نعم ، لقد صَدَّقتُ ! / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _ بعد ما قرر الرئيس غزواني الحديث بأعلى درجات الجراءة و الصراحة عن كل المسكوت عنه ؛ مؤكدا هنا و نافيا هناك و موضحا في كل الأحوال ، بلا تحفظ و لا تلكؤ ، متسائلا و مجيبا على أسئلة الجميع ،
أصبح الآن من الواضح أن الرئيس :
ـ غير راض عن أداء حكومته ..
ـ غير واثق من وفاء بعض مقربيه ..
ـ غير غافل (لا إهمالا و لا نسيانا) ، عن ما يدور في الساحة من تفاصيل ؛ على رأسها ما تصنعه كل ماكينة دعاية تَفضحُ طموحَ كل أصدقائه اللُدُد (…)
ما يمكن أن نفهمه الآن أو نستنتجه من وحي هذه الزيارة التي لا تتحدث عن حقيقتها غير التقليدية ، هو أن الرئيس اتخذ قرارا (لم يتكلم عنه بعد) ، بأخذ الأمور بيده (بعد فشل سياسة منح الحكومة كامل حرية التصرف ، كل في مجاله) ..
# إذا صح هذا التوقع ، سيكون حضور الرئيس في الفترة القادمة ، بارزا و ضاغطا ، بعد تعديل وزاري أكثر إقناعًا لجمهور يتمسك باستحالة محاربة الفساد بالمفسدين !!
# و إذا تناولنا هذه الزيارة من زاوية طبع الرئيس و سلوكه و منهجيته التي أعتقد أنه خرج عنها بالتعبير عنها لأول مرة بمثل هذا الوضوح ، لا بد أن نتأكد أن أمورًا كثيرة ستتغير !!
يسألني الكثيرون بتندر و استغراب لا يخلو من تهكم ، بعد مقالي الماضي ، “يبدو أنك صدقتَ !؟” ، مُحيلينَ إلى عقود من الدعاية الكاذبة ، يصعبُ الدفاع عنها ..
و لأنه من كامل حقهم و واجبهم ،
و لأن ليس من عادتي أن أتهرب من مسؤوليتي ، حتى لو كنت غير ملزم بتبرير تصديقي ،
أقول لهم (و كلنا يصيب و يخطئ) ، نعم ، لقد صدقتُ..



