“إذا سَلِمَتَ من الأسد فلا تَطمَع في صَيْدِه” / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _ قضايا الأموال القذرة و دخولها و خروجها من البلد ، أصبحت أكبر و أخطر من أن يتم تجاوزها .
و كل أموال مجهولة المصادر هي أموال قذرة حتى يثبت العكس ..
و أخطر ما تواجهه الأجهزة الأمنية هي الأموال القذرة ، لا سيما إذا كانت محمية أو مسكوت عنها بأمر !!
و صحيح أن دخول و خروج الأموال القذرة إلى موريتانيا ليس جديدا ، لكن تجاوزه سقف ميزانيات الدولة و طاقات السوق ، يجعلنا اليوم أمام خطر وجودي ، لا يمكن أن نجامل فيه ، لا بد أن تأخذه السلطات الأمنية على محمل الجد ..
☑️ خمس عناوين مثيرة للتعجب و الاستفهام ، تستقبل تحويلات فلكية يوميا و أسبوعيا و شهريا على مرأى و مسمع من الجميع ، لا تُمارِسُ أي نشاط تجاري ، منحدرة كلها من محيط من أفقر سكان البلد و أقلهم حيلة ، تظهر فجأة بلا مقدمات ، في صورة عجزت كل أساطير السحر و شطح الخيال عن محاكاتها ؛ ماكينة دمار بلا رحمة ، تعمل ليل نهار على تعويم السوق و تقويض وجود الدولة و التعاطي مع جهات خارجية لا نعرف عنها سوى أنها عدوة ، تستغل جشع عناوين عابثة . و سوق سوداء بلا محرمات ، تبتلع كل السيولة ، بلا عناوين و لا تراخيص :
ـ صرافات برؤوس أموال خجولة ، تتجاوز فواتير استبدالها عشرات المليارات !!
ـ سوق صرف موازية أصبحت غولًا بسبع رؤوس ، لا تستفيد الدورة الاقتصادية في البلد ، من أي عملية تمر عبرها !!
ـ بنوك تتبارى في السباق على التستر على تحويلات مشبوهة ، بأرقام تجعل كل رجال أعمال البلد أقزاما ، أمام ضخامتها !!
ـ تهريب العملات ، تهريب الذهب ، تهريب الأدوية المزورة ، تهريب المواد منتهية الصلاحية ، تهريب المهاجرين ، تهريب السلاح ، تهريب الأزياء العسكرية ؛
*ماذا بقي مما يمكن أن نطمئن له في هذا البلد* !؟
ـ بنك مركزي يتحول من جهاز حماية و رقابة على السوق إلى و سيلة تستر على خرابها !!
ـ أجهزة أمنية تراقب كل ما يحدث على الأرض و تعي كل مخاطره ، يتم تكبيلها بأوامر فوقية ، لا تملك سوى الإذعان لها أو إعلان العصيان على كل منظومة الدولة !!
ـ و قضاء يتلاعب بقَدَرنا “فيه الخصام و هو الخصم والحكم” !!!
✔️ *ماذا تريدوننا أن نفهم* !؟
✔️ *بماذا تريدوننا أن نحكم* !؟
✔️ *ما معنى انتمائنا لهذا الوطن* !؟
☑️ بارع هو القضاء الموريتاني حين يواجهك بأسئلة إسكاتك .. حين تصبح عملية إسكاتك هي القضية .. حين تكون الأدلة المادية الصارخة ، مجرد دليل على حقدك و حسدك “*على ما أتاهم الله من فضله*” !!
# *فخامة الرئيس* ،
لقد خرج الوضع عن السيطرة ؛ في المواني ، في المعابر الحدودية ، في البنوك ، في الصرافات ، في الأسواق ، في الأحياء الراقية ، في برص السيارات ، في المطارات ، في الدول المجاورة ، في صيدليات الموت ، في تحويل أعرشة تلال البؤس إلى قصور ناعسة ..
*فخامة الرئيس* ،
خرج الوضع عن السيطرة ، في الجرائد ، في المواقع ، في صفحات التواصل الاجتماعي ، في المجموعات الفيسبوكية ، في المقاهي ، في صالونات الأخبار ، في أروقة الإدارة ، في أحاديث العامية ، في حكايات الأطفال ..
*فخامة الرئيس* ،
خرج الوضع عن السيطرة ، في قصص “الفرسان” ، في زيارات الوفود الغامضة ، في تبادل التهم ، في غباء المبررات ، في تحدي الممكن ، في تسجيل كل جريمة ضد مجهول ..
*فخامة الرئيس* ،
أسئلة الصحفي الهيبة و تساؤلاته حول قصة الأزياء العسكرية و القضايا ذات الصلة (المُفَسِّرَة لبعضها و المُقَشِّرة للبعض) ، كانت مسكتة .. كانت مؤلمة .. كانت مخجلة للدولة .. مخجلة للأمن .. مخجلة للإدارة .. مخجلة لكل من تجري في عروقه قطرة دم 🩸!!
*فخامة الرئيس* ،
حين تصل فضائح الأموال القذرة ، حد مشاركة أطقم الطيران و حملة الجوازات الدبلوماسية و المنتخبين ، يعني بكل بساطة أن الأمور خرجت عن السيطرة .. خرجت عن حدود المقبول .. عن حدود الممكن .. عن حدود أقصى الحدود !!!
*فخامة الرئيس* ،
ـ يخطئ من يعتقد ـ و ليسمعها كل سخيف ـ أنه يمكن أن ينهب ممتلكات شعب يتضور جوعا و ألما و ينجو من العقاب !!
ـ يخطئ من يعتقد ، مهما حصل ، أنه يمكن أن يشعل النيران في موريتانيا و يجلس لإدارة مسروقاته في دبي أو أنقرة أو الرباط أو لاس بالماس ..
*فخامة الرئيس* ،
لقد عبثوا جميعا بما منحتهم من ثقة ، مسؤولين و تجار و سماسرة و إخوة و أصدقاء و أهل و رفاق ..
و في سباق محموم مع الزمن (نهاية المأمورية) ، يحتال اليوم ، كل ذي مهارة في المجال ، بأعلى درجات الاطمئنان ، على ما يتولَّى إدارته من الكعكة ، متأكدا أن أسوأ ما يمكن أن يلحقه (مثل الجميع) هو تولي مهمة أخرى ، ضمن عملية التدوير القادمة !!
*سيدي الرئيس* ،
لم يبق في هذه الفوضى العارمة ، مكان لغير قراركم في أضيق حدود مسؤوليتكم ، كرئيس للجمهورية و قائد أعلى للجيوش و رئيس أعلى للقضاء .!
كل الحلول بيدكم يا فخامة الرئيس (مهما ضاق الوقت) و كل تهاون فيها من مسؤوليتكم وحدكم ، وحدكم ، وحدكم !!
ـ انزعوا الحصانة (غير الرسمية) عن كل محمي ، بتعميم رئاسي لا يستثني أحدًا..
ـ امنعوا سفر أي مسؤول سامي إلى الخارج إلا في مهمة رسمية ..
ـ أطلبوا لوائح ملاك العقارات في المغرب و أسبانيا و تركيا و غيرها و صادروا كل ما يعود منها لأي موظف في الدولة ..
ـ اجعلوا كل من يتدخل في أي عملية تهريب (مهما كانت بساطتها و لأي سبب كان) يعتبر عنصرا مُتَّهَمًا بالمشاركة في تمريرها ..
ـ استبدلوا كل أجهزة الرقابة الموبوءة ، بأجهزة إدارية نظيفة ..
ـ أشركوا طاقات جديدة ، بروح معنويات جديدة ، في الرقابة على كل ممتلكات الدولة و سلوك موظفيها و امنحوا تقاريرهم أعلى درجات الأهمية ..
ابتدعوا أجهزة أمنية سرية مُحلَّفة ، فوق كل اتهام ، لا يبيت ليلة في وظيفته ، من تخبر عن فساده أو عدم مسؤوليته ..
ـ اجعلوا هيبة الدولة ماردا مرعبا ، يمحق رأس كل من يتخطى القانون ..
ـ أخضِعوا صرافات الاحتيال و صيدليات الموت لأعلى درجات الرقابة و أبشع درجات العقوبة ..
ـ أخضعوا كل الأموال في البلد للرقابة و حددوا مصادرها و الزموها بواجباتها الوطنية من تراخيص و ضرائب و حقوق عمال ..
*فخامة الرئيس* ،
لقد صبرتم على فسادهم و لم يستحوا ، فليصبروا على إصلاحكم أو يركبوا أغلى خيلهم !!
*حفظ الله موريتانيا*