حول جنون التجار المحتجين ضد وزير الشؤون الإسلامية

المطالع للفبركات الإعلامية  التي عودتنا عليها للأسف بعض المواقع التي تستبيح أعراض الناس سواءا كانوا مسؤولين أو مواطنين بسطاء لتصنع منها ، لا بد أنه فوجئ  بالعنوان العريض المتعلق بمزاعم تورط وزير الشؤون الاسلامية  في فضيحة تحايل واتجار بالعملات .

والمدقق في رواية التاجر عبد الله ولد الشيخ  سيدي  ولجوئه إلى خدمات مواقع معروفة بعدائها للسيد الوزير لأسباب تتعلق باختلاف النظرة الإيديولوجية والسياسية، لابد أن يستنتج الأمور التالية:

–  إن صحت رواية هذا التاجر فان الأمر لايتجاوز كونه سدد دينا كان مطالبا به من طرف السيد الوزير أو سلمه أمانة كانت مودعة لديه  وانصرف عنه دون أن تحدث مشكلة بينهما ،ثم وسوس له الشيطان بعد ذلك أن يختلق ضجة إعلامية دعائية عن طريق زملائه في السوق والإعلام  ليصرف مدينيه الآخرين عن مطالبته بالوفاء بحقوقهم .

– تبرز وقائع الفبركة أن لا  صلة تربط أيا من التجار المدعين بأخذ أموالهم بالسيد الوزير فكيف يعقل شرعا وعرفا أن يطالبوه بما لم يأخذ منهم ؟ ولماذا لايستوفون حقوقهم المزعومة ممن يعترف بأنه أخذها منهم ؟

– يفهم من رواية التاجر أنه يفتي نفسه بمشروعية مماطلة الوزير والتفريط في أمانته وهو قادر على تدبيرها.

– أن المسؤول لايمكن أن يستوفي حقوقه من الأشخاص العاديين وإلا وقع ضحية  الابتزاز الدعائي عبر الإعلام والتظاهر الأعمى، وكأن واقع الحال يقول له : ، فما هذا المنطق ؟ ، وهل يجوز أن نتلاعب بثقة المسؤولين وأن نرهبهم بالموضة التي يبدو أنها أصبحت أسلوبا لتصفية الحساب مع من لا يعول إلا على رصيده العلمي وانجازاته الشاهدة .

لكن هذه الفبركة لم تأت من فراغ، وإنما حلقة ضمن مسلسل هادف لتشويه صورة الوزير نظرا لجملة أسباب يعرفها القائمون عليها، منها على وجه الخصوص ، أنه ينفذ برنامجا طموحا لخدمة الإسلام الوسطي البعيد عن التطرف والغلو،و أن أعداءه لا يستطيعون المزايدة عليه من الناحية العلمية ومن حيث الانجازات الفعلية المنفذة من طرف القطاع خلال  هذه الفترة  ، لذلك تراهم  يفتعلون الفضائح الوهمية للنيل من منزلته السامقة ، كما أن حماة الدعاية السياسية لاتقف عند حد ، بل إن كل وسيلة للنيل من الخصم الحقيقي والمزعوم مشروعة عند المتاجرين بأعراض الناس وشرفهم في سوق النخاسة الدعائية.

–       ويبقى أن من أراد أن يتخلص من واجب أداء الأمانة والوفاء بدينه فما عليه سوى أن يتقن لعبة الهروب إلى الأمام ،مؤكدا بذلك صحة المقولة الدارجة

–        

–         عبد الله ولد أحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى