عودة يحيى ولد حدمين إلى الواجهة عبر مقابلة نادرة

عزيز سيدي:

الزمان أنفو (نواكشوط): في مشهد سياسي تتنازعه القراءات والتأويلات، اختار الوزير الأول الأسبق يحيى ولد حدمين العودة إلى دائرة الضوء من خلال مقابلة إعلامية نادرة مع الصحفي سيدمحمد ولد بلعمش مدير نشر “مراسلون” ، حصد إعلانها مئات آلاف المشاهدات وأثار ترقباً واسعاً في الساحة السياسية.

المقابلة، التي جاءت بعد تبرئته من التهم الموجهة إليه في ملف “عشرية” الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، لم تُغفل ذكر الاتهامات الثقيلة التي وُجهت له بالفساد وسوء التسيير، قبل أن تقضي المحكمة ببراءته “كالشعرة من العجين”.

وقدّم ولد حدمين خلال الحوار سرداً لمساره الشخصي والمهني منذ سبعينيات القرن الماضي، مبرزاً منهج الصعود عبر الكفاءة والعمل، ومتوقفاً عند محطات شائكة مثل قطع العلاقات مع قطر، وتغيير العلم والنشيد الوطنيين، وحلّ المجلس الدستوري، معتبراً أنها جاءت ضمن رؤية إصلاحية مؤسسية. كما تحدث عن الطفرة في البنى التحتية، مع تركيز على الطرق والمشاريع الاستراتيجية التي وصفها بـ”التحول النوعي”.

ولم تخلُ المقابلة من رسائل سياسية واضحة، حيث دعا الرجل إلى تجنّب منطق تصفية الحسابات الشخصية تحت غطاء الصلاحيات، وإلى إعادة النقاش العام إلى مربّعه الوطني الأوسع بعيداً عن الاصطفافات الضيقة والمزايدات الشعبوية. كما قدّم قراءة في انتخابات 2019، مؤكداً أن السلطة تقوم على الاستمرارية وتوزيع الأدوار لا القطيعة بين الأجيال.

بهذا الظهور بدا ولد حدمين حريصاً على إعادة تشكيل صورته أمام الرأي العام كرجل دولة خبر دهاليز السلطة، مدرك لحساسية التوقيت ودقة الخطاب، في عودة وصفها مراقبون بأنها تحمل أبعاداً أبعد من مجرد مقابلة إعلامية عابرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى