منظمة العافية أمونكه تحذّر من تمدّد صناعة التفاهة وتطرح خطة وطنية لبناء محتوى هادف

الزمان أنفو (نواكشوط): حذّر رئيس منظمة العافية أمونكه، أحمد خطري، في ورقة فكرية جديدة نُشرت في نوفمبر 2025، من ما وصفه بـ”تحوّل حضاري خطير يعيد تشكيل علاقتنا بالمعنى والقيمة والجدية”، مؤكّدًا أن التفاهة لم تعد مجرّد ظاهرة اجتماعية عابرة، بل أصبحت “صناعة عالمية” تقوم على الإنتاج والتسويق والتمويل، وتفرض حضورها عبر الخوارزميات والمنصّات.
وأكد خطري أن العالم يعيش اليوم عصرًا تتقلّص فيه الفكرة إلى صورة، والوعي إلى تعليق، والنجاح إلى عدد مشاهدات، في ظل هيمنة “اقتصاد الانتباه” وغياب المشروع الحضاري، وتراجع القدوات الجادة لصالح أصوات عالية بلا مضمون.
وفي السياق الموريتاني، اعتبر المتحدث أن الفضاء الرقمي الوطني تحوّل في العديد من الأحيان إلى مجال لتضخيم الذات وصناعة خصومات وهمية، وخلق أبطال افتراضيين “عاجزين في الواقع عن الإنتاج والبناء”، مشيرًا إلى تفشي أدوار وهمية من قبيل: المحلل السياسي، والخبير الاجتماعي، والفقيه، والناطق باسم الشعب والقبيلة والشريحة.
خطة عملية لمواجهة الظاهرة
وقدّمت منظمة العافية أمونكه جملة من المقترحات العملية للحدّ من صناعة التفاهة وبناء اقتصاد وطني للمعرفة، من أبرزها:
- إنتاج محتوى تنافسي وجذّاب قادر على كسب معركة الانتباه.
- تمويل الجودة عبر اشتراكات رمزية ورعايات وصناديق وطنية لدعم المعرفة.
- إعادة الاعتبار للقدوات الوطنية من علماء ومصلحين ومفكرين عبر محتوى احترافي.
- تعزيز التفكير النقدي وفهم الخوارزميات لتفكيك آليات التفاهة.
- إطلاق منصّة مسابقات وطنية يومية بواقع 100 سؤال في الثقافة والدين والتاريخ والأخلاق.
- تنظيم مسابقات لصنّاع المحتوى الهادف مع جوائز معتبرة وتغطية إعلامية واسعة.
- مبادرات وطنية جديدة مثل منصة “مضمار” للمعرفة السريعة، ومدرسة المؤثرين الجادين، ومرصد وطني للتفاهة الرقمية، وحملة “ساعة بلا شاشة”، و”صندوق المعنى” لتمويل الإنتاج التثقيفي.
وختم ولد خطري بالتأكيد أن المنظمة لا تقف ضد الترفيه أو الخفّة الجميلة، بل ضد “عولمة الفراغ” التي تُحوّل الإنسان إلى مستهلك وبطل افتراضي عاجز عن الإنجاز الحقيقي، معتبرًا أن “عودة القيمة والمعنى كفيلة بإضعاف التفاهة دون صراع”.



