حين يتحدث تقرير الخارجية الأمريكية عن الحرية و الأخلاق !!؟ / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _ تتسابق بعض المواقع “المحلية” لنشر تقرير الخارجية الأمريكية ، تلذذا بما يحتوي من نعوت مكذوبة عن بلدنا الطيب ..

كل الصور المنقولة عن بلدنا في هذا التقرير فاقد المصداقية بكل المعايير ، معكوسة و مُعَدَّة على المقاس ، ضمن أجندة العداء الأمريكية الثابتة لكل العرب و المسلمين :

# العنصرية في موريتانيا لا توجد إلا في الحركات المتطرفة مثل إيرا و افلام و من على شاكلتهما ..

# العبودية لم تعد توجد في موريتانيا في غير بعض الأسر المحاذية للحدود الجنوبية و امتدادا لها في التقاليد و الثقافة ، عكسا لما يشير إليه التقرير ..

# فوضى الحركات المتطرفة في موريتانيا ليست نضالا سلميا و لو حدث مثلها في أمريكا لكان جميع المشاركين فيها داخل السجون بعد وصمهم بالتمرد و الإرهاب ..

حين تتحدث وزارة الخارجية الأمريكية عن انتهاكات حقوق الإنسان في موريتانيا أو أي مكان من العالم ، لا شك أنها تثير موضوع سخرية يحتاج مشاركة جميع مبدعي العالم في شتى الفنون التعبيرية ، لتشخيص الحالة المرضية الأمريكية و ما تسببه من انعكاسات و اختلالات على النظام العالمي و ما وصل إليه من انحطاط و ظلم و سخافة . فأي مصداقية يمكن أن يحترمها العالم لمن يقتلون أطفال فلسطين اليوم جوعا أمام أعين الجميع !؟

أي مصداقية يمكن أن يحترمها العالم ، لتقرير الخارجية الأمريكية حين تتهمنا بـ”قيود ملحوظة على حرية الصحافة” ، في حين يؤكد التقرير السنوي لمنظمة «مراسلون بلا حدود» أن حرية الصحافة في الولايات المتحدة سجلت (سنة 2025) أدنى مستوى لها على الإطلاق، “متساوية بذلك مع بعض الدول النامية، مثل غامبيا وأوروغواي وسيراليون” و تراجع ترتيبها الدولي من 32 (من 180) إلى الرتبة 57 ؟

هل هذه المكانة تسمح لأمريكا بإصدار تقرير عن غير إفلاسها في المجال !؟

و حين يتحدث تقرير الخارجية الأمريكية عن “فرض قيود على الاحتجاجات السلمية و استخدام القوة لتفريق المتظاهرين” في موريتانيا و ينسى تنكيل أجهزة أمنهم بالمتظاهرين في شوارعها ضد ما يحدث في فلسطين من انتهاكات حقوق الإنسان ، موضع إجماع العالم . فأي مصداقية لتقرير خارجيتك الظالمة يا أمريكا المتغولة !؟

و حين تنسى الخارجية الأمريكية طريقة قتل أجهزتها المُحتَقِرَة للجميع ، للمواطن الأمريكي جورج فلويد على قارعة الطريق و هو يصرخ “لا أستطيع التنفس .. لا تقتلوني” ، بلا أدنى سبب ، فأي مصداقية لتقريرها حين يتهم موريتانيا بـ”التعذيب و سوء المعاملة” !؟

و ما زال الأمريكي الأبيض يصف الأسود بــ”الآخر” و ينتظر عودة الأصانسير (المصعد) لتفادي الاحتكاك به ، فكيف يتهم شعبنا الموغل في الإنسانية ، المشبع بثقافته الدينية الراقية ، بالعبودية و التمييز !؟

ليس في موريتانيا أقليات و لا فئات مهمشة يا خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ، تلك تصنيفاتكم العنصرية المبرِّرة لتدخلاتكم في شؤون الآخرين : تذكروا أن الجميع أصبح اليوم ، على وعي تام بكل ما يجري في العالم ؛ أي أن الجميع أصبح يعي أن تقاريركم و سياساتكم و تدخلاتكم في شؤون الآخرين ، هي السبب الأول لكل ويلات و مآسي البشرية في كل مكان..

تُعلنون الانتصار على الله و تتحدثون عن الحرية الدينية ، أما كفاكم استغباء للآخرين !؟

اللواط و الدعارة و الجنس الثالث و كل الشذوذ الموغل في البوهيمية و الانحطاط ، ليست حرية دينية و لا أخلاقية يا أمريكا ، بل حرب على الفطرة البشرية السوية ..

فهل لديكم أعدل من قول ربنا عز و جل “لكم دينكم و لي دين” !!؟

فعن أي حرية دينية تتكلمون !؟

عن أي إنسانية تستطيع أمريكا أن تتكلم !؟

هل ثمة مغالطة في عالمنا اليوم ، أكبر من حديث أمريكا عن الأخلاق !؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى