قصة دواءٍ كُتِب لصاحبه بعد رحيل آخر… “العافية أمونكه

.
الزمان أنفو (نواكشوط): في شهادة مؤثرة يروي أحمد خطري قصة حقيقية عايش تفاصيلها مع صديقه، قصة تُظهر وجهاً خفيّاً من أوجه القدر ولطفه، شبيهة بمشاهد سورة الكهف وما كشفه الخضر لموسى عليهما السلام من حكمٍ لا تدركها العيون لأول وهلة.
تبدأ الحكاية برجل أُصيب بمرض نادر لا علاج له في موريتانيا، فسعى أهله في كل اتجاه حتى تمكنوا من جلب دواء نادر من الخارج. لكنه —وفي اليوم نفسه الذي وصل فيه الدواء— أسلم الروح، وكأن القدر أغلق الصفحة.
بعد أيام، يُصاب صديق أحمد خطري بالمرض نفسه، دون وجود علاج له. لكن الدواء الذي وصل متأخراً على صاحبه الأول، كان في الحقيقة “كنزاً مدفوناً” محفوظاً لمن كُتب له أن يعيش. استُخدمت العلبة لصديق الراوي، وبدأت حالته تتحسن بشكل سريع، وكأن الحياة تعود إليه من جديد.
يقرأ الراوي تفاصيل القصة على ضوء مشاهد سورة الكهف:
- مثل السفينة: دواء بدا أنه ضاع… لكنه كان نجاة.
- مثل الغلام: موت الرجل الأول كان قدراً محتوماً وراءه رحمة لا تُرى.
- مثل الجدار: الدواء كان رزقاً مخبوءاً، ينتقل في النهاية لمن كتب الله له الحياة.
وهكذا تتجلى “العافية أمونكه”: ليست شفاءً فقط، بل لطف خفي، ورزق يُساق إلى صاحبه دون طلب، وبلاء يُصرف قبل أن يُرى. العافية أن يُمسكك الله بيده، وأن يهيئ لك ما ينفعك ولو جاء متأخراً، وأن يبعد عنك ما يضرك ولو بدا في ظاهره خيراً.
اللهم ارحم من رحل وقد كُمل أجله، واشفِ من مُنحت له أيام جديدة، واجعل العافية ظلاً يرافق أهل موريتانيا… فهي أعظم النعم وبها تستقيم الحياة.
