الترقب يسبق العاصفة في انواذيبو

يترقب سكان انواذيبو هذه الأيام زيارة رئيس الجمهورية، لإعطاء إشارة الانطلاقة الرسمية لبدأ أعمال المنطقة الحرة، التي يبدوا أنها تبدأ متعطلة عرجاء بفعل الشيوب والمعوقات التي صاحبت استيراد الطاقم المشرف عليها وما يحيط به من علامات استفهام ما بين ضعفه وعدم قابليته لقيادة هذه التجربة أو سوابقه المثيرة للجدل والتي كلها نقاط تجعل من الطاقم الإداري والفني عاجزا منذ الوهلة الأولى عن أداء الدور المنوط بالنهضة المنتظرة من هذه الإستراتيجية مع غياب التشاور والتشارك للسكان التقليديين.

تأتي زيارة الرئيس بعد أزيد من سنة على زيارته الأولى التي وضع فيها الحجر الأساسي للعديد من المشاريع التنموية، جلها بقي حبرا على ورق بفعل تخاذل القطاعات الوزارية المشرفة على عملية التنفيذ والإنجاز مثل:

–          إنشاء مقاطعة الشامي التي لم تحظى بأية عناية تذكر باستثناء التوزيع الغير عادل للقطع الأرضية التي تم الاستحواذ عليها من قبل طواقم الوزارة الوصية والجهاز الإداري لشركة إسكان حيث الزبونية والمحسوبية، عندما أصبحت القطع الأرضية مجالا للبيع والشراء وسوق لوسطاء وسماسرة النشاط العقاري في انواكشوط بدل منحها للسكان التقليديين وفقا للشروط والضوابط المعهودة والمألوفة.

–          لقد أعطى إشارة الانطلاقة للتجربة الزراعية، بقيت في طور النشأة دون أن تجد طريقها إلى الإنتاج والمردودية ولم تحظى الأراضي المستصلحة بأية عناية حيث لا تنتج اليوم حبة خردل ولم توزع بطريقة شفافة وإنما التحايل على التمويلات الموجهة لها من قبل الوزارة الوصية.

–          إنشاء المستشفى الجهوي من قبل خيرية اسنيم بقي متعطلا دون أية جدوائية، حتى منحه لأحد رجالات الأعمال المشبوهين المتابعين دوليا بتنفيذ أشغاله  مع ألف علامة استفهام؟ .

–          قطاع الصيد مسلوب ومحتكر من قبل مافيا قديمة جديدة لا تراعي سوى منطق الربح والخسارة وما يجنيه القطاع من فوائد خصوصية تصدر للاستثمار خارج المدينة، مع عدم مراعاة حقوق البحارة المسرحين في الشارع دون أدنى وازع ديني ولا أخلاقي حيث صعوبة ظروف العيش والبطالة والتهميش.

–          إشكالية الجرنالية ما زالت تطرح نفسها على الواقع اليومي بفعل نفوذ رجال الأعمال والحيلولة دون تنفيذ رئيس الجمهورية لتعهداته لانتخابية بالقضاء على هذه الظاهرة من أنواع استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.

–          مدراء الشركات الاقتصادية ورؤساء مصالح الدولة منشغلين في الكسب الغير حلال، همهم الوحيد الثراء على حساب الطبقات المهمشة من أبناء المدينة، مع البحث عن أقرب الطرق المؤدية لحل مشاكلهم الخاصة بدل المصالح  العامة.

هذه الوضعية القاتمة لمدينة انواذيبو تنتظر الزيارة الرئاسية بفارغ الصبر، في ظرفية اقتصادية صعبة تتوجه فيها الأنظار نحو التغيير والإصلاح من خلال محاربة مظاهر الفساد والمفسدين من الزمر التي تعاقبت على التسيير في ظل الأنظمة المنصرمة، سبيلا إلى مخرج مشرف يبشر بالخير لهذا المخزون الانتخابي الذي ظل لغزا محيرا لمختلف الأنظمة السياسية المنصرمة.

 

                                                                                  

إسماعيل ولد الشيخ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى