هل تعيد المخدرات النظام الموريتاني للحضن ” الإسرائيلي ” ؟

 لابد من أوربا وإن كان الخطر.. فالموعد الطبي لايقبل التأجيلكشفت يومية السراج في عددها الصادر اليوم الخميس  عن ما قالت إنها زيارة سرية قام بها مبعوث خاص للرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز إلى تلابيب  في محاولة للحد من تداعيات ملفات المخدرات التي باتت تطارد النظام داخليا وخارجيا.

 

 يرتبط الجنرالان عزيز وغزواني بعلاقات وطيدة مع قيادات الجيش الغيني المتهمبن دوليا بالضلوع في تجارة لمخدراتيرتبط الجنرالان عزيز وغزواني بعلاقات وطيدة مع قيادات الجيش الغيني المتهمبن دوليا بالضلوع في تجارة لمخدراتوقالت الصحيفة في تحقيق حمل عنوان  ” هل تعيد المخدرات النظام الموريتاني إلى الحضن الصهيوني  ” فجأة ودون سابق إنذار أجل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز قبل أسابيع رحلة اسشتفائية إلى فرنسا بعد أن كانت ترتيبات السفر قد اكتملت، تعددت التكهنات يومها عن سبب التأجيل البعض  تحدث عن معلومات أمنية ربما تكون جهات صديقة سلمتها عن عمل تريد إحدى الجهات المعادية أو المنافسة القيام به، والبعض تحدث عن  مخاوف من تحرك شعبي أو ثورة شعبية كانت جهات من شريحة لحراطين تخطط للقيام بها وحصلت الجهات الرسمية على معلومات عنها.

 تطورات الأسابيع التالية كشفت وفق معلومات متطابقة حصلت عليها السراج أن للأمر علاقة بملف آخر أكثر تعقيدا وحساسية إنه ملف  تجارة المخدرات العابر للقارات والذى يعرف تطورات متسارعة على المستويين الوطني والدولي؛ إذ لم يكن خبر اعتقال  جوزيه أمريكيو بانتشو القائد السابق للبحرية الغينبيساوية مزعجا ومقلقا لشركاء شبكته في غينيا فقط بل إنه كان فيما يبدو مقلقا لعدة أطراف كانت تربطها به علاقات من ” نوع ما” خلال  الفترة السابقة,

  معروف أن القائد السابق للبحرية الغينية اعتقل في عملية عسكرية خاصة للقوات الأمريكية بينما كان في المياه الدولية قرب جزر الرأس الأخضر، واقتيد من هناك إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث باشرت السلطات الأمريكية التحقيق معه  في اتهامات له برعاية شبكة لتجارة المخدرات من أمريكا اللاتينية.

 ما ذا في الصندوق الأسود..؟

  قائد  البحرية الغيني السابق أدلى للأمريكيين بمعلومات مهمة عن شبكات تهريب المخدرات في منطقة الساحل. قائد البحرية الغيني السابق أدلى للأمريكيين بمعلومات مهمة عن شبكات تهريب المخدرات في منطقة الساحل.

 تأجيل  سفر ولد عبدالعزيز الخارجي تزامن مع مثول قائد البحرية الغيني السابق أمام القضاء الأمريكي وتقديمه معلومات مفصلة وضافية عن الشبكة التي استقبلت أطنان من الكوكايين من أمريكا اللاتينية وأعادت تصديرها لعدة بلدان بينها الولايات المتحدة الأمريكية، وحسب مصادر السراج فقد توصلت جهات أمنية موريتانية بمعلومات أو تقديرات عن احتمال أن يكون جوزيه قد أورد إسم قائد  الحرس الرئاسي السابق في موريتانيا الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز ضمن شخصيات تم توظيف نفوذها لتسهيل عمل الشبكة في غرب افريقيا، وعلى إثر وصول هذه المعلومات إلى موريتانيا انعقد اجتماع مغلق بين الجنرالين محمد ولد عبدالعزيز ومحمد ولد الغزواني اتخذ على إثره قرار بتأجيل السفر الخارجي لغاية استيضاح الصورة ومعرفة حقيقة ما قد يكون ” الصديق الغيني ” قد أدلى به للمحققين الأمريكيين.

 وزاد من خطورة السفر الخارجي  قبل استيضاح الصورة أن محاكمة مامير دخلت منعطفا جديدا بعد  بث تسجيلات صوتية لما يعتقد أنها محادثة جرت بين ولد عبدالعزيز وأفراد عصابة  دولية لتبييض الأموال والاتجار بالمخدرات، وهو تطور بات من المطروح معه احتمال استجواب ولد عبدالعزيز من قبل القضاء الفرنسي أثناء التحقيق في قضية تهمته برعاية تجارة المخدرات الموجهة له من طرف النائب عن  حزب الخضر الفرنسي ” مامير”.

 العودة للحضن الصهيوني

خوف ولد الطائع من تداعيات خروقات حقوق الإنسان دفعه للارتماء  في الحضن الصهيونيخوف ولد الطائع من تداعيات خروقات حقوق الإنسان دفعه للارتماء في الحضن الصهيوني وبطريقة شبيهة لتلك التي تصرف بها نظام ولد الطائع عندما طوقته ملفات  حقوق الإنسان خارجيا قرر الجنرال محمد ولد عبدالعزيز إيفاد مبعوث خاص إلى تلابيب  غادر موريتانيا سرا إلى الأردن ومن هناك توجه إلى تلابيب حيث أجرى عدة اتصالات مع جهات أمنية و استراتيجية صهيونية يبدو أن الجنرالين عزيز وغزواني يحتفظان بالعلاقة معها منذ فترة العلاقة الحميمة التي ربطت نظام ولد الطايع و” الإسرائيليين  منذ نهاية التسعينات”

 وحسب مصادر السراج فقد  سعي مبعوث ولد عبدالعزيز إلى تلابيب إلى أمرين : أولهما المساعدة  في الحصول على  المعلومات الدقيقة عن التحقيق مع جوزيه وطبيعة الأسماء والمعلومات التى ربما يكون تطرق لها أثناء التحقيق معه من قبل الأمريكيين، أما المهمة الثانية فهي المساعدة في محاصرة الموضوع إعلاميا وقضائيا  نظرا لما يسببه من حرج بالغ للنظام الموريتاني  الذي ينظر إليه أمريكيا وغربيا وحتى إسرائيليا باعتباره ”  ركنا أساسيا ” في منظومة مواجهة الإرهاب بمنطقة الساحل.

 ومقابل الطلبات الموريتانية يعرض النظام الموريتاني معلومات وتعاونا استخباراتيا في منطقة الساحل التي يلاحظ أن الإسرائليين يهتمون بها كثيرا خلال الفترة الماضية ، خاصة بعد ما أشارت جهات استراتيجية اسرائيلية إلى ترابط الأمن في منطقة الساحل مع الأمن في منطقة الشرق الأوسط، وترصد عدة جهات استراتيجية صهيونية  الترابط الحاصل بين جماعات العنف والتهريب والساحل وتلك الجماعات الموجودة في صحراء سيناء على التخوم الصهيونية.

 وإلى جانب التعاون الإستخباراتي يتوقع أن النظام الموريتاني ربما لابمانع في استئناف نوع من العلاقات الدبلوماسية العلنية مع الإسرائيلين بعد سنوات من  تعليق العلاقات الدبلوماسية أثناء الحرب الأولى على غزة نهاية العام 2008، ورغم ما قد تسببه هذه الخطوة من حرج وكلفة شعبية للنظام الذى يعتبر إنهاء العلاقات مع إسرائيل واحدا من مكتسبته الشعبية، لكن حجم الحرج والخطر الذى تمثله اليوم تداعيات ملف المخدرات أكبر بكثير ولذلك فلن يكون بإمكان الثنائي عزبز غزواني التمنع أمام طلب إسرائيلي باستئناف العلاقات إذا كان ثمن ذلك حماية نفسيهما ونظامهما من ملاحقة قضائية أو إعلامية في ملف خطير مثل الملف المفتوح لقائد البحرية الغينية السابق.

 سفر وسحب دعوى

 تطورات ملف المخدرات داخليا وخارجيا جرت بما تشتهي سفن مامير تطورات ملف المخدرات داخليا وخارجيا جرت بما تشتهي سفن مامير

 بعد عودة المبعوث الخاص من الأردن وتلابيب تمت برمجة زيارة ولد عبدالعزيز إلى بلجيكا  ومنها إلى فرنسا التي يجري فيها فحوصا طبية  ضمن متابعات ملف الرصاصة الصديقة، ويعني السفر إلى أوروبا أن ” المبعوث الخاص” حصل على معلومات أو ضمانات تفيد بعدم تحريك الملف أوربيا خلال هذه الفترة ، كما تدل المعلومات الأخيرة عن نية ولد عبدالعزيز سحب  الدعوى التي سبق له أن رفع ضد النائب عن الخضر على نية للتهدئة ومسعى للخروج من ملف المخدرات بأقل الخسائر، وذلك بعد أن كان الرئيس والمقربون منه يعتبرون أن النائب الفرنسي والجهات المؤازرة له سيجدون أنفسهم مرغمين على دفع ثمن باهظ لاتهامه للرئيس الموريتاني برعاية المخدرات في منطقة الساحل.

  وأيا تكن تفاصيل ما ناقشه المبعوث الخاص للرئيس الموريتاني مع الإسرائيليين، وبغض النظر عن مستقبل ملف محاكمة مامير فقد بات من شبه المؤكد أن ملفات المخدرات وتبييض الأموال هي المؤثر الأكبر في السياسة الداخلية والخارجية ويبقى على الموريتانيين الانتظار  – ربما لوقت لن يطول – لمعرفة إن كانت تداعيات فضائح المخدرات وتبييض الأموال ستعيد نظامهم السياسي إلى الحضن الصهيوني بعد أن كانت تداعيات الأزمة الداخلية الناجمة عن الانقلاب قد  أخرجتهم منه ولو خارجيا على الأقل.. ويبقى من شبه المرجح أن التعاون الاستخباراتي والاستراتيجي بين نظام ولد عبدالعزيز والإسرائيليين سيتعزز خلال الفترة القادمة بعد أن وجد الصهاينة بابا جديدا للضغط على حكام نواكشوط القلقين حد الهوس من أي ملاحقة قضائية أو إعلامية مرتبطة بملفات تهريب المخدرات وتبييض الأموال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى