اضطراب الموج الأزرق. ……..ا

كتبت الدهماء عن "المهر والخادم" في وادان:

1- تَسوُّر الموج العالي يتطلَّب ليَّاقة تنجيميَّة لا أمتلكها، كما أملُّ أحيانا تتبُّع هَرَج الغُرباء.

ننتفضُ وقتيًّا كُلَّما دقَّت المنظمات الحقوقية أجراسها اللَّفظية، تُوقظنا من شرودنا، وتُوقظ نفسها من بيات الكساد.
رواية “المهر والخادم”، رواية مُستهجنة فظيعة – إنْ كانتْ ـ وسواء كانت مَنطوقًا لم يُقصد أو مقصودًا لم يُنطق،.. وإنْ لم تكن، أو كانت مثلا “المهر والخاتم” كما يقول الطرف الآخر، ستكون سقطة نضالية تشنيعية.. فمن نُصدِّق؟ ، رواية نجدة العبيد القائلة بالواقعة، أم رواية أصحاب العرس القائلة بافتراءِ الوقيعة، .. أين الحقيقة؟،
سنُمارسُ لعبة التساؤل أيَّامًّا، ونتفنَّن في شحنِ الصَّمتِ المُتكلِّم، في انتظار نكز آخر يَستحثُّ التَّشويق..
لقد آنَ لنا أن نُنقِّي حِساباتِ ظنوننا المُختلَّة اتّجاه بعضنا، على أمل أنْ يكون حاصل جَمْعِنَا يُساوي «نحنُ».

2- الموج المنخفض، رمضان والكَدحان.

هذا الشهر الجميل يُشعرني -كبقية السِّتَّات- بالرَّغبة في التَّسَتُّتْ، وفي بثِّ ألوانٍ من الفرح على مائدة تَلاَقٍ أسري بأريج خاص.
أنزعجُ كغيري من ظواهر دخيلة، أوَّلها، نَهمٌ استهلاكيٍّ يجتاحنا، وإنْ كانت هذه الظَّاهرة نمطية ومُعتادة من حولنا، فقد تحول رمضان إلى ما يشبه “نويل” المسلمين، موسم مُشتريات بالإكراه!
انفاقٌ في عبثية على اقتناء ترسانة من الأواني والأجهزة، ومن موائد الخشب، طبعا الأواني لها أعمار كأعمارنا، لكن عجزتُ عن فكِّ لُغز انتحارها بشكل جماعي بعد رمضان من كلَّ سنة، شخصيَّا أستخدمُ نفسَ الأواني منذُ عقدين، أعوض ما يتلف أو يتكسَّر، ولا سرّ في الأمر ولا بطولة، فقط، في اليوم الموالي لعيد الفطر ومهما كان تعبي، أجمع عُدَّة رمضان في أكياس تعبئة وأركنها وأنا أحسنُ الظن بالله تعالى إلى رمضان الموالي ،.. استغربُ إغراق مطبخ بفائض من الأواني، تُلاكم بعضها، وتلاكمها ربَّة البيت أو العاملة في مشهد من مُمارسة شجار الشَّوارع،.. وهو هَدْرٌ يتجاوزُ احتياجاتنا، وغالبًا وسائلنا، وقد أصبحَ من شروط صحَّة الصَّوم، يُسايره القادر والعاجز!

الظاهرة الثانية، الاسراف مُؤخرا في تناول مُعجَّناتِ الدقيق الأبيض المُكرَّر والزُّيوت المُشبعة، هذا الاستهلاك الشَّره لمُضِرَّات متنكِّرة في ثوب مُشهِّياتٍ لطيفة، يُسَوَّق كشهادة “تمكُّنٍ” في فنِّ الطبخ، وكمظهر رخاء زائف لبعض الأسر محدودة الدخل، لكنه حقيقة، حمولة بطنية زائدة، سيئة ومُضرَّة، أشاعت السُّمنة القبيحة بين الجنسين، ورفعت السُّكري وأمراض القلب والشرايين لتتصدر لائحة أمراضنا.

الظاهرة الثالثة، الافراط في استخدام المنكِّهات الصِّناعية، والملوِّنات الكيميائية ومساحيق العصائر، وهي مُسرطنات ناعمة.

نعيش طور استنساخ مُتخبِّطٍ أعمى لموائد وتقاليد مجتمعات أخرى، من جيران الشَّمال خصوصًا، ومن دعاية اليوتيب، نُراكم سلبيات “تحضُّر” عشوائي،.. والمُحصلة أنَّ نصيبنا منه غير مُتساوقٍ، لا ماليا ولا صحيًّا، ومُطارد فيه الذَّوق كما لو كان هاربًا في وجه القانون.
قناعتي أن التَّمدن عِشرة يومية ثابتة لا مُحاكاة موسمية، ولتكن أولاً في رائحة الحمام، في نظافة المكان في صحَّة الطَّعام، في تنظيم الصَّرف… التَّمدن بساطة متناغمة دائمة، ولا تشترط الكثير من الانفاق.

ومن باب الدَّلع، ألتمسُ لدى السَّيد الكريم لفْكاكْ، تسجيل صوتية جديدة تُعين على تأخير حظر التَّجول في رمضان إلى الوَحدَه ولَّ الثِّنتين، لتمكين عباد الله من مُمارسة نَزرٍ من الرِّياضة بعد الفطور، اللَّيقافة مفيدة للمناعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى