ليلى ضحية لمجتمع المتناقضات :الصلاة والكذب / السرقة والحج

ليلى التي لم يرحمها مجتمعها، تأكلها الذئاب فريسة لأنها لا إخوة لديها. ولأنها وحيدة تشرع ذئاب”الفضيلة” في نهشها ووصفها بالانحلال بينما تسرح تلك الذئاب ليلا في ما “حل” لها من فرائس الظلام.

تبا ماذا فعلت ليلى وماذا اقترفت؟

ليلى الصغيرة يريدون من خلال الهجوم عليها قطع رأس التنين والتنين قادم سلاحه العقل والتريث، يدعمه “كوكل” وتدعمه وسائل الاتصالات والأجهزة الالكترونية الكثيرة والمتوفرة ولم يبق إلا أن تقبلوا به أو تدفنوا رؤوسكم في رمال أجدادكم. لوحة الشاشة حلت وستحل تدريجيا مكان اللوح ولن تحتاج إلى صمغ وكربون بل تكتب من تلقاء ذاتها. الكاميرا ذات الأبعاد الثلاث ستصوركم وأنت تديرون ظهوركم لها ولن يكون هناك إمكان للهروب من عدستها…

أعرف أن القضية لا تعنى ليلى لحالها فليلى موجودة منذ زمن ولا أحد تحدث عنها ولا أحد أعارها غرفة للنوم شفقة أو رحمة ولكن القضية تتعلق بمحاولة لوأد تجارب وليدة، تجارب ستحرمهم أسلحتهم القديمة، تجارب قادمة يخافون نتائجها والتي لن يكون من أهونها انتفاض الشباب ضد بناة الخرافة الذين يقتاتون من الظلام.

كم من فتاة موريتانية تلبس الجينز وتلبس المينى ولا أحد يعلق عليها لأن عاداتها تحميها من همجية تفاسيركم ونظرتكم الدونية لها. لو تأنيتم قليلا لعرفتهم أن أمهاتكم وخالاتكم كن مسلمات وكن يخرجن شعورهن وهى يتجملن ب “سان مانه” ولعرفتم أنهن كن يلبسن ملاحف “الشاش ” و”ازكايب” وبعد ذلك “اسديديم” ويتمنطقن ب”حزام” يصل الركبة فقط حتى عهد قريب وكن أكثر إسلاما واصدق وأحرص عليه منكم ولم يعترض أحد على إسلامهن لأن الإسلام كان يقاس بالأخلاق وفضائل الأمور ولم يكن يقاس بالخرق التي تدفن الرأس وتعمى البصيرة ولا بالعبايات والجوارب أنتم من جاء بها وقررتم عبر منابركم المنتشرة كالسوس أن تكون “هي الإسلام”.

هل هناك أخلاق تتحدثون عنها وأنتم تتبولون على جدران المدارس والمنازل و”المساجد” وتقضون حاجاتكم في الطريق وتبصقون أنواع البصق في المستشفيات وترمون نفاياتكم بها؟؟ عجبي كل من ادعى “الأخلاق” يحق له أن يحمل عصاه لضرب الناس ومحاججتها . متى جئتم وأين كنتم وهل عرفتم طريقكم أيها الممثلون لحركات التكفير والقتل مهما أخذتم من الأسماء فلن نضلكم فأنتم موسومون بالتطفل على الناس وباحتكار الإسلام وفق منهجكم أيها الغلاة..

كانت موريتانيا تنعم رغم البداوة فيها ببعض الاستقرار وحين أينعت رؤوسكم حل الخراب وانهار الأمن وانتشرت الجريمة وهرب المستثمرون وانكفأ المواطن وحلت الأوساخ وانتشرت مساجد التكفير والترهيب وعلى مرأى ومسمع ممن يفترض أنهم حماة خيار الشعب “الديمقراطية”، ظنا منهم بأنكم لا تمثلون خطرا على الإسلام أو المسلمين وأنتم “اشد عداوة ” ثم تدعون المدنيةᵎ اقرءوا أولا عن المدنية حتى تتعرفوا على ابسط أبجدياتها فالجهل فعل في رؤوسكم فعلته.

ليلى المسكينة ما هي إلا عود الثقاب الذي سيشعل الغاز المتسرب من مخازن الجهل والتخلف والوصاية على الناس..

هل انتصرتم يوما للأطفال الذين يلتحفون سماء المدن وينامون جوعي في الطرقات وتستغلهم المافيات لبيع مخدراتها وممارسة رذائلها؟ هل سعيتم يوما إلى تنبيه المواطنين إلى حرمة المتاجرة بالقاصرات ممن يباعون هنا وهناك في المشرق؟

لقد ولى زمن الخوف لان الناس اكتشفت الحقيقة..

نحن نتذكر هجومكم على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة – يا حراس “الفضيلة”- دون قراءتها ونتذكر كيف أجبرتم على تقديم الاعتذار للموريتانيات عما اقترفتموه من تشويه لهن عبر تلك الاتفاقيات ..

جرم ليلى أنها أنثى أيضا وأنها من مجتمع البيظان الذي ينخره المرض والنفاق ويمارس ثنائيات عجيبة: الصلاة والكذب / السرقة والحج؛ إظهار ما يعجب الناس وإخفاء الحقيقة. حرمة اللمس لغير “المحارم” وقتل اللقطاء لان الصورة في المجتمع أهم من روح طفل لم يسعفه الحظ ليتنفس هواء الدنيا طويلا لأن أمه “بيظانية”. جمعيات وجمعيات ليس لها من مهمة إلا تفقير الفقير وتجهيل المتعلم وتوزيع الجهل في حقائب “مدرسية” وتقديم إفطارات “كرت الناخب” وندوات تتحدث عن المستقبل وتعيش بعقولها في قرون سحيقة.

أما انتم الساكتون عن الحق فتذكروا أن هذه الحرب ليست ضد ليلى هي ضدكم جميعا وأنها مجرد بداية لتعبيد الطريق إلى سلخكم والى جركم إلى مقصلة “الأخلاق” زورا .اليوم ليلى وغدا أنتم هكذا بدأت محاكم التفتيش في ارويا وهكذا بدأت هيئة “الأمر والنهى” في شقيقتكم الخليجية .

هؤلاء حراس “الأخلاق” يجترون كل فاسد وكل طالح، تذكروا أيضا أن هذه المجموعات ليست إلا وجها لما هو أسوأ وهو يكبر يوما بعد يوم ويتمدد داخل المجتمع بغطائه الديني وعباءته السوداء وتذكروا أن له حماة في الإدارة وفى وسائل الإعلام وفى الوزارات والآلاف المؤلفة التي نبت لحم أكتافها من دولاراته وتأكدوا أيضا أنه إذا طالبت مجموعات بالانفصال فان دواعيه وأسبابه قد توفرت ولا مناص من إعادة النظر وعدم ترك الحبل على الغارب لمجموعات تفرض رأيها وتحاجج وتحاكم كما يحلوا لها.

تذكروا أنكم في النهاية تتخلون عن مسؤولياتكم وانه في النهاية يحق لمجموعات أخرى التطاول و المطالبة بما تريد لان القانون معطل بسبب قراءة ورؤية البعض” للدين”.

إن هذه دعوة لتقسيم البلد وتهيئة الساحة لإقامة إمارة “سلفية” في بيئة مناسبة كموريتانيا.

كلنا ليلى …

العنوان الأصلي

مكفولة بنت ابراهيم ناشطة حقوقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى