من هو العالم ومن هم العلماء؟/ د.محمد الراظي

الزمان أنفو – لم ينزل من السماء إلا الوحي وآخر وحي نزل لا وحي بعده هو القرآن الكريم والمعصوم الوحيد بهذا الوحي هو رسول الله صلي الله عليه وسلم وكلمة “عالم” نزلت صفة لله عز وجل حصرا و”العلماء” نزلت بالجمع لوصف صنف من الناس أكثر خشية لله من غيرهم “إنما يخشي الله من عباده العلماء…”

اختلطت المفاهيم علي الناس وتلبدت المدارك كثيرا حتي أصبح التكييف الأرضي للغة السماء هو الغالب بين الناس وكان للفقهاء دور كبير في ذلك عن قصد أو عن غير قصد…فجعلوا من الفقيه “عالما” لا يحق في حقه ما يحق في حق غيره من المسلمين…..

كان ابن عساكر الدمشقي أول من قال إن لحم العلماء مسموم وهذا صحيح في طابعه العام إذ المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه و عرض المسلم حرام وماله حرام ونفسه حرام ولكن حصر ذلك ليكون خاصا بفئة من الناس يحتاج بعض المراجعة.

فمن هم العلماء ؟ ومتي يكون المرء عالما ؟ ومن يمنح هذه الصفة الحامية لحاملها من المساءلة ؟ هل كل من درس المتون الفقهية يصبح عالما ؟ وإن كان الأمر كذلك فما الصفة التي تليق بالذين اشتغلوا بالفقه قبل أصحاب هذه المتون ؟ ولماذا لم يتصف أصحاب هذه المتون أنفسهم بهذه الصفة ؟

الواضح من الآية الكريمة أن من يخشي الله عز وجل أكثر من غيره هم أولئك الذين أدركوا بعلومهم وعقولهم أن الله عز وجل واحد أحد لا شريك له ولا نظير فكانت خشيتهم له أكبر وتعظيمهم له أجل وأعلي…..والمسلمون المنشغلون اليوم في الإعجاز العلمي للقرآن قد يكونون من حملة هذه الصفة.

لكن المؤسف أن كل مذهب وكل ملة يضفون هذه الصفة لكل من يرضون عنهم فيصبحون عندهم فوق الملاحظة والمساءلة.

كان أبو حنيفة و مالك والشافعي وأحمد أئمة مساجد يؤمون الناس ويقدمون الدروس في تفسير القرآن ونقل ما تواتر لدي كل منهم من أحاديث نبوية شريفة…..فلماذا لم يأخذ أحدهم هذه الصفة ليكون ممن يخشي ربه بنص القرآن ؟ لو كان المقصود بالعلماء فقهاء التشريع لكان هؤلاء الأئمة أول من حمل الصفة خاصة وأنهم قطعا ممن يخشون ربهم كثيرا.
المشكلة الأخري عندنا نحن أهل السنة أن من يمنح هذه الصفة هو من الناحية المعرفية دون من تُمنح له ونزيد غالبا بابتداع كثير من صيغ مبالغة التمجيد والتعظيم.
ومن أغرب الأشياء أننا نعطي هذه الصفة لفقهاء متون أنتجها مسلمون وأخذ بها البعض ولم يعلم بها البعض الآخر ونحرم منها حفظة كتاب الله كلام الله ووحيه المعجزة الجامعة !!!!!!!
هناك مفاهيم مظللة كثيرة لا بد من التوقف عندها وغربلتها وتصحيحها.
افتحوا العيون والعقول….فالدين أسمي وأجل وأعظم وأشمل وأدوم من أن تختزل بوصلته في زيد أو عمر…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى