زيارة اترارزة..وجهة نظر/ عبدالفتاح ولد اعبيدن

الزمان أنفو – حركت هذه الزيارة الرئاسية 22-23-12/2023 الحياة فى عموم الولاية المزورة،و خصوصا المحطات محل التدشينات،حيث حركت هذه الفعاليات التدشينية و الدعائية المياه الراكدة و أقبل أطر الولاية على قاعها الشعبي،و لتكون المشاريع المنجزة و فى طريقها لإكمال التنفيذ فرصة للمزيد من التنمية فى هذه الولاية الحيوية.

و فى سنة الانتخابات الرئاسية المرتقبة ستكون هذه الزيارات فى مجملها فرصة أيضا للنظام القائم للتواصل أكثر مع الناخبين لإقناعهم بالتشبث بالرئيس الحالي لمأمورية ثانية،بإذن الله.

و رغم وجود بحيرة اترارزه ،مازالت مشكلة المياه الصالحة للشرب مشكلة تتردد على لسان بعض المواطنين فى هذه الولاية،و تحتاج للمزيد من الفعل الملموس،فالحلول القصيرة المدى بالمضخات الصغيرة،لا يعتبر حلا جذريا لمشاكل العطش.

و لعله أيضا من الضروري تعبئة الساكنة للعمل فى زراعة الخضروات لتحقيق الاكتفاء من هذه المادة الاستهلاكية الضرورية،و ذلك بعد الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة الأرز الأساسية.

و من ما يمكن ملاحظته غياب السهرات الفنية فى هذه الزيارات و تغليب التدشينات و الجانب العملي على الفلكلور و الدعاية الشعبوية التقليدية فى مسار و طابع الزيارات الرئاسية فى حقب مضت،و بالتالى لم تدمج بعض المحطات لعدم تزامن تنفيذ المشاريع فيها مع التوقيت الحالي للزيارة الراهنة.

و لوحظ شبه الاختفاء للأصوات النشاز ،سوى بعض التوقيفات المحدودة لبعض محرضى إيرا فى اركيز،إبان زيارة الرئيس أمس.

و عموما ستبقى مثل هذه الزيارات الرئاسية بوجه خاص و السياسية بوجه عام ،ضرورية لتحريك الواقع الاجتماعي و السياسي فى عموم داخل الوطن.

إن التوجه السلبي لتركز كل الأنشطة فى العاصمة نواكشوط أمر سيضر كثيرا مع مرور الوقت بالداخل دون استثناء ،و تأتى هذه الزيارات لتعزز الارتباط بالداخل،الذى هو الأصل و الأقدم فى كثير من مدنه من العاصمة،و ما زال ملايين المواطنين مقتنعين بالسكن و الاستقرار فى مدنهم،و هو ما يستحق التشجيع ،بمختلف الطرق الإيجابية لمكافحة الهجرة للعاصمة.

و لوحظ فى هذه الزيارة أهمية الوسائل المادية فى تشبث الفاعلين السياسيين بشعبياتهم،حيث تحتاج السياسة فى هذه المناسبات للمال و المقرات الملائمة لإقامة اللقاءات الموسعة،فلم تعد الدعاية السياسة الفاعلة مقتصرة على كاريزما الزعامات الاجتماعية التقليدية أو الحركية الأديلوجية،بل بدأ الناس يتجهون للطمع فى ثمار السياسة الموسمية.

و بوجه عام كشفت هذه الزيارة الرئاسية الميدانية لولاية اترارزه العديد من المعانى تدل على تغيرات فى عقليات الناس فى ممارسة السياسة.

و رغم أهمية الاستقبالات الشعبية و استعداد الناس لإواء الرئيس إلا أن الاستئثار الإدارة ببرنامج ضيافة الرئيس يزيد هيبة الإدارة و احترامها لدى الرأي العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى