مفاجآت منتظرة في هذه الانتخابات / سيدي علي بلعمش

  1. الزمان انفو-
  2.  

    رغم غرابة هذه الانتخابات و جنون راكبي موجاتها و تطفل أكثر مرشحيها و تضارب آراء محلليها و رداءة تغطيتها الإعلامية و ارتباك الجمهور أمام غوغائيتها، لن يأتي يوم الاقتراع بمفاجآت كثيرة و إن كان لا بد أن يأتي بمفاجأتين كبيرتين أو إحداهما على الأقل.
    ما تقوم به الآن العصابة المختطفة للبلد من تجاوزات و استفزاز و احتقار للدستور و القوانين و تحد للمعارضة و الجمهور و الرأي العام ، ما هو إلا هجوم دفاعي جبان . لو كان لولد عبد العزيز عقل لكان اليوم في مستشفى المجانين ، لكننا لم نر يوما حمارا مجنونا و لا ديكا مجنونا و لا ثورا مجنونا لأن من شروط الجنون وجود عقل و ضمير و إحساس يتأثرون بضغوط الواقع و أخلاق البشر، فقد يتعب ولد عبد العزيز لكن يستحيل أن يجن.
    لقد عملت العصابة كل ما بوسعها لمنع المعارضة من المشاركة (حوار أحادي، استفتاء أحادي، تغيير رموز الوطن : النشيد، العلم، العملة، حل مجلس الشيوخ ، العبث باللائحة الانتخابية…) و كانت ـ حتى آخر لحظة ـ كل ردود فعل المعارضة تؤكد مقاطعتها للانتخابات . و حين قررت “المعارضات”” بكل أطيافها و مختلف أطماعها ، الدخول في الانتخابات ، انهار كل شيء على رأس ولد عبد العزيز؛ صحيح أن بيجل و مسعود و ولد أمين لا يعارضون غير المعارضة لكن لهم أطماعا لا يتنازلون عنها لولد عبد العزيز و هذا مريح للعصابة في الظروف العادية لكنه مربك في أوقات الاستحقاقات و لن يستفيد من هؤلاء في هذه الانتخابات غير مسعود الذي يتقن استعمال أوراق الضغط .
    ـ سيجد حزب تواصل صعوبات جمة في عدم كشف أوراقه لأن ولد عبد العزيز سيحتاج تواطؤهم بلا حدود و ليس من عادته أن يكون رحيما بمن يخدمونه و لا متفاهما في طريقة القيام بخدمته.
    قد تخبئ هذه الانتخابات (في نتائجها) مفاجآت كبيرة لكنها لا تخبئ مفاجآت كثيرة بكل تأكيد :
    ـ عدم نزول أنصار بيرام إلى الشارع بقوة بعد توقيفه ، أفقد تحالف (الصواب ـ إيرا) فرصة المفاجأة و لا شك أنه سيحرز تقدما ملحوظا لكنه لن يكون غير نتيجة متوقعة في أحسن الأحوال.
    ـ يمتلك حزب تواصل قاعدة جماهيرية معتبرة و يمتلك وسائل طموحه لكنه يعيش صراعات داخلية عميقة منذ مؤتمره الوطني الأخير لا بد أن تلغي بظلالها على نتيجة هذه الانتخابات . و يتلقى الحزب منذ فترة العديد من الانتقادات (داخليا و خارجيا) على أكثر من صعيد ، لا بد أن تنعكس بدرجة أو أخرى هي الأخرى على نتائج هذه الانتخابات و هناك عملية الحفاظ على عدم كشف الأوراق التي ستجعله يقدم رجلا و يؤخر أخرى ، في ظروف مضطربة كهذه ، ستكون فيه المعارضة التي تدفع بآخر ما فيها من قوة، على درجة عالية من الحذر و الحساسية و سرعة ردة الفعل. و كلها أمور تجعل المفاجأة الوحيدة المتوقعة أمامه هي أن يستطيع تحاشي الوقوع في مفاجأة سلبية.
    ـ وحده حزب التكتل رغم شح وسائله (بالنسبة إلى طموحاته) هو حتى الآن القادر على صنع مفاجأة ، قد تكون من العيار الكبير و قد تكون سببا في إفشال كل العملية الانتخابية إذا واجهته العصابة بعملة تزوير مفتوحة ، هي إحدى المفاجآت الكبيرة التي تخبئها هذه الانتخابات …
    • المفاجأة (لأن أكثر نجوم الرأي العام عندنا أميون) هي تجاوز حدود التوقعات إيجابيا أو سلبيا و هذا يعني أنني لا أنكر قدرة من لم أتحدث عنهم ، على الحصول على نصيبهم كل على مستواه.
    • ملاحظة ذات صلة : لقد قرر ولد عبد العزيز أن يصوت الجيش في نفس اليوم مع الجمهور لعدة أسباب :
    ـ أولا ، لأنه يعرف أن الجيش ضده و لا يريد أن ينكشف ذلك مثل ما حدث في المرة الماضية .
    ـ ثانيا ، لأنه ينوي القيام بعملية تزوير واسعة قد تؤدي إلى فوضى عارمة ، لا يريد حينها، أن يكون الجيش جاهزا للتدخل بما يراه قادته كافيا لتوقيف الفوضى لأنه قد يتطلب تحييده : تلك هي المفاجأة الثالثة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى