L’authentique: الإبادة البيومترية

altتوجد الجاليات فى أوضاع صعبة بسبب الإحصاء الجاري وخصوصا الجاليات الموجودة فى أوروبا. يجاهد مواطنونا الذين يعيشون فى هذه الدول من أجل توفيق أوضاعهم فى الدول التى يوجدون فيها، وكذلك مع نزوات السلطات

الموريتانية التى تعقد عليهم حياتهم أكثر. إذا أصبح هؤلاء فى وضعية تعقيد مزدوجة، إذا كانت وضعية إقامتك سليمة. أما إذا كنت مقيما فى دولة فى الشرق الأوسط فأنت مثل المواطنين الذين يعيشون فى البلد. أما إذا كنت تعيش فى إفريقيا أو أوروبا فإنك تعامل معاملة أخرى. وبالتالى عليك أن تمر أمام محاكم التفتيش من أجل تحصل على أبسط حقوقك. وبعبارة أخرى، فإن المواطنون الموجودون فى الخارج يعانون من التمييز والفصل العنصري. وهو ما قد يؤدى إلى نوع من الأبارتايد، (الفصل العنصري).

فبسبب تسيير متصلب وقائم على تحيزات أيدلوجية مسبقة؛ فإن مصالح الموريتانيين الذين يعيشون فى الخارج مهددة. وهذا الوضع قد يؤدى إلى حرمان هؤلاء من حقوقهم الأساسية بسبب عيشهم خارج البلاد.  موريتانيا إذن تتعامل بطريقة مختلفة عن كافة دول العالم، ففى حين تقف الدول على قدم وساق من أجل حماية رعاياها فى الخارج وتسهيل حياتهم بل وتقبل بازدواجية الجنسية وتسهر على حماية حقوقهم فى البلد الذي يوجدون فيه، تعمل موريتانيا على سد الطريق أمام رعاياها فى الخارج. فلا يمكن الادعاء أبدا أن هناك سفارة موريتانية فى الخارج تبدى أبسط اهتمام بمواطنيها.

ومع ذلك يطلب من هؤلاء أن يساعدوا بأموالهم السفارة فى حالة التأخر المتكرر لوصول ميزانيتها، كما أنهم يتجسسون لصالحها حتى على مواطنيهم من النشطاء الذين يزعجون السلطات بمعارضتهم. واليوم قررت السلطات فى نواكشوط أن يدفع هؤلاء النشطاء خصوصا فى أوروبا ثمن معارضتهم وتصديهم للنظام. ومع ذلك ينسى هؤلاء أن الجالية فى أوروبا كانت قد نظمت مظاهرات داعمة للنظام فى ذروة الأزمة عام 2009.

كانوا مقتنعين أن ولد عبد العزيز هو الرجل المناسب، لكنهم ما لبثوا أن أدركوا خطأهم. ومشهد الطوابير الطويلة فى أوضاع لا إنسانية أمام المصالح المعنية من أجل الإحصاء هو مشهد مذهل حقا. من شوارع نواكشوط إلى قرى الضفة والسجون فى العواصم الإقليمية إلى أرصفة الأحياء العشوائية بأوروبا؛ يبحثون عن حقوقهم بشتى الوسائل. والشركاء الذين دعموهم بقوة –لسذاجتهم- يظهرون لهم الآن وجوههم الحقيقية. ينسون هؤلاء العناصر من الزنوج الذين بذلوا كل الجهد لإقناع المغتربين من بنى جلدتهم بدعم العسكر الذي هو وحده القادر على تصحيح أخطاء ولد الطايع كما كانوا يقولون، وأن هدوء وارتخاء سيدي أعادنا إلى مربع ولد الطائع. وبعد أقل من خمس سنوات أدركوا أن من اختاروهم يقلبون لهم المجن الآن فى صورة أشد قسوة من نظام ولد الطائع.

والمشهد اليوم فى طور الاكتمال من خلال إبادة بيومترية لهؤلاء المساكين. اذهبوا أيها المواطنون الساذجون فجمهوريتنا هي جمهورية المؤاخاة والمساواة وهي شريفة فى تعاملها.

L’authentique N° 1824

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى