Mondafrique ترد على ولد عبدالعزيز

Mondafriqueمن التاريخ!

كان هناك جنرال اسمه زين العابدين بن علي رئيس تونس الأسبق، وكان في ذروة ديكتاتوريته لكنه كان يعاني من أزمة اقتصادية وهجوم قوي من قبل المعارضين بسبب الفساد، فاتجه إلى الهجوم على الصحافة الدولية، واليوم ودون إبداع، يلعب الرئيس الموريتاني الجنرال عزيز نفس الورقة.

شبح “غانا غيت “

تتكاثر الأدلة على تورط الرئيس عزيز في قضية “غانا غيت”، فقبل سنوات كشفت الصحافة الموريتانية بشجاعة عن تلك التسجيلات وكان فيها صوت يشبه  صوت الرئيس عزيز، رئيس الحرس الرئاسي في عام 2005، في عملية مقايضة على دولارات مزورة مع متحدث في غانا. قال الرئيس حينها إن التسجيل ملفق وإن المتحدث ليس هو.

في 24 أبريل 2015 نشرت “le Monde Afrique” – الطبعة الأفريقية لليومية الفرنسية “Le Monde”- مقالا للصحفي والخبير بالشئون الإفريقي، توماس هوفنونغ، كشف فيه أن منظمة شيربا غير الحكومية، التي يقودها وليام بوردون، والمعروفة بنضالها ضد الفساد والكسب غير المشروع في أفريقيا تأكدت من أن الصوت عائدة لولد عبد العزيز عن طريق خبيرة أصوات معتمدة من قبل المحاكم الفرنسية.

فكيف تعامل ولد عبد العزيز مع هذه الأدلة الدامغة؟ في مؤتمر صحفي لم ينف صحة التسجيلات ولا وجود المتحدث الأجنبي، وإنما ابتكر تفسيرا غريبا للأمر من قبيل أنها مسألة احتيال تعرض لها من شخص قدم نفسه على أنه ضابط عراقي لديه مشاكل في غانا، وهو يريد أن يأتي في موريتانيا لأن لديه أطفالا صغارا بحاجة  للتعليم في بلد إسلامي مثل موريتانيا، كما أن لديه أموالا يريد استثمارها في موريتانيا.كانت عملية احتيال وليست هذه المرة الأولى التي تحدث مثل هذه المحاولات في موريتانيا أو في العالم. 

 

“Mondafrique”  هي المتواطئة !

وحتى يخرج من الموقف اختار ولد عبد العزيز أن يوجه هجومه للخارج مجسدا في جريدة “Mondafrique”   “أقول لكم أيها الصحفيون، لا تثقوا بما ينشر في الصحف الدولية عن موريتانيا كما هو الحال مع Mondafrique  حيث يعمل الصحافي نيكولا بو،  المدعوم من جمعية شيربا”.  لم تكن موفقا  أثار فموقع Mondafrique لم يتناول مطلقا قضية “غانا غيت’، بل إن جريدة لموند هي من نشرت الخبر. إذن على الجنرال العظيم أن يبحث عن مستشارين إعلاميين. 

لدعم حجته، عاد الرئيس الموريتاني إلى الكتاب الذي نشره نيكولا بو، رئيس تحريرMondafrique، في عام 2013 “بابا هولاند في مالي”. والذي تناول قضايا الساحل ومالي وموريتانيا. والعمل الذي قامت به جمعية  شيربا عن الرئيس ولد عبد العزيز وفساد عشيرته. وعلاقة الأنظمة غير الشرعية بالإرهاب. ولد عبد العزيز قال “نيكولا بو جاء إلى هنا مبعوثا من رجل أعمال موريتاني اشترى موقع. Mondafrique  الذي يساعده في تحريره بعض الصحفيين الموريتانيين في موريتانيا بجمع المعلومات.

صحيح أن صحفيين موريتانيين يرسلون إلينا أخبارا ونحن نشكرهم. وفي ما عدا ذلك فإن الموقع تم إنشاؤه من قبل صحفيين فرنسيين عملوا سابقا في لموند وصحف فرنسية أخرى مثل نيكولا بو، وجاك ماري بورجيه، وفيليب دوفال وغيرهم، وهي مستقلة ماليا تماما. ، والتحرير يمتلك أغلبية الأسهم، وتقبل بعض المنح غير المشروطة شريطة كونها أموالا نظيفة وليست آتية من المخدرات أو الفساد.

الحرمان من جواز السفر

دعونا نشكر الرئيس الموريتاني على الاعتراف بالطريقة التي يتعامل بها النظام مع الصحفيين الأجانب المشتبه بهم. حيث يقول عندما جاء نيكولا بو إلى موريتانيا انقضت عليه المخابرات من أول يوم له على التراب الموريتاني … وكتب في ما بعد كتابه ‘بابا هولاند’ وانتقدني فيه دون أن يعرفني.  صحيح، أنه عند وصول نيكولا بو إلى نواكشوط تقدم إليه ضباط شرطة في ثياب مدنية وسحبوا جواز سفره وطلبوا منه البقاء في الفندق (لم ينقضوا عليه، كما قال عزيز فهي مبالغة) واتهموه بالتلاعب بالجواز، ثم أعادوه إليه بعد 12 ساعة دون اعتذار أو تفسير، وبعدها شرعوا في تتبعه في أبسط تحركاته.

سنكون سعداء فيMondafrique  إذا وافق الرئيس عزيز على الرد على أسئلتنا في مقابلة. وهذا لتجنب الكتابة عنه  في المستقبل دون أن نعرفه.

ترجمة الصحراء:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى