بيان الاربعاء …./ ديدي امحمد

الزمان أنفو _ في هذا البلد ما زالت العقول أسيرة وهمٍ باذخٍ اسمه “حبّ الظهور” تَفِد إلى المطاعم الفارهة والمستشفيات المترفة والمنتزهات الغالية والمحال البراقة لا لتنال خدمةً أرقى ولا سلعةً أطيب بل لتُرى حيث يحبّ الناس أن يُروا.
إنها نزعةٌ نفسية لا علاقة لها بالجودة ولا بالضرورة بل رغبة خفيّة في أن يبدو المرء أكبر مما هو عليه.
وفي الجهة الاخرى يقف المتأمل مشدوهاً أمام مفارقة جارحة كيف ليدٍ لم تزرع أن تحصد وكيف لقومٍ ينامون ملء جفونهم ويسهرون على ما يفسد ولا يصلح ولا يقدم وطنا يتكالبون على المصالح ولا يتنافسون على المعالي أن يجنوا تنمية أو كرامة. ينتظرون بيان الأربعاء المكاتب الباردة والمقاعد الوثيرة وكأنها حقٌّ بلا ثمن. في حين يأتي الوافدين من كل فج بينهم من جاء بدافع الحاجة يبحث عن رزقٍ يسدّ به رمقه ومن بينهم أيضًا من جاء متخفيًا وراء أقنعة العمالة يؤدّي أدوارًا استخباراتية مريبة تحت ستار البحث عن العمل وبين هذا وذاك أخذوا مواقعنا اخذو خيرانتا واستولوا على سوق الحرف بكل تفاصيله و تجلياته ونحن نيام.
نقف اليوم على مفترق طرق لا يحتمل التردد ولا الانتظار. مجتمعنا يئن تحت وطأة الاستهلاك والبطالة، وقطاع الحِرَف اليدوية يستولي عليه الغرباء ونحن نتفرج بلا حراك.
فلتكن أيدينا متشابكة، وقلوبنا صادقة في حب الوطن، ولنسعى جميعًا كل منا من موقفه أن نزرع فيه العمل والإبداع، فالبلد لن ينهض إلا بنا وبوعي أبنائه. وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ” سورة التوبة، الآية 105 “صدق الله العظيم .