مستوى التجاذب السياسي يؤشر للضعف و الميوعة/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

الزمان أنفو -أعتبر نفسي من العارفين بالمشهد السياسي و الإعلامي،و منذ سنوات سيطر الهزال على هذا المشهد،فجله إما سب و شتم و تحامل أو تزكية مجانية و مبالغة فى المديح و الإطراء،و باتت النفوس الزكية تعاف الخوض فى هذا المجرى من الميوعة و ضعف المستوى،فما كان الإعلام و السياسة قبل سنوات إلا ميدان به شوائب ،لكن يغلب عليه الفكر و السمو و الإبداع تقريبا،و ما تابعته إلا انتفعت منه،أما اليوم صدأت ساحاته و جفت ينابيعه،و كثر فى سوحه الدعي و الرويبضة،فإلى أين الملجأ و المفر؟!

و بعدما تولى السياسة المهندسون و تولى الإعلام الإداريون و الركب يحدوه المغرضون ،ذوى الهمم و النفس القصير القاصر ،فربما من حق العباقرة و الحكماء ،إن وجدوا،مجرد التفرج أو الهروب نحو الفلوات و الخلوات،و ربما الاعتزال أفضل لبعضنا.

إن السياسة و الإعلام هي المصدر الأول للرؤى الإبداعية و الخطط التنموية،و لعله بات من الملح و الضروري رفع مستوى التعاطى مع الشأن العام،لعل و عسى أن يرتفع مستوى التصورات و التصرفات.

و من نظر فى مستويات المتقدمين و المهتمين فى أغلبهم بالحلبة الرئاسية ،يشفق على هذه الأمة من هول ما ينتظرها ،و ما قد تواجهه من نضوب المستويات و ميوعة الاهتمامات،للأسف اليالغ.

فهل من مدكر؟!.

و لعلنا نعرف مستوى واقعنا السياسي الحالي،و ربما نعرف بعض ما تحقق و بعض ما نصبو إليه،و ذلك جدير بالمعنيين وضع الأصبع عليه،لتعميق المكاسب و سد الثغرات،و أما أن يأتي الهواة،لنشر أساليب التحامل و الاستهداف المغرض،دون وجه مقنع مفحم،فذلك المنحى ،إنما يكرس الميوعة و يبعثنا على التصريح و ليس التلميح فحسب ،،هزلت هزلت،بعدما سامها ضعاف الرأي و الرؤية!.

و لعل إقبال هواة و صاحب خطاب شرائحي متحامل متدنى و ابتعاد الجادين فى أغلبهم عن المشهد يؤكد ضعف مستوى اللعبة الانتخابية المرتقبة،مما يستدعى التركيز على محاولة تطوير مستوى الأداء الإعلامي و السياسي،قدر المستطاع.

و من اقتنع بضرورة التمسك برئيسنا الحالي،بعد أن شاهد ضعف المعروض من الترشحات،و فضل التشبث بتجربة ولد غزوانى،المعروف إيجابيها و نواقصها و ثغراتها،فليس عليه من عيب فى أن يطالب بتحسين و تهذيب مستوى و أسلوب الدعايات الإعلانية و الإعلامية،للابتعاد عن السفاسف و الرديئ من الطرائق الترويجية،فالمشهد السياسي و الإعلامي بحاجة ماسة للمعالجة عسى أن يكون لائقا بالعقول الراقية و النفوس الأبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى