأصل موجهة إلى أرامل وأيتام ولدعم محاضر , كل هذا يذكرنا بحكمة شعبنا القائل إن البطون الممتلئةلاتحس بالبطون الجائعة , فهم بين أبناءهم ومع زوجاتهم

وهنا نتساءل عن ما إذاكانت فتاويهم وتصريحاتهم العلنية جادة بأن الصراع هو صراع بين المسلمين والصليبيين , وأن الحرب جهاد فلماذا إذن يتقاعسون عن الجهاد؟

مع العلم أن أغلب الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا يجاهدون كانوا أكبر منهم سنا فلم تكن سن السبعون ولا الثمانون تمنع صحابيا من الجهاد وأسماؤهم معروفة فقد كانوا أعلام

فكيف يرضون لأنفسهم أن يناصروا من يرون أنهم على حق , ويجلسون فى بيوتهم وعلى أسرتهم الغالية يتكؤون , وتكون نساء مشركي قريش أشجع منهم فى مناصرتهم لقومهم فى معركة أحد وفى يوم الخندمة والشهير فى الأبيات الشعرية عندنا بفرار صفوان وفرار عكرمة , فقد كان جواب أحد المشركين من قريش وهو نكرة لزوجته وهي تلومه على فراره من المعركة: إنك لو شهدت يوم الخندمه .. إذ فر صفوان وفر عكرمه

وأبو يزيد قائم كالموتمه .. واستقبلتهم بالسيوف المسلمه

‏‏‏‏‏‏ يقطعن كل ساعد وجمجمه .. ضربا فلا يسمع إلا غمغمه

لهم نهيت خلفنا وهمهمه .. لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه

وبماأن اللهو بأمورالدنيا ومشاغلها من اكتناز أموال الصدقات والزكاة والمساجد والمحاظر و التى ظهرت فى أنماط حياتهم ولم تظهرفيما أرسلت لأجله

أغفلتم عن الآخرة فإذاكا مايجرى فى مالى جهاد وحرب صليبية , نذكرهم بما أعد الله للمجاهدين”إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” وقوله صلى الله عليه وسلم ” ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء”

أما إذا كانوا لايريدون المكانة الرفيعة فهناك مكانة دونها يتركون رباعياتهم وأبناءهم وأموالهم ويسلكون طرق الرساءل المتبادلة مع قومهم , هذا بأسلوبهم السرى , وهنالك طريقة علنية وهي الباصات المكيفة والضخمة من نواكشوط إلى مالى أما أن تجلس آمنا مطمئنا بين أيتام وأرامل ومواطنين فقدوا إخوة وأصدقاء وأعزاء وتمجد قتلتهم وتنعتهم بالمسلمين المجاهدين فذلك يعني أن شهداءنا لاتحسبوهم مسلمين ولم يكونوا يرفعون علم الإسلام والمسلمين , بل بعبارات قتلتهم كانوا يرفعون علم الطاغوت.

ولعلمهم أننا كنا سباقين من بين جميع دول العالم لدك جحور هذه الفئران التى استوعبت الدرس 2010 و2011 أماأصحاب دموع التماسيح فنذكرهم أن دماء شهداءنا ليست بالدماء الرخيصة , وعليهم إحترامها فنحن شعب لايتنكر لخياره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى