ما الذي جنيناه من الانتخابات؟

altألا يكفينا أننا نشرِّع بمعارضتنا الديمقراطية للنظام وجودَ النظام؟ فكيف نسعى بمحض إرادتنا بل نهرول كي نشرِّع له مسلسلا انتخابيا لم نَجْنِ منه في ما مضى نقيرا، ولم يَلُحْ بعدُ ضوءُ طرف النفق كي نؤمِّل فتيلا؟ اللهم إلا ما تتناقله مواقعُ معروفةٌ بولائها لجماعة دأبت على مفارقة الجماعة كلما أظلّ موعد انتخابي.

 

وإني إذ أشكر رئيس المعارضة الديمقراطية على رفضه اللقاء مع رأس النظام، لأحيِّي موقف اتحاد قوى التقدم( بيان السبت 31/8/2013) وإن كان يشوبه عندي بعض الميوعة، أو لنقُلْ إنه يمتاز بصراحة غير بريئة. فحين يقول نائب رئيس الحزب( تصريح أم سكان مكطع لحجار 27/8/2013) إن قواعد الحزب تضغط للمشاركة في الانتخابات، فإن ذلك يعتبر مقدمة أو تمهيدا لموقف مغاير – لا قدَّر الله- لم تكتمل بعدُ ملابساته أو لم يحِنْ وقت الكشف عنه. خصوصا أنه أشْفَعَهُ بقوله” إن المعارضة رفعت شعار الرحيل وفشلتْ”.

عنصرٌ آخرُ يبعث على عدم الاطمئنان في البيان السابق، حيث يقول” إن الحزب يدافع في المنسقية عن مقاطعة الانتخابات”. فهل معنى ذلك أن عقد الإجماع على المقاطعة في المنسقية قد انفرط حتى يدافع عنه الحزب؟

لعل أكبر خطإ ارتكبته وما تزال أحزاب المنسقية إلا واحدا هو أنها ليست لديها أذرع إعلامية، حتى أن مسؤوليها يلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعي لبثّ دعاية أو التعبير عن موقف.

الأمر الذي ترك المجال واسعا أمام المهرولين إلى الانتخابات لنفث سمومهم من أجل بث الفرقة وتوهين لحمة المنسقية في وقت حاسم، نحن أحوج ما نكون فيه إلى وحدة الكلمة ولو لمرّة واحدة.

ويبدو أن المهرولين لا تعوزهم الأعذار وإن كانت مجرد أعذار لا ترقى إلى أن تكون مسوِّغا مقبولا.

يقولون إن المطلب كان تأجيل الانتخابات، وها هي ذي قد أجِّلتْ. وحين نذكّرهم بأن مطلبنا كان أن يصدر توقيت الانتخابات لا عن قرار أحادي، يقولون: ها هي ذي أجلت بطلب من أحزاب الأغلبية وأحزاب المعاهدة، فلم يعد القرار أحاديا لأنه أصبح مبنيا على مطلب جماعي. وينسون همزة الإجماع، فنلفت عنايتهم إلى سقوط الهمزة وأن القرار يجب أن يكون مبنيا على مطلب إجماعي!

وحين يقف حمار الشيخ في العقبة، يشرع أطفاله الشرعيون وأولئك غير الشرعيين في التسميم.

إنهم ينسون أيضا أننا نطعن في لجنة الانتخابات نفسها، فهي صادرة عن حوار مجتزإ سقطت منه الهمزة أيضا فكان جماعيا لا إجماعيا.

ويتناسون أيضا أننا لا نثق في حكومة تعبِّئ رجالها في شهر الصيام والقيام لحملة سابقة لأوانها تصول بصولة الدولة والدولة مُشاع لي ولك ولأخيك.. وللذئب!

دادَّ ولد ايَّهاه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى