صحراء ميديا والهابا../ محمد الأمين محمودي

alt

لأن صحراء ميديا نشرت خطابا لبلعور بدأت “الهابا” بالتحرك بحجة ترويج الوليد للإرهابيين..لم يفاجئني الخبر الصباحي كغيري من الصحفيين فقد عشت تجارب من هذا النوع..لكن حز في نفسي أن يضايقوا الوليد الجديد لسبب واضح وهو أنه لم يولد ولادة قيصرية وأبان عن نضج ومهنية وهو في المهد..

من التجارب التي عشتها صحفيا يقطع رزقه كل مرة أن أجهزة المخابرات وضعت العراقيل بصفة دائمة في طريق الزعيم اباه ولد السالك حتى خرج من الحلبة ومازال في يده السلاح حفظا للمهنة من أن تعلن ميدانا قذرا للمخابرات تقتتل فيه على أجساد الصحفيين وأجساد أسرهم..أتذكر الحرب التي شنت من مكتب وزير لداخلية على صحيفة القلم بطبعتيها العربية والفرنسية لمدة تزيد على العقدين من الزمن لأن الراحل الخالد حبيب كان يزعج كثيرا, ولأن تلامذته ساروا على نهجه في الإزعاج بالحقيقة.

 

هل تذكرون العلم الصحيفة التي أزعجت هي الأخرى أكثر من مرة فانتهى بها المطاف خارج اللعبة بعد نجاح منقطع النظير.

 

أين البيان وأخواتها من الصحف الجادة…خرج الجميع بسبب صراع أجنحة المخابرات في المهنة.

 

ماذا تريد “الهابا” للمستمعين..تريدهم أن لا يسمعوا كلام بلعور لأنه خارج على المنظومة الدولية وقيمها..مع أن “سي أن أن” و”البي بي سي” تلقفتا الشريط, وأذيع في أكثر من محطة حتى في محطات البلدان التي تدرس الآن الحرب ضد جماعة بلعور.

 

وكأن صحراء ميديا نمقت كلام الرجل أوشرحته وثمنته, أوأضافت إليه محسنات من أي نوع..صحراء ميديا لم تقم بذلك وإنما نقلت بكل مهنية مقاطع من كلامه..دون إفراط يرضيه أو تفريط يرضي “الهابا” على حساب المستمعين.

 

من الواضح أن صحراء ميديا نجحت في الموقع والصحيفة وستنجح في الإذاعة بعد أن بدأت تستقطب آذان المستمعين في كل مكان..لكن من الواضح أيضا أن أجنحة المخابرات مازالت تتصارع داخل مهنة المتاعب..ومن الواضح أكثر أن جناحا لم يفصح عن اسمه لا يريد النجاح إلا لمن يسبح بحمده هو شخصيا فأراد أن يذكر بنفسه..

 

إلى صحراء ميديا أقدم السيناريو المحتمل كثمن للنجاح…ستتلقون زيارات مفاجئة من إدارة الضرائب, وحين يتضح أنكم من أكثر مؤسسات البلد استجابة لهذا الواجب ستتحرك بعض النقابات المهنية مطالبة “بحقوق” بعض العمال, حتى إذا فشلت النقابات.. سيهمسون في أذن الرئيس: هؤلاء يشكلون خطرا على الحكم..سيهمسون ويواصلون همسهم..يهمسون ثم يهمسون أيضا إلى أن يقتنع الرجل بأحد أمرين:

 

يقتنع بحقيقة ومصداقية همسهم فيجهز على المشروع العظيم..ليتحكم المخبرون من غير الوطنيين في آذاننا أو يوقن العزيز أنهم أعداء للبلد ولحكمه وللمهنة وللمواطن, وبالتالي يجب أن يتواروا عن الأنظار إلى الأبد …عندها فقط أقول إن الرجل بدأ يفهم حقيقة البلد.

 

أقلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى