عاجل .. بيان: معرض نواكشوط للكتاب — “رفوف الصحراء”

الزمان أنفو _ لا غرابة أن تحتضن بلاد المليون شاعر معرضا دوليا للكتاب.
لكن الغرابة — كل الغرابة — أن تقام الاحتفالية بالكتاب في بلدٍ لا وزن فيه للكاتب!

اختار المنظمون شعارا بليغا حدّ الوجع: “رفوف الصحراء”. عنوان يشبهنا أكثر مما يمدحنا، لأننا فعلا نعيش فوق رفوف منسية في مكتبة غمرها الغبار.

معرض “رفوف الصحراء”…
رفوف تمتد بكتب تُعرض لتُصوّر، لا لتُقرأ.
ووجوهٌ تتحدث عن “الثقافة رافعة للتنمية”، بينما الثقافة نفسها تُحمل على الأكتاف في جنازةٍ صامتة.

أيّ معنى لمعرضٍ للكتاب في بلد نسي القراءة؟
وأي جدوى من مهرجان للمعرفة في زمنٍ أُقصي فيه العقل، وصودر فيه النقد، وتُوِّج فيه المديح؟

الكتاب لا يقاس بعدد الدور المشاركة،
بل بعدد العقول التي تشتعل شغفا بالمعرفة.
ولا تُقاس الأمة بما تُعرضه من كتب ومنشورات،
بل بما تجرؤ على التفكير فيه.

“رفوف الصحراء” ليست حدثا ثقافيا، بل مرآة عارية تعكس التناقض الموريتاني: بلد يملك ذاكرة هائلةً،
لكن لا مكان فيه للمثقف الحقيقي…
حيث الغلبة للساقطين، والمتملقين، وأدعياء الفكر.

ما يحتاجه الموريتانيون اليوم ليس معرضا للكتاب،
بل ثورة في التعليم والإعلام، ومصالحة مع العقل، وشجاعة في مواجهة الرداءة.
فمن دون ذلك، سنظل ننتظر مطر الثقافة من سماءٍ بلا غيم، ونبحث عن فكرٍ في بلدٍ يخاف أن يُفكر.

* عن صفحة: cheikh ahmed emine

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى