ماني شاري كزوال/سيدي علي يلعمش(تدوينة)

تتذرع حكومة البؤس الموريتانية بأعذار أقبح من كل ذنب في تبريراتها الكاذبة لرفض تخفيض أسعار المحروقات و يرتبك كل وزرائها عند توجيه أي استفسار لهم عن سبب تعنت رأس العصابة و رفضه الاستجابة لمطالب المواطنين الذين أنهكتهم سياسة الضرائب التي حولت نظام العصابة إلى مستفيد من المحروقات أكثر من الدول المنتجة لها.

فلو شكلنا اليوم لجنة لحل مشكلة لمحروقات (و هذا ما يجب أن يتم في ظل رفض الدولة التنازل عن بيع المحروقات و تركها لرجال الأعمال و الاكتفاء بفرض ضرائبها) و أخذنا سعر لتر البترول و أضفنا له ثلاث أضعافه (للضرائب و النقل و الأرباح) لما وصل إلى 120 أوقية. ـ و لأن شركة تحصيل ولد عبد العزيز البائسة التي تسمونها حكومة، تقول إنها لا تستطيع تخفيض أسعار المحروقات لأنها ما زالت تطالب الشعب الموريتاني بديون قديمة من جراء دعمها للمحروقات في سنين ماضية و هو أغرب و أتفه و أكذب تبرير يمكن لدولة أن تقدمه لشعبها (لكن لا بأس، لقد فهمنا أن الدولة دولتهم و الشعب شعبنا)، ألا يكون من لإنصاف على الأقل أن تعطينا دولتهم حق الجلوس معها لمراجعة ديوننا أو إعادة جدولتها ؟ لكنهم لن يقبلوا بطبيعة الحال لأنهم سيكتشفون أن الشعب الموريتاني هو من أصبح يطالبهم بمئات المليارات .. ـ عصابة ولد عبد العزيز اليوم تحتفظ ببند واحد من جميع البنود المحددة لشرعيتها كدولة و هو بند احتكار العنف و معتمدة اقتصاديا، في استمراريتها ـ بعدما نهبت البلد و أركعت اقتصاده ـ على جانب واحد و هو الضرائب. هذا الكلام البسيط يعني أننا وصلنا إلى طريق مسدود: ـ إذا قبل ولد عبد لعزيز اليوم تخفيض أسعار المحروقات ، تحت ضغط الشارع، ستكون بداية انهيار نظامه لأن كل الأنظمة الدكتاتورية تنهار حين يسترد الشارع الثقة في نفسه و الإيمان بشرعية مطالبه. ـ و إذا لم تقبل العصابة الرضوخ لضغط الشارع، سيكفي نهايتها أن تصطدم بجدار الواقع لأن الشعب لا يستطيع أن يدفع مما لا يملك. و حين لا يكون أمام الشعب سوى أن يموت أو يموت، سيكون من الطبيعي أن يختار طريقة موته و هي أن يموت “النظام”. لا أتوقع شخصيا أن تتراجع عصابة ولد عبد العزيز تحت هذا الضغط الشبابي الرائع، عن رفض تخفيض أسعار الوقود؛ لأنها “داعش” موريتانيا و من خصائص “الدولة الإسلامية” و خلافتها الرشيدة، حين تحزم أمرها، أن تصم آذانها و تغمض أعينها و تطلق النيران في كل الاتجاهات و “ما مات مظلوم و لا عاش ظالم” .. يبدو الآن واضحا أن المحروقات هي حفرة ولد عبد العزيز التي حفر لهذا الشعب و التي قد يريد الله أن تكون حفرة محرقة نظام عصابته. ـ لا تزال ثقتنا في شبابنا كبيرة و إيماننا بكمال عدل و حكمة الخالق في قوله، جل من قائل: “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ” (صدق الله العظيم)

نبارك سعيكم و نشد على أياديكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى