المقاومة” أكبر و أنبل من أن تحتاج شهادة منكم !! / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _ ماذا تعني كلمة ثقافة في مخيلة النخبة الموريتانية ؟
هل بوعي أو بغير وعي تم ربط الثقافة في هذا البلد بجهات معينة دون غيرها ؟
ماذا يحدث في هذا البلد ؟
كيف تتحول الأمور في موريتانيا من منتهى الغرابة و السذاجة إلى أعلى درجات الجد و الاهمية ؟
من هو الساذج الذي أوجد عبارة “المقاومة الثقافية” ؟
ما معنى كلمة ثقافة ؟
متى كانت الثقافة تعني الإفتاء الديني دون غيره ؟
ألا يخجل العاملون على سردية ثنائية المقاومة المسلحة و المقاومة الثقافية ، من سذاجة عقولهم و جهل خطابهم ؟
لقد حفظ بكار ولد اسويد احمد القرآن في صباه و اشتهر باعتماد فتاوى كبار علماء البلد في حروبه ضد الاستعمار و أمور حياته العادية و عبأ كتائبه بثقافة الجهاد و احترم العقود و التزم بالاتفاقيات بثقافة إسلامية عالية الكعب ..
و حتى لو كان بكار مُلحدا و كانها الأمير سيد أحمد و الشيخ ماء العينين و غيرهم (…) و كانت مقاومتهم للمستعمر ، دفاعا عن مصالحهم الخاصة و بقائهم و استمرار ملكهم ؛ أليست هذه أعلى درجات معاني المقاومة الثقافية ؟
من أين يأتي هذا الخلط بين الثقافة و الدين ، لدى النخبة الموريتانية ؟
هل هو خلط بريء للمفاهيم أو خلط أوراق متعمد للإساءة إلى المقاومة باسم الدين و الإساءة إلى الدين باسم المقاومة ؟
المقاومة الموريتانية كانت مفخرة هذا البلد الخالدة و شاركت فيها جميع القبائل و جميع الجهات و تأخر عنها من تأخر لأسباب لا تعني غيره ..
و عبارة المقاومة الثقافية تشويه للمقاومة و للثقافة . و من يحاولون من خلالها التسلل إلى معرات يبحثون عن طرُق لتمريرها ، لن تكشف إلا جهلهم بالتاريخ و عدم أهليتهم للخوض فيه ..
المقاومة أصعب و أمر مما تقدمون من أسباب تافهة :
ـ المقاومة بيعة شرف ..
ـ المقاومة قرار فردي (لا يمكن أن تكون إلا قرارا فرديا)..
ـ المقاومة ثقافة (يمكن أن تقول ثقافة المقاومة ، أما عبارة “المقاومة الثقافية” ، فلا تدل إلا على الجهل بالمقاومة و بالثقافة)
ـ المقاومة تصوف في العطاء في فضاء بلا سقف . و الثقافة حمولة وجدانية تشمل كل تصرفات المجتمع ..
كل من يسوِّق لعبارة “المقاومة الثقافية” يجهل أنه يسوق دون وعي للخيانة الثقافية !!
ـ لو أدرك آباء و أبناء من ينكرون اليوم مكانة المقاومة ، لَمَا تأخروا عنها .
ربما كان من غير الإنصاف أن نحاسب الناس على جهلهم لكن دأبهم اليوم على التبجح بالجهل أصبح يحتاج إلى من يُنبه إليه ..
ـ أما نكرانهم لوقوع أي مقاومة في البلد ، فالرد عليه ، لا يشفي الغليل فيه غير قول أصحاب علم الاجتماع : “أصعب ما في الوجود هو شرح البديهيات”..
عبارة “المقاومة الثقافية” عبارة سقيمة ، جاهلة ، سوقية ، ساذجة . و من يُسوِّقونها يبحثون عن دور هم أكبر دليل على كذبة وجوده ..
و من ينكرون حدوث أي مقاومة في البلد هم أصدق الناس في حق أنفسهم و أكذبهم في حق الآخرين ..
قاومت موريتانيا حملات أكبر جبابرة الاستعمار و شهدوا جميعا بشجاعة البيظان و كتبوا عنهم أكثر مما كتبوا عن كل القارة ..
و ما وصل إليه البيظان من تضلع في المعارف وقف دونه الجميع و حيَّرَ علماء المشرق و المغرب ..
و حين سخر البعض من عبارة “أرض المليون شاعر” ، أثبتوا أنهم شعب لا يبارى في المجال في مسابقات ، تعتمد التصويت القاتل ، ضمن معايير الفوز ..
من ينكر عبقرية أهل هذه الأرض و تميزهم و طموحهم المجنون ، سيصطدم حتما بصخرة التاريخ و لن نذكره هنا بسوى ما يقوله الإنجليز : “*الحقد طبق يؤكل باردا*” !!
فاحذروا الاحتراق .