قصة إنسانية ملهمة: وزير التعليم السابق سيدي ولد سالم ينتشل طالبًا من الضياع.. والمحصلة شركة عالمية بـ60 مليون دولار

الزمان أنفو _ روى الكاتب الموريتاني الحسن لبات على صفحته قصة إنسانية مؤثرة جمعت بين الوزير السابق سيدي ولد سالم وطالب موريتاني متميز كان على وشك الانقطاع عن الدراسة في فرنسا بسبب ضائقة مالية خانقة، ليصبح لاحقًا من أبرز رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا عالمياً.
القصة تعود إلى عام 2008 حين حصل الطالب محي الدين سيف، الحاصل على المرتبة الأولى وطنياً في الباكالوريا، على قبول في Classe préparatoire بفرنسا، ما يؤهله لاحقاً للالتحاق بأعرق مدارس المهندسين. غير أن خطأ في توجيه المنح حرمه من منحة دراسية لفرنسا وأرسل إلى المغرب.
وبعد سنتين من الدراسة في المغرب، اجتاز محي الدين بنجاح اختبار القبول في École Centrale de Paris، إحدى أرقى المدارس الهندسية بأوروبا. لكنه اضطر لترك المنحة المغربية والالتحاق بالمدرسة الفرنسية دون أي دعم مالي رسمي، معتمدًا على الديون البنكية كوسيلة للعيش.
وفي لحظة حرجة، دلّه أحد أصدقائه على مكان إقامة الوزير ولد سالم، الذي كان في زيارة رسمية بباريس. وبعد تردد، قرر محي الدين مقابلته في بهو الفندق، حيث بادره قائلاً: “سيدي الوزير، أريد خمس دقائق من وقتكم”.
وفي دقائق معدودة، استمع الوزير للقصة، تذكّر الطالب المتفوق، وأجرى اتصالات مباشرة بسفارة موريتانيا وبالوزارة، وقدم له مساعدة مالية من ماله الخاص بلغت 225 يورو، قائلاً: “اعتبر هذا المبلغ مساعدة من أخيك الأكبر، في انتظار تحويل المنحة”.
وبالفعل، تم تحويل المنحة ودفع المبالغ المتأخرة. وبعد ثلاث سنوات، تخرج محي الدين من سنترال متفوقًا، وبدلاً من قبول عروض مغرية من كبرى الشركات، أسس شركته الخاصة “Riminder”، التي أصبحت اليوم من أبرز شركات التكنولوجيا في مجال التوظيف، وتبلغ قيمتها السوقية أكثر من 60 مليون دولار، وتعمل مع أكثر من 120 حكومة عبر العالم.
ورغم عدم تلقيه أي دعم من البنوك أو المؤسسات الموريتانية في بداية مشواره، عاد محي الدين مؤخرًا إلى نواكشوط خصيصًا لزيارة الوزير السابق بعد خروجه من الحكومة، عرفانًا له بالجميل. وأعرب خلال لقاء مع الكاتب لبات عن استعداده لوضع شركته وخبرته في خدمة بلاده، عبر وزارة التشغيل، لمساعدة الشباب الموريتاني الباحث عن العمل.
وقال بتأثر: “يوماً ما ساعدني أحدهم.. اليوم أود بدوري مساعدة الآخرين”.
#Mauritanie #Riminder #سيدي_ولد_سالم #الحسن_لبات #قصة_نجاح #الشتات_الموريتاني