سيدي علي بلعمش: المقاومة أعظم من شعاراتكم.. والعبث بمفاهيمها جهل مركب!
متابعة: عزيز

الزمان أنفو _ في مقاله النقدي اللاذع، يرفض الكاتب سيدي علي بلعمش محاولة بعض النخب الموريتانية تسويق مفهوم “المقاومة الثقافية”، معتبرًا أن هذا التعبير سطحي ومشوّه لا يمتّ إلى الثقافة أو المقاومة بصلة. ويرى أن ربط المقاومة بالثقافة الدينية فقط، أو اختزالها في مواقف لا تتجاوز الفتوى والتدوين، يُعبّر عن جهل مركب وسوء فهم للتاريخ.
يؤكد بلعمش أن المقاومة في موريتانيا كانت فعلًا نضاليًا شاملًا، شاركت فيه جميع القبائل والجهات، قاده رجال حملوا فتاوى العلماء في صدورهم وسيوفهم في أيديهم، مثل بكار ولد اسويد أحمد وسيد أحمد ولد أحمد عيده والشيخ ماء العينين. ويرى أن حتى الدوافع الشخصية لتلك المقاومة تدخل ضمن أرقى أشكال الدفاع المشروع، الثقافي والوجودي.
ويعتبر الكاتب أن الثقافة منظومة وجدانية مجتمعية شاملة، وأن مصطلح “المقاومة الثقافية” مجرد اختراع ساذج يسوّقه البعض عن جهل أو رغبة في التسلّق الرمزي. ويصف من ينكرون وجود مقاومة أصلاً بأنهم أصدق الناس في الجهل، وأكذبهم في حق الوطن.
ويختم بلعمش بتذكير هؤلاء بتاريخ مقاومة موريتانيا الصلب، ومكانة البيظان في العلم والشعر، قائلاً إن من ينكر ذلك سيصطدم بصخرة التاريخ، مستشهدًا بالمثل الإنجليزي: “الحقد طبق يؤكل باردًا”، محذرًا من الاحتراق في نار الإنكار والجهل.