اسئلة في زمن ثورات الصيف العربي الغريبة!!

فقط ساعات بعد مرور الذكرى الثانية للغزوة الاستعمارية الجديدة لليبيا ضمن مرحلة الغزو الشامل للوطن العربي ، يرى المرء تكرار المشاهد ،فما اشبه اليوم بالبارحة ، 1911 و2011 فقط قرن بالتمام والكمال ، لكن كل الكلمات في كل اللغات لن تستطيع ان تصوغ حقيقة الحدث .. فعلا ان المصاب جلل .. والكارثة فوق تصور العقل .. قلبت الامور رأسا على عقب … صار للاحتلال عيد يمجد .. واصبحت الوطنية لعنة تلاحق من يحملونها .

عندما يتشدق أحد الثوّار بانه حضي بشرف لقاء احد الرؤساء الصلبين ترفع له الأنخاب…وعندما ينتهك عرض شيخ في مشهد وقح يصور وينشر على شبكة المعلومات يعتبر الامر دفاع على الثورة .. اسئلة تفرض نفسها لان الكلمات البست معان جديدة …بين الكلمات الجوفاء وحكايات الثوّر الجدد تنهال الاسئلة كالسيل . في أي زمن نحن ؟ هل هذا البشر الذي كان يأكل معنا رغيف الخبز ونعانقه في الاعياد ونصطف معه في المقابر لتلقى العزاء في شيخ وطفل ..حيث طابور المعزين من كل القبائل لن ينتهي الا بعد ساعات طوال . ؟ كم مرعب هو مظهر هذه الثورة الجديدة !! ناس من كل الاعمار يكبرون وهم يقتلون طفلا بتهمة انتماء للأزلام .!! كم هو مرعب هو المشهد الليبي اليوم ولحى تحنى بالدم !!! كم هو مرعب مشهد التوّار وهم يقتحمون بيوت الناس بحثا عن المال ولممارسة الاغتصاب !! كم هو مرعب وجثثت الشباب تملأ ثلاجات الموتى بشرب “البوخة “المسمومة !! اي ثورة تلك التي يحتفل فيها بمعارك وهمية وانتصارات خيالية ضد الرتل المزعوم في جليانه ، وفي غابة كشاف الزنتان ؟ اليس ذلك جهد استعماري لطمس ذكرى معركة جليانه في بنغازي والكردون في الزنتان ؟ . و اى معنى ان يكون الصهيوني ساركوزي المطرود من اهله ضيف الشرف العظيم ؟ ..وليفي الإسرائيلي السناريو ست المبجل لثورة نفذها مراهقون وقطف ثمرها عملاء من الطراز الرفيع . أي ثورة يفتخر زعمائها وهم يرقصون فرحا على جثث قادتهم وزعمائهم ، ويكبرون وهم ينتهكون عرض اخت مسلمة لهم ، ويكبرون وهم ينتهكون حرمات بيوت اهلهم ويمشطونها ؟ أي ثورة يطير زعمائها فرحا لانهم تمكنوا من شراء المناضلين الفارين بكرامتهم من جور العدوان وظلم الاهل بمليارات الدولارات رشا للفاسدين من الثوّار الجدد من امثالهم ؟ و يعتبرونه انجازا ، وكأن ليبيا تحولت الي جنة فوق الارض !، لنسألهم ، ماذا جنيتم من قتل الناتو لقائدكم ورفاقه ،واعتقالكم للبغدادي والسنوسي ؟ فهل تغير في الامر شيء ؟ . هل وجدتم الاسرار المكنونة والمليارات المزعومة ؟ أي ثورة يلفق نائبها العام التهم للناس جزافا فقط لانهم وطنيون يرفضون الخدمة تحت اعلام الاعداء ؟ أي ثورة يفتى مفتيها بجواز قتل امرأة عجوز وابنها وكنّتها واحفادها لان احد ابنائها من الوطنيين الليبيين لم يرضى حياة الذل والهوان ؟ أي ثورة يشرع نوابها قانونا يبيح اقتحام بلد آمن في الاشهر الحرم لان بعض من اهلها لم يقبلوا ان يسبحوا بحمد الناتو ؟ أي ثورة يرغم بها اطفا ل مدن بأكملهم ان يقاسوا البرد والحر لان مدينة “الشعب المختار “لم تقبل جيرتهم تعففا من لون بشرتهم ؟. أي ثورة تسجن الشيخ الجليل محمد المدني الشويرف وعلى ابوصوة والجروشي وتنتوش البرفسور ابودبوس والمفكر احمد ابراهيم فقط لانهم لا يقبلون الا قول الحق ؟ أي ثورة تسجن قياداتها الوطنية من امثال بوزيد دورده عبد العاطي العبيدي ومحمد الزوى وحسنى الوحيشي والبغدادي المحمودي والعلامة محمد احمد الشريف فقط لانهم لسان الحق والصدق وصورة الانسان الليبي الحقيقية ونموذج الاخلاص والتواضع ؟ وتنصب عتاة المجرمين وذوى السوابق حماة للأمن والاخلاق . اي ثورة تسجن قادة جيش شعبها الابطال من امثال الهادي امبيرش وعبدالرحمن الصيد .عبدالله الحجازي والهادي مفتاح والمهدى العربي ويوسف ابوحجر و وبشير احميد وعمر تنتوش ومنصور ضوء و ومحمد بوزويته و سعد مسعود والاف الضباط والجنود البواسل فقط لانهم قاوموا عدوانا اجنبيا على بلادهم ولم يخونوا او يتخلوا على شرفهم العسكري ؟ . اعرف ان الكل يمتلك الاجابة ،حتى المكابرون يرددون في انفسهم كلمات تعكس حجم المأساة ، لكن من يعتقدون في انفسهم انهم ثوّارا اصم اذانهم ضجيج الاعلام فلم ينتبهوا الي انهم فقط مجرد بيادق في رقعة شطرنج .

 

بقلم مهدي الشريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى