في رسالة سرية حمد دين ولد سيد محمد يكشف عن مخاطر تتعرض لها “اسنيم”

altكشف الإطار في الشركة الوطنية للصناعة والمناجم “اسنيم” المهندس أحمد دين ولد سيد محمد عن مخاطر تتعرض لها الشركة جراء إضراب العمال الذي اقترب من إكمال 50 يوما، وذلك في رسالة سرية أرسلها على بريد الإداري المدير العام للشركة، ولمديرها وأطرها.

 

واعتبر ولد سيد محمد – وهو نائب رئيس مصلحة الصيانة (920) – في الرسالة التي حصلت “الأخبار” على نسخة منها أن الشركة تتعرض لمخاطر محدقة من بينها “تدهور الجو المهني داخلها، وتباطؤ إنتاجها، وانعكاس ذلك على مستقبل الشركة”، إضافة لما وصفه “بغياب المنطق والآليات المهنية في التعامل مع هذا النوع من النزاعات”.

 

وأشار ولد سيد محمد – في رسالته التي حملت نفسا عاطفيا تجاه الشركة – إلى “الحضور البارز – لما وصفه – بالجوانب الاجتماعية والسياسية في تسيير الشركة”، فضلا عن “ضعف – أو غياب – المحفزات الداخلية للعمال في ظل مواجهة أزمة اقتصادية صعبة”.

 

واعتبر ولد سيد محمد أن من المخاطر المحدقة بالشركة “تدهور صورة ووزن أطرها، واضطراب العلاقة المهنية بين مختلف المستويات الهرمية في الشركة”، والتي وصفها بأنها كانت “آخر الصور المشرقة الباقية من تطبيق المهنية في الدولة الموريتانية”.

 

وشدد ولد سيد محمد على غياب ما وصفه “بالتسيير الذاتي للشركة”، مشيرا إلى “وجود معايير ومتدخلين من خارج الشركة في تسييرها”.

alt

 

وردده هذه النقاط في ورقة أرفقها ولد سيد محمد مع رسالة مختصرة أكد فيها مساندته للجوانب الإيجابية لعمل الشركة في مجال البحث عن حل لأزمة الإضراب، وهو التوجه المنسجم مع إدارة الشركة المعبر عنها يوم 02 – 03 – 2015 [وهو اليوم الذي توصلت فيه مدير المصادر البشرية إلى اتفاق مع مناديب انواذيبو يقضي بالدخول في حوار مباشر مع منايب العمال في الزويرات قبل أن تتملص منه إدارة الشركة].

 

اعتذار وتوضيح مبررات

وقد اعتذر ولد سيد محمد في رسالته للمدير العام للشركة عن الطريقة التي خاطبه بها، والتي وصفها “بغير المعهودة”، بما فيها إضافة أطر الشركة ضمن الرسالة لتصلهم نسخة منها، مبررا ذلك بأنه يعتقد أن “لديهم نفس الموقف في مساندة موقف الشركة في الجانب الإيجابي”.

 

وكشف المهندس ولد سيد محمد عن مدعمات لموقفه في مساندة – ما وصفه – بالإرادة الإيجابية لإدارة “اسنيم” في التوصل إلى حل لأزمة الإضراب، معتبرا أن على رأس هذه المدعمات أن “أن الوقت يفاقم التداعيات السلبية للمشكل”، كما يفاقمها “غياب النظرة الاستشرافية الواضحة في الأطر الداخلية للشركة”، مردفا أن منها كذلك “وجود محاولات خارجية للتدخل في الشؤون الداخلية للشركة”.

 

وعدد ولد سيد محمد من هذه المدعمات “غياب تشاور مباشر مع أطر الشركة، وتواصل أزمة هبوط أسعار الحديد، وتوقف تنفيذ الإجراءات التقشفية”، وعدم توظيف “دور الأطر المهم جدا في تدعيم إرادة الشركة من أجل تذليل العقبات الكبرى التي تقف أمام المشكل”.

alt

 

كما اعتبر ولد سيد محمد أن من هذه المدعمات “وجود مشاكل جدية أخرى موازية تتعلق بالتسيير اليومي في كل المجالات، والتي تتطلب هي الأخرى نصيبها من الوقت ومن الاهتمام”.

 

وشدد على أن “الطريقة المثلى والمضمونة هي معالجة النزاع عن طريق الحوار وآلياته”، متوقعا في ختام رسالته أن “يعبر الكل عن أفكارهم في هذا السياق، وأن يقدموا المبررات التي قد تكون أكثر في هذا المجال”.

 

دور الإطار وأجواء الشركة

وفي محور من الورقة المرفقة للرسالة عن “واجب الإطار في الشركة”، رأى ولد سيد محمد أن “الإطار هو الشركة: في كل المناحي، التسيير الجيد، تطبيق الإستراتيجيات والخطط المرسومة، التشاور وتبادل الآراء والمتقرحات”.

 

فيما خصص محورا لتوصيف أجواء الشركة قبل الإضراب وبعده، معتبرا أن الشركة قبل الإضراب كانت تمتاز “بتفاهم عام، والتزام – ولو خجول – بالإجراءات المتخذة بسبب الحالة الاقتصادية للشركة: (تقليص الميزانية، تقليص الساعات الإضافية)”، إضافة “لجو اجتماعي نقي: رغم اختلاف الآراء الذي يطفوا على السطح في بعض الأحيان”، كما عرفت هذه الفترة “تقليصا معتبرا في بعض بنود إجراءات التقشف المتخذة: كالساعات الإضافية..”.

alt

 

أما أجواء الشركة بعد الإضراب (والآن)، فقد وصفها ولد سيد محمد بأنها عرفت “تذمر الغالبية العظمى من العمال”، كما “ظهرت تدخلات واضحة في التسيير الداخلي للشركة من جهات خارجها”، فضلا عن “جو اجتماعي متدهور: من خلال ظهور قطبين متعارضين دون النظر إلى مصلحة الشركة، وعواقب الأمور”، ينضاف ذلك “للهبوط المستمر في أسعار الحديد، وتجميد إجراءات التقشف التي أعلن عنها سابقا، وتدهور مظاهر احترام القوانين والالتزامات وأعراف العمل، وظهور أشكال جديدة لمعالجة المشاكل”.

 

إيقاف الحريق القابل للتمدد..

واقترح ولد سيد محمد قبيل ختام ورقته عدة إجراءات من إيقاف ما وصفه “بالحريق القابل للتمدد”، وهذه الإجراءات هي: “الحوار المباشر أو غير المباشر، وقيام مدير المصادر البشرية يدوره الكامل في حل مثل هذه النزاعات”، إضافة “لإيجاد بدائل وخيارات للنقاط محل الخلاف”.

 

وشدد ولد سيد محمد في محور أخير على ضرورة التفكير في نقاط ومشاكل محورية في شركة “اسنيم”، مؤكدا أنه يجب اتخاذ خطوات وإجراءات فيها، وهي “الانتساب والانتماء للشركة”، إضافة “لظروف العمل كالأمن، والسلامة، والصحة”، وكذا “الإنتاجية ومردودية الأفراد، وتحفيز الموظفين: فن القيادة، والالتزام الوظيفي، واحترام السلم الإداري، والشفافية، وتوزيع الخدمات الاجتماعية”.

 

وختم ولد سيد محمد ورقته بملاحظة تشير إلى أنه كتب هذه النقاط “بمهنية كبيرة”، وبغض النظر عن قناعاته ورؤاه الشخصية.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى