ولد امخيطير و مغالطات حويكيمة تسيير الفضائح 1/3/ سيدي علي بلعمش

ما ولد عبد العزيز إلا لص يشبه زمنه، يقود عصابة من الجبناء، تتبعها أخرى من المتزلفين ، تلتف حولها كتائب من الانتهازيين المهرجين ، أمام شعب أدمن الهزل : يضحك مرة و يبكي مرات…

أكثر الموريتانيين جدية و أكثرهم استعدادا للتضحية و أكثرهم إيمانا بعدالة قضيتهم و غيرة على دينهم و استعدادا للموت نصرة لنبيهم عليه أفضل الصلاة و السلام، هم من خرجوا في حشد النصرة الأخير (31 يناير) غير المسبوق في تاريخ البلد ، نصرة لسيد الخلق ، مطالبين بتطبيق شرع الله في من أساء إلى نفسه ليتم تثبيط هممهم و امتصاص حماسهم و كسر إرادتهم بتحويل القضية إلى نواذيبو من جديد في دوامة بلا نهاية و تخلص يقول بوضوح : القضاء لا يستطيع أن يصدر حكما لا يريده ولد عبد العزيز. و لا يستطيع نظام ضعيف مثل نظام ولد عبد العزيز أن يقتل ولد أمخيطير خوفا ممن ركبوه على الإساءة إلى سيد الوجود و لا يستطيع أن يبرئه أمام هذه الحشود البشرية الغاضية؛ فكان الحل في إرهاق جماهير النصرة و امتصاص حماسهم و محاولة تذويب القضية.

إن النظام من رأس سمكته المتعفن (ولد عبد العزيز) إلى أخمصيه (ولد الطيب و ولد محم خيره) ، مرورا بكتيبة برلمانه و عصابة حزبه و موظفي قضائه و ضباط أمنه و وسائل إعلامه الرسمية و غير الرسمية ، ضالع في عملية تنصير المجتمع: فلماذا اختارت فرنسا ولد عبد العزيز ، لو لم يكون شخصا ضعيفا و جاهلا و متهورا تستطيع من خلاله تمرير مشاريعها التنصيرية و حروبها بالوكالة و اختراقها للمجتمع على غرار ما يفعله السفير الأمريكي اليوم من الدوس على سيادة الدولة و أنف العصابة و كرامة الشعب؟

إن السلطة برئيسها (المتخلف عقليا) و رئيس وزرائها (المختل التوازن جبنا و انحرافا) و قضائها (المنحرف ذلا و ارتشاء) و أمنها (غير المؤتمن على غير جرائم النظام) و مؤسساتها الدينية (الواجب الإمساك عنها شفقة) ، أطراف كلها فاعلة في صراع المجتمع مع حملة التنصير الواسعة ؛ إما بالتواطؤ معها في مشاريعها واضحة الأهداف و إما بالسكوت على استباحتها لحرمات المجتمع و تغلغلها في كل طبقاته بمختلف أسلحتها الهدامة…

لقد حذرنا المجتمع من أول يوم من مخاطر مثل هذه الأنظمة الانتهازية ، الأنانية ، الضعيفة ، المرتشية ، المخربة ، المنغمسة في الفساد حتى النخاع : إن ما يحدث اليوم في موريتانيا من فسق و استهزاء بالدين و تجرؤ على الموبقات و انحلال في الأخلاق و تلصص و سطو مسلح و اغتصاب و قتل و انتحار، هو نتيجة حتمية لانحراف النظام و فساد أخلاق المسؤولين و احتقارهم للمجتمع و احتقار العالم لهم: إن من يرى ضعف النظام أمام تصرفات السفير الأمريكي (صاحب التاريخ الأسود في السودان الذي حوله إلى بلدين) و إغراءات “وورد فيزيون” و “كاريتاس” و “بورت أوفيرت” و “الإغاثة الكاثوليكية” و “أوكس فام” و “دولوس” و غيرها من المنظمات التنصيرية ، التخريبية، يفهم بسهولة إلى أين تتجه موريتانيا :

لا يهم ولد عبد العزيز و عصابة الجرذان الراكضة خلفه إلا ما يمكن أن يستنزفوه من خيرات هذا البلد الذي حولوه إلى دكان محطة وقود على طريق سريع، كل ما فيه للبيع و كل أهله إلى سواح يدفعون فواتير عبورهم ..

كل علماء موريتانيا .. كل مثقفيها .. كل موظفيها .. كل قضاتها .. كل وزرائها .. كل من يسمون أعيانها (من بقايا أزلام المستعمر) .. كل أئمة مساجدها (…) ضالعون في انحراف المجتمع و نهب ممتلكاته و انتشار الفواحش بين كل فئاته و تحكم الهيئات التنصيرية فيه و إملاء شروطها عليه بعلم الجميع و تواطئ الجميع و تغافل الجميع و جبن الجميع و ارتزاق الجميع ..

الفساد ملة واحد و الارتزاق ملة واحدة و النفاق ملة واحدة : كل من لا يقول كفى لعصابة ولد عبد العزيز الحقيرة

التي دمرت هذا البلد و أفسدت أخلاق أهله و جوعت شرفاءه ، يقول لها نعم..

كلكم تعيشون على الحرام لأن الرواتب التي تتقاضونها من أموال الشعب لا من أموال ولد عبد العزيز و كان عليكم أن تخدموا الشعب لا أن تكونوا عالة عليه و وسيلة ماكرة لتحكم العصابات في مصيره و إهانة أهله.

أنتم جميعا مسؤولون عن انتشار الإجرام و الفواحش و الظلم و الغبن و المخدرات و القتل و السطو، بعلمائكم و جهالكم و متجاهليكم، بدعم نظام جائر ، يعادي القيم و الأخلاق و يناصب الدين العداء في جوهره بسلوك قادته الغريزية و ممارساتهم المشينة و خفتهم المهينة و انغماسهم في الرذيلة بأقل قدر من حياء :

ـ فمن المسؤول عن هذا الانفلات الامني المجنون : الخطف و الاغتصاب و السطو المسلح في وضح النهار و تعاطي المخدرات حتى في المدارس الابتدائية؟

ـ من المسؤول عن هذا الانحلال الأخلاقي المستهتر و غير المسبوق (نيران “صديقة” تفتح بطن “الرئيس” .. نيران صديق تقعد فتاة مدى الحياة في مزحة شبل من عرين القصر.. نيران ابن عم غائرة تقيم الحد على فتى البرتقالة إمعانا في التحدي و الاحتقار !؟

إن ما يحدث في موريتانيا اليوم لعنة حقيقية ، ليس بسبب طيش الشباب و انتشار الجهل كما يدعي الكثيرون و إنما بسبب نفاق الكهول و تواطؤ العلماء و ارتزاق المثقفين و حقارة الأعيان و نذالة صناع الراي “العامي” …

سنرى من تفاصيل هذا التقرير من المسؤول الحقيقي عن موجة الإلحاد التي تعيشها البلاد و من يصنع اسبابها و من يحمي أهلها و من يعيش على سمسرتها و من يتواطأ مع مروجيها …

هذه هي الخلفية الحقيقية لكل ما يحدث في موريتانيا اليوم و هؤلاء هم أبطالها : فلماذا لا تتحول “النصرة” إلى ثورة شعب بحجم غفلة الامة و حقارة أنظمتها ، لتجتث هذا السرطان الذي ينهش جسمها المتعب؟

ما أهمية قتل ولد امخيطير إذا لم يكن مقدمة لاجتثاث دابر من صنعوه و أطروه و ركبوه و دافعوا عنه و منوه بما تهوى نفسه المريضة؟ :

التنصير حركة سياسية استعمارية، ظهرت اثر فشل الحروب الصليبية، تستهدف نشر النصرانية بشتى الطرق المشروعة و غير المشروعة، بين الأمم المختلفة وبين المسلمين على وجه الخصوص ونبذ غيرها من الديانات الأخرى، سواء أكانت سماوية أم غير سماوية.

و تستهدف الحملات التنصيرية الشعوب المسلمة بصفة خاصة لأن بقية الديانات كاليهودية و البوذية ديانات قومية لا تتمدد خارج فضاءاتها أما الإسلام فيعتبرونه الخطر الأوحد على المسيحية لأنه دين متحرك و مؤثر و غير قومي و له خاصية التمدد بذاته، بل أصبحت بعثات التنصير انطلاقا من تجربتها الميدانية الكبيرة، مقتنعة بعدم جدوائية محاولة إخراج المسلمين من دينهم و إدخالهم في المسيحية كما جاء في خطبة صمويل زويمر : “… لقد أديتم الرسالة التي أنيطت بكم أحسن الأداء، و وفقتم لها أسمى التوفيق، وإن كان يخيل إلي أنه مع إتمامكم العمل على أكمل وجه، لم يفطن بعضكم إلى الغاية الأساسية منه؛ إني أقركم على أن الذين أدخلوا من المسلمين في حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين، لقد كانوا، كما قلتم، أحد ثلاثة؛ إما صغير لم يكن لـه من أهله من يعرفه ما هو الإسلام، وإما رجل مستخف بالأديان لا يبغي غير الحصول على قوته، وقد اشتد به الفقر وعزت عليه لقمة العيش وإما آخر يبغي الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية ولكن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريما؛ وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالرب، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها. ولذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية، وهذا ما قمتم به خلال الأعوام المائة السالفة خير قيام، وهذا ما أهنئكم، وتهنئكم دول المسيحية والمسيحيون جميعًا عليه …”

و يعتبر المستشرق و “المبشر” الأمريكي “صمويل مارينوس زويمر” (12 إبريل 1867ـ 2 إبريل 1952) من أكبر أعمدة التنصير في العصر الحديث: مؤسس مجلة “العالم الإسلامي” الأمريكية التبشيرية سنة 1911، رئيس إرسالية “التبشير” في البحرين، رئيس جمعيات التنصير في الشرق الأوسط و رئيس كثير من مؤتمرات التنصير في العالم..

و جاء ضمن توصيات مؤتمر كلورادو التنصيري (1978) “إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية … ونحن بحاجة إلى مئات المراكز لفهم الإسلام ولاختراقه بصدق ودهاء، ولذلك لا يوجد لدينا أمر أكثر أهمية و أولوية من موضوع تنصير المسلمين”.

و تعمل اليوم المنظمات التنصيرية جاهدة على اختراق المسلمين بعد تليينهم من خلال سلسلة من الهزائم العسكرية و السياسية (العراق، ليبيا، سوريا، مصر، تونس، اليمن …) و هذا ما تسميه منشورات معهد زويمر للدراسات الإسلامية “إن ما بالحقول قد استوى وحان قطافه، والرب قد لمس قلوب الكثيرين للاستعداد لهذا القطاف..”

و يظهر بوضوح من خلال منهج المنصرين أنهم بعثات استعمارية لا علاقة لهم بأي دين و أن دينهم الأوحد هو عداء الإسلام بصفة خاصة حيث يعملون ضمن أجندتهم الرسمية على إخراج المسلمين عن دينهم و لو إلى الإلحاد والكفر بكل دين و العبث بالأخلاق، زيادة على كونها حرب استباقية للحيلولة دون دخول النصارى في الإسلام و الحيلولة دون دخول الأمم الأخرى غير النصارى في الإسلام و انتشاره في بقاع الأرض على حساب المسيحية:

يقول القس صموئيل زويمر (مخاطبا مؤتمر القدس التنصيري سنة 1346هـ الذي حضرته 40 دولة أوروبية ): “أتظنون أن غرض التنصير وسياسته إزاء الإسلام هو إخراج المسلمين من دينهم ليكونوا نصارى، إن كنتم تظنون ذلك فقد جهلتم التنصير وأهدافه، لقد برهن التاريخ منذ زمن بعيد على أن المسلم لا يمكن أن يكون نصرانيا والتجارب دلتنا ودلت رجالات السياسة النصرانية على استحالة ذلك، ولكن الغاية التي نرمي إليها هي إخراج المسلم من الإسلام فقط ليكون مضطربا في دينه وعندها لا يكون له نصيب من الإسلام إلا مجرد اسم يحمله كمحمد وأحمد ولا يكون له عقيدة يؤمن بها ويسترشد بهديها” و الحقيقة أن “المسيحية” ليست ديانة قابلة للفهم و لا التطبيق بل هي فسيفساء عبثية فصلت على المقاس لتستجيب لكل مزاج غربي مصاب أو قابل للإصابة بأي مرض نفسي، حيث تتألف من ستة عائلات دينية أبرزها الكاثوليكية و البروتستانتية و الأورتودوكسية الشرقية و الأورتودوكسية المشرقية. وتنقسم داخل هذه العائلات إلى مجموعة من الكنائس المستقلة إداريا يبلغ عددها 38.000 طائفة، يعود أغلبها لكنائس بروتستانتية. و تعتبر الحركات التبشيرية في آسيا و إفريقيا الجناح الرئيسي لنمو المسيحية إذ يعتنقها سنويا (حسب موسوعة ويكيبيديا) حوالي 30 مليون شخص من خلفيات دينية مختلفة أي حوالي 23000 شخص يوميا. و مثل هذا الانتشار بهذه السرعة (إذا ثبت) لا يمكن أن يكون صحيا حتى لو كان في الإقبال على الكوكاكولا فما بالكم بعقيدة !؟

و تعد البيانات الكاذبة عن ارتداد المسلمين و اعتناقهم النصرانية جزء مهما من حرب التشكيك كما في البيانات التالية عن المغرب العربي:

انتشار المسيحية في المغرب العربي الدولة العدد النسبة المئوية ليبيا 131,000 2.0% المغرب 351,000 1.1% الجزائر 177,000 0.5% تونس 24,000 0.2% موريتانيا 5,000 0.14%

و تظهر هذه البيانات في العديد من الدراسات و الأبحاث و المقالات من دون الحاشية التأصيلية لها التي تقول إنها تشمل جميع الذين يعرفون أنفسهم أنهم مسيحيون، بغض النظر عن قبول الطوائف أو الجهات الرسمية في الكنائس الأخرى لهذا التعريف. كما يشمل بالنسبة للدول، جميع المقيمين على أرضها سواء أكانوا من حملة جنسيتها أو لم يكونوا ، فنجد في السعودية مثلا 1.493.000 أي نسبة 5.5% و في الإمارات 424.000 أي نسبة 9.0% و تكون هذه النسبة مخيفة من دون الإشارة إلى “المقيمين على أراضيها” و هو ما يتم في الغالب بتعمد لأسباب دعائية.

و قد أخذت هذه النسب من تقرير الحرية الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2011، بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الأمريكية و كتاب حقائق العالم و مركز “بيو” للدراسات ومشروع “الأبواب المفتوحة” ومشروع Adherents.com.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى