الإجهاض في طهران بشارع ناصر خسرو

altالإجهاض جائز قانونا في إيران إذا كانت الولادة ستعرض حياة الأم أو الطفل للخطر. وعلى النساء الراغبات في الإجهاض لأسباب أخرى اللجوء لأساليب غير قانونية، وكثيرا ما تكون خطيرة وتأخذهن غالبا إلى شارع “ناصر خسرو”، أحلك مكان جنوب طهران.

 

وتشير إحصائيات هيئة الطب الشرعي الإيرانية إلى أنه من أصل 6656 طلبا من طلبات الإجهاض في السنة الماضية، لم يقبل إلا 4000 طلب. وهذه الأرقام طبعا أقل من عدد النساء اللاتي أجهضن بطريقة غير شرعية

منذ فترة قليلة اكتشفت أنني حامل في شهري الخامس. لكن لأنني عازبة لا يمكنني الاحتفاظ بالجنين. تحدثت في الموضوع مع أصدقائي وعلمت بوجود ثلاث طرق للإجهاض: إما بالحقن أو تناول الحبوب أو عن طريق العملية.   في البداية فكرت في الخيارين الأولين. فعلمت أن الحقن يقتضي شراء دواء اسمه Prostaglandin. وأنني سأحتاج حقنتين إحداهما سعرها 40000 تومان (نحو 12 يورو). لذلك عدلت عن الفكرة لأنني سمعت أن تلك الحقن قد تصيب من يتناولها بأزمات قلبية.   الحبوب اسمها Misoprostol وينبغي تناول عشر حبات في ظرف ساعة. وهذا الدواء يستخدم عادة لمعالجة مشكلات الهضم وسعرها لا يتعدى 8000 تومان (نحو يوروهين) في الصيدلية. وسمعت أنها تباع في شارع ناصر خسرو بسعر 200000 تومان (نحو 60 يورو). لذلك اخترت هذا الحل.   “خفت أن تكون الحبوب مقلدة أو أن تكون منتهية الصلاحية”   شارع “ناصر خسرو” ليس من الأماكن التي يمكن لفتاة أن تتجول بمفردها. تكلمت مع شخص أخبرني أن عليّ الدفع مقدما وأنه سيعود لاحقا حالما يحصل على الأدوية. لكنني فجأة خفت أن تكون الحبوب مقلدة أو أن تكون منتهية الصلاحية. فعدت أدراجي دون أن أشتري شيئا.   وأخيرا قررت استشارة طبيبة قيل لي إنها تستطيع مساعدتي. أكدت لي الطبيبة أنه عليّ حتما إجراء عملية لأنه أول حمل لي وقد لا يخرج الجنين بالكامل من الرحم وهذا قد يؤدي إلى مضاعفات. فأرسلتني إلى مستشفى جنوب شرق طهران حيث تنتظر العديد من النساء لترقيع غشاء البكارة أو للإجهاض.   تعمل هناك سيدتان. في البداية ظننت أنهما طبيبتان، لكني عرفت أنهما قابلتان. أخبرتاني بوجود سعرين للعملية: 700000 تومان للعملية دون تخدير (نحو 200 يورو) و1,5 مليون مع التخدير. وقالتا إن مواد التخدير باهظة الثمن ومن الصعب الحصول عليها. لكن من فرط خوفي طلبت التخدير. وأجريت العملية بسلام ولم تحدث لي أي مشكلة فيما بعد. ما حدث لسارة كان يمكن أن ينتهي بمأساة لو أنها لم تقرر مغادرة شارع “ناصر خسرو” في آخر لحظة. ويرى حميد جعفري، الصحافي العامل في طهران الذي أجرى تحقيقا حول هذه السوق السوداء في شارع “ناصر خسرو”، أن النساء اللاتي يتناولن هذه المواد المُجهضة التي تباع هناك عادة ما ينتهي بهن الأمر في المستشفى بسبب المضاعفات. ويقول إن العاملين بالمستشفى يتكفلون بهن ويتممون الإجهاض بإجراء عملية جراحية دون مشكلات. ويضيف السيد جعفري أنه “حاليا يمكن جني الأموال من الإجهاض سواء كان ذلك في قبو أو في عيادة طبية.”   ترجمة: عائشة علون  

france24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى