ولد الشيخ ماءالعينين يتهم باحثين بسرقة مجهوده الفكري (نص البيان)

altبسم الله الرحمن الرحيم بيان الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وبعد فإني لاحظت –منذ مدة- أن بعض الباحثين أو المتشبهين بهم ينقل فقرات وأحيانا صفحات من كتابي “الشيخ ماء العينين، علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأروبي” دون عزوها للكتاب، وهذا تصرف يتنافى مع الأمانة العلمية والنزاهة الفكرية، ويدل على الجبن والخور في الفكر.

 وقد ذم الله سبحانه وتعالى اليهود لتحريفهم الكلم عن مواضعه، قال تعالى: من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه. كما ذمهم في كتمان الحق، قال الله تعالى: يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون. والمرء مسؤول عما تفعله جوارحه قال تعالى: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا. معناه لا تقف لا تقل، فيسأل الفؤاد عما افتكر واعتقد، والسمع والبصر عما رأى من ذلك أو سمع، كما قال ابن عباس. وكانت الأمانة العلمية من أشد الأمور التي يحرص عليها العلماء قال سفيان الثوري: إن نسبة الفائدة إلى مفيدها من الصدق في العلم وشكره، وإن السكوت عنه من الكذب في العلم وكفره. جاء في مجلة البحوث الإسلامية ما نصه: “إن كتب العلماء ومؤلفاتهم حمى، وعملهم حق محفوظ لهم، فليس لأحد أن يعتدي على هذا الحق، أو يصادره لنفسه، أو يعتسف في استغلاله، وإن الأمانة العلمية –وهي جزء من الأمانة الواجبة- تقتضي رد الحق إلى أهله، والاعتراف للفاضل بفضله، ونسبة العمل إلى عامله، وفي الحديث الذي أخرجه الطبراني: تناصحوا في العلم فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله، وإن الله سائلكم يوم القيامة. وهذا الحديث أساس من الأسس الهامة للبحث العلمي، وهو يعتبر أن نقل الأفكار وعدم نسبتها إلى صاحبها خيانة، وتعتبر أشد من سرقة المال، فنتاج العقل له حرمة يجب أن تصان ومن أمانة العلم أن يقول العالم لا أعلم”. وتقتضي مني النصيحة الدينية أن أنبه إلى أن أحد العلماء قد دعا على مؤلف سرق من كتبه ولم ينسبها له كما جرى لأبي حامد الإسفرائيني عندما قيل له: إن المحاملي صنف كتبه المقنع والمجرد وغيرهما من تعليق أستاذه أبي حامد، فلما وقف عليها أبو حامد قال: بتر كتبي بتر الله عمره، فنفذت فيه دعوة أبي حامد وما عاش إلا يسيرا ومات. ذكر ذلك ابن السبكي في الجزء الرابع من طبقاته ص49. وأنا لا أحب أن أدعو على أحد سرق من كتابي لكن أدعو الله أن يرزقه الشجاعة لقول الحق وعزوه إلى قائله. وفي القديم لم تسلم مؤلفات العلماء من سطو وإغارة المتطفلين على موائد أهل العلم والبحث. فهذا السيوطي يؤلف كتابا سماه: الفارق بين المصنف والسارق، وقد ذكر فيه أمثلة من الانتحال والسرقة من كتب الغير. ومن الغريب أني في مرات عديدة أكون في بعض الندوات وأسمع من بعض قراصنة الثقافة محاضرة عن المقاومة جلها مأخوذ بالحرف من كتابي، ويبلغ من صفاقة الوجه أنه يحرفها وليته أوردها كما جاءت في الكتاب. وفي الختام فلن أتسامح مع أي أحد أخذ شيئا من كتابي ولم ينسبه إليه، فسأرفع عليه دعوى حتى يفتضح أمره. انواكشوط 20 إبريل 2014 الطالب اخيار ولد مامينا ولد الشيخ ماء العينين مؤلف كتاب “الشيخ ماء العينين، علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأروبي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى