متى يتثلج ماء هوان المعارضة؟ / سيدي علي بلعمش

خاص ـ الزمان ـ  رئيس عصابة بازيب يتهجم عليها و يصفها ب”ثلة من المجرمين”

ـ الفنان باب ولد النانه  يتبرأ منها و يقول إن من يدعون أنه أصبح من المعارضة يشون به و يسيئون إليه..

ـ محمدو ولد الشيخ حماه الله  يقول إنه يئس من الحصول من النظام على معاملة تليق به لكن المعارضة لا تناسب مقامه، كأنما يحاول هذه المرة أن يتقرب إلى ولد عبد العزيز بالإساءة إلى معارضة ليس فيها خائن لا يسيء إلى مقامه أن ينتسب إليها شيخ يتبجح بالتزلف و يتخبط في عبارات التطفل و النفاق..

ـ  المهرج بنه ولد الشنوف يقول “لا حوار بعد الآن مع المعارضين” و يتضرع إلى الله أن يجعله “عزيزا” عند المسؤولين الإداريين والمنتخبين، حتى يقضى منهم جميع حاجاته وهم راضون بذلك.

فمتى يتثلج ماء هوان المعارضة؟ حقا،”لقد هزلت حتى بدا من هزالها … كلاها وحتى سامها كل مفلس

ـ لم يعد في هذا البلد قانون يٌحترم : (رئيس العصابة يجهل المسؤولية القانونية للتجريم الجزافي) ..

ـ لم يعد في هذا البلد أي اعتبار للأخلاق ، فنان متسكع يتطاول على أعلى قاماته في مزحة سخيفة على شاشة قناة متطفلة ، تعتبر الخيانة وجهة نظر و الكذب وجهة نظر، و النفاق وجهة نظر ..

ـ لم يعد في هذا البلد من يفهم أن الموريتانيين إذا لم يقبَل بعضهم البعض كما قال أحد الفرنسيين (Les maures s’acceptent) ، ستزاح مليون ستارة عن مليون أبهة كاذبة .. عن مليون جريمة نائمة .. عن مليون مقام زائف ..

ـ لم يعد في هذا البلد من يفرق بين محمد الماغوط و بنه ولد الشنوف .. بين الفن و التهريج .. بين علم إبليس و زهد و تقى عمر بن عبد العزيز .. كان باستطاعة ولد حماه الله أن يتزلف لولد عبد العزيز من دون التشهير بمقام معارضة أنبل ألف مرة من مقامه المزيف.. 

على المعارضة اليوم أن تغير كيمياء الصراع :

لقد اختار ولد عبد العزيز أن يكون عدوا لا خصما بهذا التصريح الساقط المتجني على شعب كامل.. على نخبته .. على كل من لا يؤيد جرائمه المشهودة :

(صناديق كومبا با ، اعترافات العميل المالي حامد عمر ، تصريحات “مامير” ، كذبة “أطويله” (أو شقة لكصر)،  تصويبات “نيكولا بو” ، سخافات قصة بيت “رمله” ،  كوميسيوهات (العراقي)عثمان علوي، تسجيلات فضائح آكرا ، صفقات السنوسي و الصحراوي : المخدرات ، التهريب، الرشوة، غسيل الأموال، الصفقات المشبوهة، العمولات الدنيئة …)

 يقال إن مأساة الكذاب ليست في أن لا أحد يصدقه و إنما أيضا في أنه هو لا يصدق أي أحد و هذه بالضبط هي مشكلة ولد عبد العزيز ، فهو لا يصدق أن من بيننا من يسلم من الإجرام لأنه يتمرغ فيه منذ نعومة أظافره هو وكل عصابته التي تختطف هذا البلد الشقي.. كيف يصدق من هذا دأبه أن يكون في الوجود غير المجرمين؟

إن احتقار ولد عبد العزيز للشعب الموريتاني (و هو يحتقر الأغلبية أكثر من المعارضة و أغلبيته تحتقره أكثر من المعارضة ) لا يعبر عن حالة سلوك جديدة على البشر، فقد قال المتنبي :

أُصَادِقُ نَفسَ المرْءِ من قبلِ جسمِهِ     وَأعْرِفُهَا في فِعْلِهِ وَالتّكَلّمِ

ممهدا لهذا البيت الرائع الذي يحتاجه كل من يعادي ولد عبد العزيز،ببيتين يحتاجهما كل من يصادقونه :

إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُهُ   وَصَدَقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُّمِ

وَعَادَى مُحِبّيهِ بقَوْلِ عُداتِهِ     وَأصْبَحَ في لَيلٍ منَ الشّكّ مُظلِمِ

إن عربدة ولد عبد العزيز و محسن ولد الحاج سلوك يرتبط بجهلهما للقانون و ازدرائهما بالأخلاق و احتقارهما للمجتمع ..  و وصولهما للحكم إنذار حقيقي للمجتمع ينم عن انحراف سفينته و يهدد بقرب نهايته ..

يريد محسن ولد الحاج و محمد ولد عبد العزيز أن يثبتا أن جميع المجتمع حقير مثلهما و مجرم مثلهما و مرتزق مثلهما و ذليل مثلهما و مستعد مثلهما لبيع موريتانيا بأقل ثمن.. و هذا هو الشأن الرفيع الذي يسيل له لعاب باب ولد النانه و يناسب مقام ولد حماه الله  و له يتضرع المهرج بنه ولد الشنوف إلى الله أن يجعله “عزيزا” عند المسؤولين الإداريين والمنتخبين، حتى يقضى منهم جميع حاجاته وهم راضون بذلك.

و لا شك أن هذه كوكبة مهيبة من نخبة زمن ولد عبد العزيز و نخوة زمن ولد عبد الغزيز و نقمة زمن ولد عبد العزيز و نعمة زمن ولد عبد العزيز و عيونه و كوبنيه و كيفته.. لو كان الفنان باب ولد النانه يفهم و يعني ما قاله لكان اليوم أهم شخصية فكرية في البلد..

لو كان ولد حماه الله يفهم و يعني و يعي البعد القريب لما قاله، لفهم أن مكان مقامه العالي المناسب هو بالضبط بين الفنان الكبير باب و المهرج العظيم بنه ولد الشنوف.. لو كان المهرج بنه يعي و يعني ما قاله لكان اليوم على رأس رواد الكوميديا السوداء في العالم..

لو كان شعبنا ـ المغضوب عليه حتما من الله ـ يبحث عن دليل لقرب نهايته لكان يكفيه أن يتمعن لحظة واحدة في وجوه من أصبحوا يحتلون واجهة الأمر و النهي و الرأي فيه : محسن ولد الحاج، قناة شنقيط، محمد ولد عبد العزيز، بنه ولد الشنوف، برام ولد اعبيد، نقابة الصحافة الموريتانية، اتحاد الأدباء، صار إبراهيما ، باب ولد النانه، محمدو ولد الشيخ حماه الله، دافا، رابطة ولد ازوين لتكوين الصحافة على مهارات الارتزاق، جميلة بنت الشدو (ضيفة شرف حلقة اليوم التي سنقدمها لكم في مناسبات قادمة)،  العربي ولد الجدين، آمنة بنت المختار، مبادرة الدده سالم ، مبادرة نائب و أطر شنقيط (و تحتل مدينة شنقيط العظيمة تاريخا حافلا في هذا المجال ، حيث رشح منها الفرنسيون رازاك و فاز على ولد حرمه و رشحوا ولد داداه منها و فاز و يرشح نائبها (المرشح بنفس الطريقة) و أطرها البلاستيكية اليوم محمد ولد عبد العزيز و يهددون بمقاضاته و القفز من “آفاركو” إذا لم يترشح لمأمورية ثانية و ثالثة (ستكون حتما على رأس برنامج جلستهم القادمة) .. حين يدقق الشعب الموريتاني في هذا المشهد، سيتأكد حتما من قرب نهايته و سيتأكد أكثر أنه مغضوب عليه من الله و سيتأكد أكثر و أكثر ـ بعد فوات الأوان ـ أنه تجاوز كل الخطوط الحمر في الاتجاه القاتل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى