“الديار “تنعي المرحوم الشيخ ولد سيدها

توفي ظهر يوم الجمعة الشيخ ولد سيدها في مدينة الرباط بالمغرب، بعد صراع طويل مع المرض، أقعده منذ سنوات عن العمل وعن القيام بنشاطه المعتاد.

 

ويعد الفقيد أحد مواليد مدينة أطار وبالذات قرية تيارت، التي تحتضن بين جبالها وواحاتها الجميلة مدينة آزوكي التاريخية، مهد المرابطين وعاصمة دولتهم.

عاش المرحوم الشيخ ولد سيدها طفولته وريعان شبابه بين تلك الواحات الغناء وبين أزقة وشوارع مدينة قرن القصبة التاريخية في مدينة أطار، ينهل من معين مدارسها ومكتباتها، وخصوصا مكتبة السالك ولد أحمدناه، وهو القارئ الملهم والدارس المتبصر.

 أنشأ مبكرا مع كوكبة من الشباب حركة النهضة ، التي ناضلت من أجل استقلال البلاد عن المستعمر الفرنسي، وتبنى نهجا سياسيا سلميا من أجل الوصول لأهدافه، رافضا أسلوب العنف المسلح، الذي انتهجته أطراف من تلك الحركة.

هاجر إلى المغرب مع مجموعة من رفاق الدرب من أجل  كسب ساحة جديدة للنضال ضد الاستعمار الجاثم على صدور الشعب الموريتاني، وسرعان ما تحولت تلك الرحلة إلى مقام دائم في الملكة المغربية، التي وجد فيها الراحل وطنه الثاني، بعدما سدت في وجهه كل أبواب العودة إلى أرض الوطن الأول موريتانيا.

وتقلد المغفور له إن شاء الله  مناصب متعددة في المملكة المغربية، كان آخرها وظيفة مكلف بمهمة في الديوان الملكي المغربي.

وقد لعب الراحل دورا مهما في حل مشاكل سكان الأقاليم الصحراوية وكان جسرا  للتواصل بين الموريتانيين والإدارة المغربية، ولعب دور المسهل والوسيط، وهو دور ساعده فيه كثيرا المرحوم الدي ولد سيدي باب، الرئيس السابق للبرلمان المغربي.  

واليوم توافي الرجل المنية بعيدا عن وطنه الأصلي ويوارى جثمانه بعيدا كذلك  عن هضاب ورمال قرية تيارت الوديعة الواقعة على بعد كيلومترات شمال مدينة أطار ، التي احتضنته وتعلم على أديمها فن اللعب والسياسة والنضال من أجل الحرية والكرامة والاستقلال. 

وبرحيل الشيخ ولد سيدها تكون ساكنة الصحراء الغربية وموريتانيا قد فقت إحدى أهم نوافذها للولوج للإدارة المغربية وحل مشاكلها.

والله نرجو أن يتغمده في فسيح جناته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

وإنا لله لله وإنا إليه راجعون

موقع الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى