أطار نحو الانحدار….محصلة تراكمية أم لأسباب محددة؟َ!

altأطار يهمني كثيرا ولا أجامل في شأنه أبدا، رغم كراهيتي مبدئيا للمجاملة بمعنى التوارى عن قول الحق لأسباب ما، ولا أعني المجاملة بالمعنى الأخلاقي، الذي معناه عدم القسوة في الكلام والحرص على عدم المواجهة والإثارة عبر عبارة أو عبارات جارحة.

 أطار مسقط رأسي، ولدت فيه وترعرعت وتزوجت زواجي الأول، وأنجبت لله الحمد، وهو يعني الكثير بالنسبة لي، على غرار كل حبة رمل من آدرار بصورة أوسع وبلدي الجمهورية الإسلامية الموريتانية بصورة أشمل.

وأطار هذا منذ وقت أصبح يسير القهقرى، أخلاقيا بوجه خاص، وتنمويا بوجه عام، خصوصا أن الدول والمجتمعات تعاقب المدن والولايات أحرى العشائر والأسر، لأسباب سياسية عامة، لا يفترض أخلاقيا أن تؤثر سلبا بهذا المستوى الواسع الفج، “فلا تزر وازرة وزر أخرى”، لكن الناس في مسيرهم السياسي المتعثر المتلبس بالقبلية والجهوية المفرطة يفعلون ذلك عن قصد وسبق إصرار أحيانا، وتتوجه الأمور إيجابيا أو تدريجيا نحو الانفراج، بمجرد حلول شخص أو أشخاص مؤثرين من تلك العشيرة أو المدينة أو الولاية في مناصب ذات بال، فيحسب للجهة المحاصرة حساب أفضل، بمجرد التعيين والحلول في مواقع مؤثرة، وبشكل تلقائي سريعا أحيانا، سبحان الله!.

أطار دفع ثمن سقوط معاوية وكونه –أي أطار- مصدر عدد معتبر مؤثر من رجال الأعمال، وعندما تراجعت السياحة -رغم محدودية مردوديتها التنموية-، تراجع أيضا أطار، وآدرار عموما من وجه ثالث أو قطب ثالث!!!.

فكيف حصل هذا كله، موضوع معاوية لن يأخذ الكثير من الوقت، فهو بديهي لا يحتاج في تصوري الخاص إلى شرح كثير.

فمعاوية ولد في أطار، وهو أطاري بامتياز، ومن الأبوين، ورغم أنه ارتبط بلبنانية أخوالها موريتانيون بامتياز أيضا، إلا أنه أنجب أولاده الأخيرين، من أطارية، من قرية “ترون”، خمس كيلومتر من مدينة أطار.

معاوية هذا استغل أطار وخدم أطار، في آن واحد، وتحالف مع “التيفاي” الأنانيين غالبا من أجل دك حصن المشيخة التقليدية، خصوصا من أهله، مع الإبقاء على رمز الإمارة (طبعا أعني إمارة آدرار ما قبل الاستقلال)، وتركها غالبا أي هذه الإمارة كالمعلقة، فلا هو دعمها بشكل واسع، ولا هو حاربها بشكل مباشر، مثل ما فعل ضد رمز “أسماسيد” احمد ولد سيدي بابه وحلفائه من التجار أهل نويكظ، الذين دفعوا الثمن نسبيا جراء تحالفهم مع أحمد ولد سيدي بابه، والذي أطيح به من الواجهة وإلى اليوم، هو وأبناء عمومته المباشرين، خصوصا من “أولاد القلاوي وأولاد بوسحاق”، لصالح حلف آخر تزعمه أهل عمار، وموله ودعمه أهل عبد الله، وساروا على النهج المناوئ للقيادة التقليدية للأسرة المذكورة آنفا، وساعد في التوجه، شخصية أحمد ولد سيدي بابه القريبة من طابع الانغلاق مع ضعف الوسائل المادية المتاحة لديه شخصيا، رغم دماثة أخلاقه غالبا وثقافته العالية ونسبه العريق المتميز، بالمقاييس والمعايير المحلية الضيقة!!!.

ونجحت اللعبة قديما عن طريق الفقيه العابد، المتعالي –على رأي البعض- سيدي محمد ولد عمار، المستغل لنظام ابن بنت عمهم زينب بنت عمار الصالحة الولية، والدة معاوية، ونجحت المؤامرة الثانية على التاريخ، عبر ترشيح المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية  في صورة مرشح مستقل المحامي سيدي محمد ولد محم، الذي لم يشتهر وقتها إلا بوقفته المشهورة المشهودة لصالح “فرسان التغيير”، أصحاب الملف الانقلابي المتعثر المثير.

واكتمل المشوار في عهد عزيز، حين وقفت المجموعة كلها، حتى أهل نويكظ إلى جانب عزيز بعد ملف2009 وسجنهم وإخراجهم في صورة مذلة إلى القصر، مكرهين على القبول بهذا المسار المهين المشين المؤلم، وإلا سحقوا ماليا، وهم سيسحقون على كل حال، مهما قدموا من قرابين-حسب توقع البعض-، وسيظل يذكر التاريخ وضاعتها وخستها، أي تلك الطريقة من الاستسلام.

فلا مكسب مادي، يبرر بيع الكرامة والتغاضي عن الأهل والرحم والأصدقاء وقيم الشرف والاحترام المتبادل، مقابل الخوف والإذعان لنظام الحارس السابق عزيز، الذي عرف باللؤم وعدم الاعتراف بالجميل، لمن يصنعه له راغبين، لا مكرهين، إلا تحت دعوى إكرام المصاهرة والصلات التقليدية المعروفة بين الناس، وما هذا بمقام تبيينها والوقوف على بعضها لا كلها، لكن لا بأس بالقول إن هذا لا يفسد ولا يمكن أن يفسد صلات الأسر بالمعنى الواسع، “فلا تزر وازرة وزر أخرى”، مهما علا منسوب الخسائر والآلام المعنوية والمادية، فالأمر محدود معروف المجال، وإن ظلت مجموعتنا في أغلبها، رسالتها السلام والمسالمة والدفاع عن حياض الحرمات والشرف مهما كلف ذلك، ومن استسلم خائفا خانعا بأي مبرر أو  مسوغ غير مقنع وغير مريح إطلاقا، فذلك مذهبه المثير، الذي أختاره.

أما السواد الأعظم حتى من أولاد مومن وأولاد بوعبد الله، المنتسب لهم تباعا، اشريف ولد عبد الله ومعاوية ولد الطايع، فأغلبهم لا يرتاحون لهذا الأسلوب من الاستسلام والتزلف والنفاق والمعية للنظام القائم وقائده المستبد عزيز، مقابل بعض حطام الدنيا الزائل الزائف المتجاوز، ويبقى التاريخ من بعد هذا كله،  حصادا مرا أو حلوا، أو وسطا، حسب التجارب الإنسانية والمواقف المتراوحة طبعا، بين الجبن والتماسك، وبين الوسطية والجفاء والخوف الزائد من المخلوق، مقابل التساهل في حق الرحم والوطن، وخصوصا الوطن الأول، مسقط الرأس والربع الغالي أطار العريق، المهمل في الوقت الراهن، عن قصد وسبق إصرار واضح مكشوف.

وأقول للمدعين بأن آدرار قربت من خلال تعيين شخص على رأس حزب حاكم متعثر، أن واقع الأطاريين والآدراريين عموما هو واقع الحصار والحرمان فحسب، مهما تحالف رأس النظام مع بعض التجار والأطر لصالحهم الضيق، أو للحصول على مشاريع ومزايا محدودة النفع أو تكاد تكون عديمة النفع للمجتمع الأطاري والولاية، ولا يعد الأمر إلا ذر للرماد في العيون فحسب!.

أطار تشكو رجال أعمال فاشلين يبذلون كل جهد لحماية مصالحهم الضيقة على حساب مصالح الجميع، وخصوصا المدينة التي انبثقوا منها ولعبوا على أديمها وهم صبية وأكلوا من جناها وهم جياع أحيانا، وشربوا من مائها الحلو العذب الزلال، وهم عطشى حينا، وتنفسوا صعداءها وجوها المنعش الصافي، الملهم –ضمن  بيئة صخرية جبلية صلبة-، أجل الملهم للقوة وصنوف الصبر.

لكن سبحان الله كان صبرهم على الكيد الماكر المتنوع، لزيادة مصالحهم الخاصة الأنانية، وليس خدمة للصالح العام للمدينة، أو للولاية على الأقل.

رجال أعمال أظهروا قدرا من الاستخفاف بأطار وأهله، وخاصيتهم من أهله، لم يصل إليه عبر تاريخ المدينة أي تاجر أو فاجر قط.

فتحول الناس إلى موائد محمد ولد نويكظ، متحولين إلى متسولين فحسب، مع الرفض غالبا  إلا من فتات محدود يسبقه الإزعاج والتلكؤ ويتبعه حينا المن والأذى المستمر، دون ملل، وصنوف النظرات والتصرفات المثيرة.

حتى ما قدر بعض هؤلاء على أن يفعلوا نزرا يسيرا، مما فعل بوعماتو في نواكشوط وموريتانيا.

هذا الرجل المذكور –محمد ولد بوعماتو-الذي جمع ماله غالبا، -أي في أكثر حالاته- من الحرام وصريح الربا الفاحش الطاغي، المتصاعد إلى مستويات مثيرة، مع الاستغلال البشع المقرف، للنفوذ ما بين ولد الطايع واعل وسيدي ختو وعزيز، لكنه استطاع أن يؤسس تحت ضغط فيلب موريس “صاحب مالبورو” هيئة بوعماتو الخيرية، وبهذه المنظمة الخيرية، استطاع أن يقدم للناس المعوزين العمى أو الذين أوشكوا عليه، وفي المقابل لم تستطع هيئة bnm  الخيرية، باسم الإحسان لم تستطع هذه الهيئة الخيرية المهمة، أن تلعب الدور المرسوم لها، بالشكل الكامل، رغم بعض الإنجازات الرمزية، بالمقارنة مع  أهمية ما يربض خلفها من رأس مال وطني خصوصي، لا يخدم إلا الأنظمة غالبا عندما يرغب فيها أو يخاف منها الملاك المعنيون، بالتنازل حرفيا والوقوف بحزم عند حدود الأقوياء، وفي المقابل التلاعب بكرامة الضعفاء عموما، وخصوصا من أهل مدينة أطار، المسكينة!!!.

واشريف ولد عبد الله المحسن من جيبه فحسب، دون صيغة تنظيمية، ليس من أكثر الناس إساءة إطلاقا، لكته كثير النفور من أصحاب الحوائج ربما لكثرتها، ويكرر باستمرار “مان صايب…. مان صايب…”إلى متى؟؟؟!!!.

وولد جيلي الماجن يلعب بأهل أطار، ويلعب غالبا على منحى وأسلوب شراء الذمم، وحين يعجز عن الدفع يكذب ويخادع، دون حياء ويغيب عن الأنظار، ويصك هاتفه في وجه الجميع. وقد ساهم في إفساد المدينة بهذا الأسلوب وبشبكة من العلاقات المريبة باسم السياسة وخدمة النظام العزيزي الاستبدادي!!!.

رجال أعمال تعاف  أسلوبهم النفس الأبية الشريفة الحرة، ولا يركن إليهم إلا ذو حاجة مبتلى، وما أكثرهم في أطار خصوصا، وخصوصا بعد حصار المدينة من طرف نظام “عسكر  أولاد بسبع”، منذ يوم الأربعاء 3 أغسطس 2005، وهؤلاء اعل وعزيز بوجه خاص، الذين صاهرناهم وصادقناهم وحالفناهم، فما وجدوا منا إلا الخير والمودة، وذلك عبر بعض أهلنا المبتلين بالانفتاح الفج، سيدي احمد ولد الطايع رحمه الله مع امنيحه رحمها الله، ومن ثم دخل اعل أخ امنيحه، ودخل طبعا عن طريق معاوية ولد الطايع الضابط وقتها، الذي كان يزور سيدي أحمد ولد الطايع في” اللوكه”، فقالت له امنيحه رحمها الله، حرم سيدي أحمد ولد الطايع: “اعل غير منضبط، ساعده من فضلك في الخروج من ورطة المراهقة والشباب والتسكع بين دكاكين “اللوكه”.

ففعل معاوية بأمانة وإيجابية، وكان شريكه في الثقة والحكم إلى أن انقلب عليه مع ابن عمه عزيز، الذي تعرف على معاوية عن طريق ماء العينين ولد أحمد الأخ لأم اسماعيل ولد اعبيدنه، بوابة ولد أحمد وصهره عزيز إلى “القصر المسكون”!!!.

هؤلاء خدموا وأحسنوا إلى من حول الإحسان “إخشانا” سبحان الله، صانع الاختلاف المبدع المثير للكثير من التأمل عند العارف المطلع على خفايا ملفات هؤلاء وأولئك جميعا.

لقد أفسد هؤلاء “اعل وعزيز” على نفسيهما فحسب، لأن  الملتزم بدين الله لا يمكن أن يتجاوز قوله تعالى: “لا تزر وازرة وزر أخرى”، لكن أيضا في المقابل المؤمن لا يلدغ  من حجر واحد مرتين، فمن القائل وما المناسبة في المغرب سابقا “إلى أجبرت اسباعي والفاعي إكتل اسباعي واخل الفاعي”، لعله بعض من التاريخ لا ينبغي تعميمه على وجه الظلم المرفوض ولا ينبغي كذلك تجاهله، دون حزم ووعي وحذر عميق.

وعود على بدء أقول، إن رجال أعمال أطار، ولا تنسى ولد زقمان زعيم “شبيكو” الذي أدمن عليها في الإمارات، وأترابه يلعبون “بوكير”، فمن احتاج “الدرهم”، وهو اسم نقود دولة الإمارات يقول له “هاك ألف درهم” أو أكثر بكذا من المضاعف والعياذ بالله، وقد شهد عليه غير واحد من الشرطة لإماراتية من أصل موريتاني بذلك.

هذا النمط هو الآخر من رجال الأعمال الأطاريين، كان له دور مشهود في شراء مقعد الشيخ الخاص بمدينة أطار، على حساب الشيخ السابق سيد أحمد ولد احمد العيده، وسننشر القصة كاملة في عدد قادم بإذن الله.

كلهم، كلهم من مختلف الأسر هناك إلا من رحم ربك، يحرص على تقديم كل تنازل عن الشرف والكرامة تقريبا، مقابل المال وبقائه، بأي ثمن وأي مستوى لصالح الأنظمة المتغلبة القاهرة، العارفة لنقاط ضعف، رأس المال الجبان الخنوع الخائف إلى حد غريب، مع إهانة الضعفاء من أهلهم، وتحويلهم إلى متسولين غالبا، دون أن يقرضوهم بشرف، أو يعطوهم بستر واحترام قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى”، وقال تعالى: قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بحسن الخلق”.

فلم يتسنى لهؤلاء الجبناء البخلاء الخاضعين للسلط المتعاقبة، أن يقدموا خدمات مؤسسة جماعية مدروسة، تبقى للتاريخ وللآخرة، والآخرة خير وأبقى، “عسى أن تدافع عن سيل أساليبهم القذرة المقرفة بحق!!!.

لقد دفع الأطاريون باختصار الثمن، وأعني فقراءهم وما أكثرهم، حتى عد آدرار من أفقر الولايات، حسب دراسة دولية متداولة الآن في أوساط الأطاريين، من أدعياء الثقافة والمطالعة أو المتابعة للشأن العام.

أجل دفع هؤلاء الفقراء المغلوب على أمرهم من أهل المدينة، التي أغار لها، وسأغار لهم أكثر إن اقتضت الضرورة -ولا أبالي-، نعم دفعوا الثمن غالبا، وآخرون في الإعلام يقولون عن براءة أو خبث أهل آدرار عادوا للواجهة.

أية واجهة، الحزب “الحاكم للأوبئة السياسية” وللوطن المقهور المحكوم بالثكنة، هذا واجهته ضررها أكثر من نفعها ربما، ولا صلة لها بتحسن حالة أهل أطار، من البؤس والإهمال واحتقار رجال الأعمال لهم، وأعني من بني جلدتهم بالدرجة الأولى، وتوقف النشاط السياحي عنهم، تماما تقريبا، مع حساب كل شيء بالمقارنة مع الماضي، وكأن آدرار ليس من الوطن.

فيقال لا توظفوا فلانا، لأنه من أهل آدرار، ولا تمولوا المشروع الخصوصي أو العمومي الفلاني، لأنه ذي صلة بأحد من أهل أطار، أو وادان أو شنقيط أو أوجفت أو شوم!!!.

حصار شبه معلن، وخصوصا في أوساط بعض أطر أهل الكبلة، الذين غضبوا سرا وبعضهم علنا في الصحافة بمجرد أن أحد أبواق ولد عبد العزيز عين على ما يسمونه الحزب الحاكم.

يا قومنا من داخل أطار، ومن خارجه، من الحاسدين، خصوصا من أهل اترارزة أربعوا على أنفسكم.

نحن الأطاريون والآدراريون عموما، الفقراء الأحرار، ونحن الأكثرية، صاحبة القرار الإعلامي والسياسي النافذ، سنفاجئكم قريبا بإذن الله.

ولا مصلحة لنا في مشاريع أهل نويكظ، ولا أهل عبد الله ولا أسلوب خداد المتعجرف المؤذي أحيانا، بمجانية نوعية، وغيره ممن أفسدهم المال المشبوه أو الحرام في أغلب مصادره.

فكل هؤلاء يطلبون النفوذ بأي ثمن محليا في أطار ومركزيا في العاصمة، وفي داخل الوطن، لا من أجل فقراء أطار أو فقراء الوطن، وهم السواد الأعظم من جميع جهات الوطن المنكوب بالنظم الاستبدادية ورجال الأعمال الإنتهازيين من كل جهة، وإنما يعمل هؤلاء من أجل بيع أوراق النفوذ، وما ولد محم إلا واحدة منها عند أهل عبد الله، وذلك لاستمرار المصالح الأنانية الضيقة، وليس لاستمرارية التنمية المستديمة لجميع الموريتانيين بمن فيهم  أهل آدرار جميعا، أوجفت، شنقيط، وادان، شوم، والعاصمة أعني عاصمة الولاية، التي أصبحت تئن أنينا مسموعا في غرب باسكنو وشرق “تاودني” على حدود مالي أيضا، وعلى “آدرار سطيف” في تخوم الجزائر معنا، وعلى حدود موريتانيا البحرية مع عمق جزيرة لاسبلماس، وفي تخوم الأطلسي غربا، غير بعيد من أمريكا، وفي حدود البحر مع دكار وجزيرة “كوري”، وفي أعلاب اترارزة كلها، لأن بعض إخوتنا اترارزويين لا يحبنا بعضهم مجانا، لا لشيء إلا لأننا نقدر أخلاقهم العالية، وثقافتهم الواسعة وأدبهم الجم.

فإن ظهر ولد الطايع المستبد، ردحا من الزمن، رئيسا، وحرم في رأي بعضهم أحمد المعارض من الرئاسة، فلماذا يتحامل بعضكم علينا.

عموما إننا نئن ونشكو بحرق ومرارة، من كل هذا.

وليس هذا نهج “ازوايت الكبله”، الكاتمين الحاذقين، فنحن “زرك”، كما يقال في قاموسكم “العبقري”.

 نصارحكم بأننا مهمشون خصوصا بعد ذهاب الثعلب الآدراري الماكر معاوية الكتوم عن دفة الحكم.

فأبقيتم لنا “الزمكه” وتهديد رجال الأعمال، الذين أذهب عقولهم عزيز، بسبب الظلم أحيانا، واستغلال موضوع الضرائب ابتزازا باستمرار، و”زبيناهم” وسنفعلها بأقلامنا إن شاء الله ، وباستمرار أيضا، إن لم يؤدوا للمدينة، أطار بوجه خاص أمهم وأرضهم الأولى، بعض حقها، الكثير المهمل.

وإلى الحلقة القادمة، فهذه ليست إلا مقدمة الانتقام المشروع، بعد طول صمت عن الحق، غفر الله لنا، وهو أمر مذموم.

فليس لي، مهما علت التكلفة، أن أسكت عن الحق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة “الأقصى”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى