“أطفئوا التلفاز” أنتم في حوار مع عزيز / سيدي علي بلعمش

altبدأت أقلام النظام المأجورة منذ أيام تلوك خطابا انهزاميا يتذرع بما عرفناه عنهم من جراءة في التطاول على القامات الوطنية و تلميع لا يعرف أصحابه الخجل لأقزام النظام المديرة لدواليب أجندة عزيز الشيطانية التي أجهضت مشروع الدولة و سكبت الزيت على نيران كل أشرار البلد و انتهازييه …

إن حديث من يرأسهم عزيز و يرأس مجلس شيوخهم محسن ولد الحاج و يرأس قيادة جيوشهم ولد الغزواني و يرأس حزبهم ولد محم، عن الكفاءات و النزاهة و المكانة المحترمة ، أمر لا يمكن تمريره من دون وقفة ؛ نحن هنا أمام لوحة بيرنارد شو الخالدة “الجاهل إذا تكلم أخطأ و إذا سكت أخطأ و إذا ذهب ضل جدا” .. طغاة العالم يختارون أكبر مثقفي بلدانهم للدفاع عن جرائمهم أما ولد عبد العزيز فيختار من يظهرون للناس عرج نهجه و تناقض منطقه؛ لم يبرع ولد عبد العزيز في كل عهده المشؤوم إلا في مسألة واحدة و هي احتقار الثقافة  و التشكيك في قدرة المعرفة للوصول إلى ما يعجز الجهل.. لقد كان ولد عبد العزيز يحاول جر المعارضة إلى حوار يتم بموجبه المساس بالدستور و حين تأكد من استحالة جر المعارضة إلى ذلك بدأ يجر أذيال خيبته و يتراجع عن الحوار لأن هذا هو كان مبتغاه الأوحد منه. و لكي يخفي نواياه الشريرة ، تم الإيعاز إلى الأقلام المأجورة لتفهم الناس أن تشكيلة فريق حوار المعارضة تنم عن عدم جديتها في الحوار و هذا أمر يحتاج إلى وقفة :

ـ لم يستطع ولد عبد العزيز أن يختار حكومة مقنعة خلال 7 سنين.. لم يستطع أن يختار برلمانا مقنعا.. لم يستطع أن يختار رئيس مجلس شيوخ يمكن السكوت عليه.. لم يستطع أن يختار مديرا لشركة “اسنيم” و لا محافظا للبنك المركزي ..

لم يستطع أن يختار من ينصحه بعدم تحويل مدرسة الشرطة إلى دكاكين.. لم يستطع أن يختار من ينصحه بعدم سرقة مساحة “بلوكات” و مدرسة المرابطين في تفرغ زينه ، فكيف يكون هو من يحدد للمعارضة من تختاره لتمثيلها..!!؟

ـ إذا كانت المعارضة غير جادة بتعيين ألمع محاميين في البلد و أقدم نقابي و رئيس حزب في لجنة تمثيلها ، فمن تكون لجنة تمثيل ولد عبد العزيز المقنعة بشهاداتها و خبراتها و نقاء سيرها ؟

ـ لو كانت الكفاءة و النزاهة و السمعة و المكانة معايير اختيار اللجان لما قبلت المعارضة أن تجلس مع أي فريق من متزلفي الأنظمة و أبواق الانتهازية و أكلة المال العام..

ـ  هل نسي ولد عبد العزيز من هو حتى يطرح شروطه على المعارضة ؟ حتى يتكلم عن المكانة و الكفاءة و الأهلية؟

ـ  من حقكم أن تعبدوا ولد عبد العزيز لكن ليس من مصلحتكم و لا من مصلحته أن ترغمونا على أن نذكركم بأنه مجرد صنم من طين .. و أنكم مجرد أبواق نفاق و آخر من يحق لهم الحديث عن المكانة  و الكفاءة و الأهلية ؟

ـ تدرك المعارضة جيدا أن ولد عبد العزيز لا يمكن أن يكون جادا في أي حوار ؛ لأنه ليس رجل حوار و لا يملك ثقافة الحوار و لا يثق في أي شخص من نظامه ليوكل إليه مهمة حوار  يحاول من خلاله أن ينقذ نفسه من مشكلة لا يمكن أن يخرج منها إلا إلى السجن؛..

ـ  إن استجابة المعارضة لحوار ولد عبد العزيز مجرد عمل إجرائي، لا تنتظر المعارضة من ورائه أكثر من كشف زيف ادعاءات ولد عبد العزيز و مراوغاته العابثة، كما حصل بالضبط..

ـ كنا نتمنى أن نسمع من “أغلبية” ولد عبد العزيز المجبولة على التزلف و النفاق مثل هذه الشروط حين دخل انتخابات رئاسية مع بيرام و صار إبراهيما و لاله مريم بنت مولاي إدريس … حين ظهرت قصته مع العميل المالي حامد عمار .. حين انكشفت تسجيلات صوته مع عصابات الجريمة المنظمة في غانا.. حين حملت كومبا با صناديقه المخجلة إلى العراقي علوي ..

حين اتهمه النائب الفرنسي مامير برعاية المخدرات .. حين تتبعت وسائل إعلام محلية “خيوط المخدرات في علاقاته الخاصة”.. حين قبض ثمن تسليم السنوسي تحت صراخ وسائل الإعلام المحلية و الدولية ؛ ألستم حقا  من يعرضون ولد عبد العزيز إلى الجحيم  بفتح مثل هذه البوابات عليه؟

ـ  لقد أفسد ولد عبد العزيز هيبة الدولة و سمعة الرئاسة و مصداقية رئيس الجمهورية و هذا هو ما جعل المعارضة تنأى بنفسها عن الجلوس معه حفاظا على سمعتها و مكانتها و عليه الآن أن يغتسل سبع مرات إحداها بالتراب كي يتحقق له هذا الحلم؛ نحن نعتبر ـ عكسكم تماما ـ أن من انتدبهم ولد عبد العزيز أفضل منه  و أجدر منه بالاحترام على علاتهم ؛ لكن ما الفائدة من هذا كله إذا كان ولد عبد العزيز لا يريد سوى تغيير الدستور و المعارضة تمنع على نفسها بإجماع،  مجرد الخوض في هذا الحديث؟؟ يقول الصينيون “من ركب نمرا حار كيف ينزل من على ظهره” و هذه هي ورطة ولد عبد العزيز الحقيقية التي لن يجد منها مخرجا؛ لقد عبث بكل شيء في هذا البلد .

لم يبق اليوم أمام ولد عبد العزيز خيار جيد و عليه أن يختار بين خيارات صعبة كلها و سيئة كلها لكن أسوأها بكل تأكيد هو تغيير الدستور و المؤكد أكثر أن لا خيار لولد عبد العزيز في محاولة تغيير الدستور حتى لو كانت مغامرة على مستوى الانتحار … و تراجع ولد عبد العزيز عن الحوار يشبه تراجعه البارحة عن زيارة أزويرات ؛ فقد أوعز إلى كل أجهزته أن يقنعوا عمال “اسنيم” باستقباله استقبال الأبطال في أزويرات ليسجل انتصارا على المعارضة و يوهم الشعب الموريتاني بأنه هو من حل مشكلتهم .

و حين لم يستجب العمال لهذه المسرحية السخيفة ، الكاذبة ، ألغى زيارته للولاية ..ألاعيب ولد عبد العزيز الطفولية لم تعد تخفى على أحد و على المنافقين الآن أن يقنعوا عزيز بتغيير أساليبه أو يقنعوا أنفسهم بأن عليهم أن يبحثوا عن عزيز آخر .. لقد انتهت كذبة عزيز ..  لقد احتلت موريتانيا في تقرير شركة ” “FM Globalالذي نقلته بعض وسائل الإعلام المحلية يوم أمس، المركز الرابع بين الدول الأسوأ في مجال إدارة الأعمال، فهل هذا ما كان ولد عبد العزيز ينوي الافتخار به أمام سكان أزويرات و عمال “اسنيم”؟ هل كانت هذه النتيجة المخجلة بسبب مواقف المعارضة و دليلا واضحا على عدم جديتها في دخول الحوار الذي دعا له فخامة رئيس جمهورية العصابة؟ لقد تآكل نظام ولد عبد العزيز من داخله و أقرب مقربيه الذين فتح لهم أبواب نهب خيرات البلد، هربوا كل ممتلكاتهم إلى الخارج و هو يصارع منذ أشهر بحثا عن مخرج من ورطته و وحدهم المنافقون لم يفهموا بعد بسبب ارتجاج أدمغتهم بفعل صداع أبواقهم المزعجة !!؟ أصحاب عزيز ثلاثة :

ـ واحد مثل ولد محم ، يوقع على التنازل عن كرامته و يحرق سمعته و يطلق زوجته و يقول من كان يعبد ولد الطائع فقط راح و من كان يعبد ولد عبد العزيز فهو حي دائم..

ـ و ثاني مثل ولد اتاه ، يحول كل أمراض ولد عبد العزيز النفسية إلى مبادئ اقتصادية عامة تدرس في الكليات و كل جرائمه الاقتصادية إلى مثل و قيم اجتماعية ، لولا ترفع نفسه الأبية عن النفاق لطالب بتدريسها للناشئة  بدل التربية الإسلامية و المدنية..

ـ و ثالث مثل محسن و امربيه ربو  و افيل ، يضحك المدح الحديث عن شرف مقامه و يعجز القدح عن تناول مساوئه.. يأتمنه ولد عبد العزيز على حماية الشرف الأثيل  و يكلفه بمهمة السمسرة و التحصيل ..

من محاسن سخافة ولد عبد العزيز أنها ألزمت كل المتزلفين و المنافقين و الموالي و السماسرة  برمي أقنعتهم و الظهور على حقيقتهم لأن ثقافة “أتبزكي” لا مكان فيها للزخرف البديعي؛ لا جناس ولا سجع ولا اقتباس و لا تضمين ولا  تورية و لا طباق  و لا مقابلة و لا مؤتمر صحفي ؛ إما أن تقول أنا مع عزيز ظالما كان أو مظلوما أو “سكر التلفزة” و “طير هوك” .. لا مجال اليوم للتحاذق و الالتفاف على المواقع و المواقف فقد انخرم زمن المكارم و الأخلاق و لن تكون اليوم إلا ما كنته حقا ، فاختر من تكون و لا تحاول أن تكون غيره.

من يشك اليوم في أن ولد عبد العزيز ينفذ أجندة شيطانية يراد من ورائها أن تؤدي بهذا البلد إلى هاوية بلا قاع، إما أن يكون متواطئا أو يكون قاصر الفهم ؛ فحول ماذا ستحاوره المعارضة؟ و لا مخرج اليوم لولد عبد العزيز من مأزقه، فدعوه يواجه مصيره بنفسه و أهم ما تستطيعون فعله اليوم هو أن لا تحاوروه و لا تتعاطوا معه و لا تعترفوا بأي شكل من شرعيته لا مباشرة و لا ضمنيا .. نحن الآن في انتظار أن يقرر تغيير الدستور من دون مشاركتكم بعدما فشل في ذلك عن طريق الحوار و سيفعلها لا محالة لأنه الخيار الوحيد أمامه و الحماقة الوحيدة المنسجمة مع تفكيره.. حينها  سيكون علينا أن نستقبله بالورود فحضروا له ما استطعتم منها في انتظار الحدث الأهم..

06 Avril 2015

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى