متى تنتهي هذه السخافة المخجلة !؟ / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو: علينا اليوم أن نحتفل مرتين بالثامن و العشرين من نوفمبر :
ـ مرة لأنه عيد استقلالنا المجيد ..
ـ و مرة لأنه يفضح أعداء الوطن الحقيقيين و يكشف خيانتهم ..
# أي هدية من السماء ، يمكن أن ننتظرها اليوم ، أكبر من عدم تلطيخ عيد استقلالنا باشتراكه مع بيرام و غامو و منت الشيخ و تيام صامبا و عصابة البولو ـ توكولير السنيغالية !؟
من حق افلام و إيرا و الرگ و بقية أعداء الوطن أن يعتبروا أي فرحة لنا مأتما لهم ، لكن ليس من حقهم أن يفعلوها على أرضنا ..
يجب عدم ترخيص مسيرة افلام و إيرا و الرگ (في 28 ) ، التي بدؤوا توزيع منشور الإعلان عنها ..
ينبغي التصدي لها بكل ما تستحق من خشونة و رعونة و احتقار ..
يجب تسجيل كل من يحضرونها و تقديمهم للعدالة ، بتهمة إعلان العداء للوطن و تحدي مشاعر شعب ضحَّى بنهر من دماء أبنائه من أجل استقلال ، ليس من بينهم من يستطيع أن يذكر اسم أب أو جد أو خال أو عم ، شارك فيه بغير نميمة تكشف عرين مقاوم أو نسبة إلى أحد “رماة” تياروي قبل أن ينالوا جزاء سنمار !؟
من حقهم أن لا يفرحوا بعيد استقلال وطن ، لا يُدركون ما عانى أهله من صعاب من أجل نيله ..
من حقهم أن يحتقروا شعبا ضحى بدمائه و أمواله ليقاسمهم العيش بكرامة لم يدفعوا ثمنها ، بلا منٍّ و لا تذكير بمن كانوا في معركة استقلاله ..
محاكمتهم للثامن و العشرين (المولود سنة 60) بأحداث 87 ، لا تختلف في شيء عن محاكمتهم للبيظان بأحداث صراع عسكري اجتاح كل بلدان المنطقة ، كان كل منتصر فيه بطلا قوميا و كل من فشل خائنا ، لا تُنجيه أي معجزة من حبل المشنقة ، لم ينالوا فيه غير ما ناله غيرهم ، رغم اختلاف الدوافع و نبل الأسباب ..
ما ناله انقلابيو 87 هو بالضبط ما كانوا ينوون القيام به في حق من فشلوا في إسقاطهم ..
و ما جاء في اعترافاتهم المسجلة لدى دوائر التحقيق ، كان أبشع و أعمَّ مما يمكن أن يصدقه حتى أي حاقد مثلهم ..
الصوتيات الأخيرة لبيرام و رحلاته الخارجية المكوكية لإيهامنا أن الدول الأوروبية تساعده ، بجلوسه بين بيض أحطّ منه ، لا يعرفهم أي أحد في أوروبا ، بلغوا من التفاهة و الانحطاط حد وصف المجنونة منت الشيخ بالمناضلة العظيمة ، يحتاج إلى من يفهمه :
ـ لقد بدأ بيرام يفهم أن أي معجزة لا يمكن أن توصله للحكم في موريتانيا ؛ لا بالديمقراطية و لا بالقوة و لا بالصراخ و لا بالحيَّل و لا بالتظاهر و لا بجوائز المنظمات الصهيونية الوهمية ..
هذا الوعي المهم ، جعله في سباق مع الزمن لإشعال الحرائق على كل الجبهات ، لإيهام المتبرعين له في أوروبا و أمريكا قبل أن يصلهم الخبر ، بأنه بدأ المُنازلة مع النظام في البلد و في انتظار سيل مساعداتهم لانتزاع الحكم من البيظان ..
# كان على بيرام أن يفهم أن بين نسبة 22 ٪ و 56 ٪ يوجد مرشح ثاني و ثالث و خامس لم يظهروا ..
# كان عليه أن يفهم أن الديمقراطية التي يتظاهر بالاعتماد على منطقها ، رغم جهله للتاريخ الدموي لسادتها ، لا مكان في انتخاباتها لغير اثنين : ناجح و فاشل و بيرام هو فاشلها للمرة العاشرة في موريتانيا ..
# لقد انزلق بيرام حين أصبح لعبة في أيادي جماعة افلام المُعلِنة لعدائها للبيظان ، التي كانت تعتقد أن موريتانيا تقال لـروصو و نواكشوط .
و حين فهموا أنهم كانوا ضحية جهلهم لحقيقة البلد ، أصبحوا يبحثون عن كبش فداء للانتقام (من حماقتهم) ، فباع لهم بيرام قضية الحراطين و لم يعد يعرف كيف ينجو من حبل مشنقة ديونه للبولو توكولير و للحراطين معا ..
يعرف الأمن الموريتاني جيدا كيف ينهي هذه اللعبة في 24 ساعة بألف طريقة ، لكن القرار السياسي ما زال يكبله ، متغافلا عن ما يسببه توسع هذا الحراك السرطاني العبثي من إساءات إلى البلد و من تشويه لسمعته و من إرباكٍ لتنميته ..
كل ما نقوله للسلطات اليوم هو أن السيل طفح و تجاوز الزبى منذ وقت طويل :
ـ كفى صبرا ..
ـ كفى تسامحا ..
ـ كفى تعنتا ..
ـ كفى تنمرا ..
لدى بلدنا من المشاكل ما يكفيه محليا و إقليميًا و دوليا ؛ فمن يكون السخيف بيرام ليحتل كل هذه المكانة من اهتمامنا !؟
*متى تنتهي هذه السخافة المخجلة* !؟


