الهدوء في العواصف قوة !! / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _ لأنه ابن كاريتاس الوفي ، العاق لدينه و مجتمعه و ثقافته ،

لأنه إفريقي النزعة و الطموح ؛ يكفيه مجدا و اعتزازا أن يُكَسِّرَ لغة موليير و يجلس بين أحفاده الذين يحتقرونه أكثر من القردة ، كما تُلمِّح القنوات الفرنسية بوضوح تفهمه حتى القردة ، في أفلامها الوثائقية الحقيرة ..

لأنه مستعد أن ينسى ما ألحقت فرنسا من أذًى بآبائه و أبناء جلدته و قارته ، إذا كانت ستمنحه مكانة البيظان ،

لأنه لئيم راضعٌ ، إذا احترمته داسك و إذا احتقرته احترمك ،

لأنه يجهل ـ إذا افترضنا جدلا أن الضفة أصبحت دولة مستقلة ـ أنها لن تكون إلا دولة بيظان أخرى بقيادة أحد أولاد عبد الله أو أحد أولاد طلحة أو أولاد الخالفة الكحلة ،

لأنه يجهل تاريخ البيظان و يتجاهل عمدا ـ استفزازا لتسامحنا و تحملنا لكامل المسؤولية ـ تاريخ آبائه ،

و لأنه عنصري جاهل ، يبحث عن دور بطولي في زمن تَفَرُّس غوغاء البانافريكانيسم ،
يَعتبِرُ الحقير خالي جيالو كل صفة سلبية ارتبطت بحق أو بباطل ، بالبيظان ، تعبيرا لا غبار عليه عن أعلى درجات العنصرية !؟ :

ـ دولة البيظان فاسدة فهي إذن عنصرية ..
ـ هذا الوزير ظالم فهو عنصري ..
ـ هذا المسؤول منح أرضا لأخيه دون وجه حق ، فهو عنصري ..
ـ هذه الإدارة منحت صفقة تراضي لجهة ما ، فهي إذن عنصرية ..
ـ كل أراضي البلد ملك للدولة ، تمنحها لمن تشاء إلا أراضي الضفة ، فهي ملك لخالي جيالو ، يوزعها كما يشاء ، على خارطة مزاجه المريض و احتقاره لمجتمع ، يجهل ما تحت رماده من جمر ..

ـ من حق خالي ديالو أن يحصل على قطعة أرضية في نواكشوط و أخرى في النعمة و ثالثة في وادان و عاشرة في ازويرات ، لكن لا يحق لأي بيظاني أن يحصل على قطعة أرضية في بوغي و لا كيهيدي و لا امبان !!

لقد تجاوز هذا الحقير (و أحقر الناس من يحتقر بلده أمام أعدائه) ، كل حدود اللباقة و ملأ الدنيا صراخا و كذبا ليكون نجما على صفحات البانافريكانيسم الغوغائية ، المُعادية لبلدنا الذي سبقهم جميعا لعداء فرنسا و أمريكا و الاستعمار الغربي و الحملات التبشيرية الممهدة للاستعلاء و الهيمنة ..

نُطالب القضاء الموريتاني أن يُفهمنا فقط ماذا تعني كلمة عنصرية في قاموس خالي جيالو و ماذا تعني كلمة آبارتايد في قاموس بيرام و ماذا ينطبق منها على ما يحدث في موريتانيا !!؟؟

# إذا منح حاكم بوغي أو كيهيدي أو سيليبابي ، عشر قطع أرضية لأخيه و أخرى لخال زوجته دون أي وجه حق ، ما علاقة هذا التصرف المُدان من قبلنا جميعا ، بالعنصرية !؟
# بيرام يصرخ من داخل قبة البرلمان بدولة الآبارتايد ، متهما رئيس البرلمان و وزير الدفاع بالإجرام و نافيا شرعية رئيس الجمهورية و مهددا بحرق العاصمة و الأجهزة الأمنية؛ كيف تركب هذه الصورة على دولة الآبارتايد !؟

✔️ هل يلتمس القضاء الموريتاني العذر لهذه لهذه البلطجة الحمقاء بسبب جهل أصحابها !؟

✔️ هل يترفع القضاء الموريتاني عن محاسبة هؤلاء لعلة ذهنية أو اجتماعية ، تخضع القوانين فيها لسلطة التقاليد و العادات !؟

# كان سر قوة غاندي في وضوح رؤيته و إيمانه بشرعية ما يريد و كيف يصل إليه ..
# كانت حكمة مانديلا في صبره و قدرته الفائقة على التسامح و تجاوز أخطاء الجميع ..
# كانت ثورة شيخو توري ضد فرنسا ، لا ضد الرئيس السنيغالي العميل لها و لا ضد الرئيس الإيفواري الخاضع لها و لا المالي الحاصل على الحكم عن طريق انقلاب بمؤامرة منها ؛
*مشكلة البانافريكانيسم أنها ثورة الجهال المنتقمين من الماضي بسبب عجزهم عن مواجهة الحاضر ..*

و مشكلة جناحهم في موريتانيا بقيادة ابن كاريتاس المدلل بإذلال ، خالي جيالو ، “*أن الجاهل إذا تكلم أخطأ و إذا سكت أخطأ و إذا ذهب ضل جدا*” ، كما يقول الكاتب الإيرلندي الساخر بيرنارد شو و تماما كما فعل خالي جيالو حين ذهب إلى بلجيكا و كما قال حين عاد إلى السنيغال و حين سكت في موريتانيا عن كل ما في محيطه من عبودية و عنصرية و تفاوت طبقي و غبن اجتماعي ، مستبيحا أعراض و ذمم البيظان بكل ما في جعبته من جهل و حقد و كراهية ، داعيا إلى فتنة ، سيكون ـ كمن سبقوه ـ أول من يبكي جحيمها ، إن حدثت (لا قدر الله) بسبب حماقات أمثاله من العابثين بكل شيء في هذا البلد و تسامح السلطات في ما يرتكبون من جرائم في حق هذا الوطن الذي أعطاهم كل شيء و ضنوا عليه حتى بكلمة شكر أو لفتةِ إنسانية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى