الكفاءة والوطنية والإخلاص.. أسس لبناء وطن قوي وعادل

الزمان أنفو (نواكشوط): إن الكفاءة، والوطنية، والإخلاص؛ أمور أساسية نريد ونتطلع إلى أن يُبنى وطننا الحبيب على أساسها.

فبلادنا تعاني منذ عقود أزمةً مزمنةً ومعقدة تعيق مسيرة البناء والعدالة، ألا وهي أزمة توريث الكراسي الوزارية والمناصب العليا بالتقادم. وهي أزمة مستفحلة جعلت بعض تلك الكراسي دُولةً بين فئة قليلة من المفسدين وأكلة المال العام، أو ممن تربطهم علاقات شخصية بالجهات المعنية بالتعيين. وهكذا يستمر، بكل أسف، مسلسل “توريث الكراسي” على حساب الكفاءات الوطنية المؤهلة.

ومع ذلك، لا يزال السواد الأعظم من أبناء الشعب يغضّ الطرف عن المطالبة بالمساواة والعدالة الاجتماعية في تولي المناصب وتسيير الشأن العام. كما تتجاهل السلطات المتعاقبة أحكامَ القانون التي تنص بوضوح على أن الموريتانيين جميعاً سواء أمام القانون، وأنه لا يمكن التمييز بينهم في تولي المناصب العليا وخدمة الوطن إلا على أساس الكفاءة والإخلاص، لا على أساس الجهة أو العرق أو اللغة.

فالقانون واضح في اشتراط الكفاءة والوطنية والإخلاص للشعب والوطن. ومع توقع تغييرات في بعض المناصب الحساسة خلال الأيام المقبلة، فإن المرحلة الحالية تتطلب شخصيات وطنية جديدة نظيفة الكف، بعيدة عن الفساد، مخلصة لوطنها، تمتلك القدرة على إدارة الملفات الكبرى الداخلية والخارجية بكفاءة ومسؤولية.

إن بناء الوطن بناءً قوياً لا يمكن أن يتحقق بإعادة تدوير نفس الأسماء والوجوه التي تورطت في الفساد، ولا بتوزيع المناصب وفق الولاءات الضيقة، بل بتكليف الأكفاء من أبناء هذا الوطن الشرفاء.

فالبلد بحاجة ماسّة إلى جميع أبنائه المخلصين، وإلى طاقاته وكفاءاته المعطلة بفعل التهميش والإقصاء. كما يحتاج إلى العقول الشبابية الطموحة التي يعوَّل عليها في النهوض بموريتانيا نحو مستقبل أفضل.

فالوطن لا يُحمى إلا بالمخلصين، ولا يُبنى إلا بالكفاءات، ولا يستقر إلا بالعدل والمساواة بين جميع أبنائه.

✍️ بقلم الصحفي: الشيخ باي ولد محمد الأمين
📅 22 أكتوبر 2025


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى